المنيا - جمال علم الدين
يُعد الارتفاع المستمر في أسعار السلع الرئيسية هو المحك الأول والرئيسي في كل بيت مصري والترمومتر الذي يحدد به المواطن رضائه عن أداء الحكومة، وأصبح المطلب الأساسي لمعظم فئات الشعب المصري هو القضاء علي غول الاسعار الذي توحش بصورة مفزعة في الفترة الاخيرة وأصبحت ميزانية الاسرة لا تحقق حد الكفاية من الضروريات.
وهنا قام موقع "مصر اليوم" بجولة في الاسواق للوقوف على حالة الأسعار ورصد ردود افعال المواطنين، وفي إحدى أسواق المناطق الشعبية سألنا عن الأسعار التي أكد كل الحضور أنها "ارتفعت بصورة ملحوظة"، وقال "كنا نعتاد علي هذه الزيادة مع المواسم والاعياد إلا أنها في هذه المرة زادت بصورة متوحشة".
وأكدت سيدة تبدو من ملامحها أنها من معدومي الدخل "أنها لاتجد عمل وزوجها يعمل باليومية وفي الفترة الأخيرة زادت أسعار الخضار والسلع بشكل غير عادي وأصبح دخل الأسرة لا يكفي حتي نصف الضروريات اليومية كما أن زوجها لا يعمل طوال أيام الأسبوع بسبب حالة الركود والبطالة التي تنتشر بين طائفة العمال".
ويقول حسين علي موظف "أن لديه زوجة وخمسة أولاد ويعول والدته وأصبح توفير الاحتياجات اليومية من السلع والخضروات هم كبير يشغله بالليل والنهار وهو مضطر للاستغناء عن ضروريات اساسية حتي يقضي يومه علي الرغم من انه مطلوب منه التوفير من مرتبه الذي لايكفيه لبناته الثلاث الذين قاربوا علي سن الزواج فماذا يفعل أمام كل هذه الضغوط".
بينما وقفت بعيدًا سيدة تعمل موظفة تنتظر التحدث إلينا شاكية من ارتفاع اسعار كل الخضروات مضيفة انها بعدما تنزل الي السوق لتدبير حاجاتها واسرتها تعود الي المنزل بنصف الاشياء التي تكفيها ونفاذ المبالغ التي بحوزتها مؤكدة على حرصها علي شراء الالبان والجبن التي زادت اسعارها بنسبة كبيرة وتشتريها لاحتوائها علي عناصر مهمة واساسية في غذاء الاطفال خاصة والكبار عامة وتشتريها رغم غلاء سعرها و تاثيرها السلبي علي ميزانية الاسرة.
وأكد بائعوا السلع علي الطرف الاخر، "أنهم ليسوا السبب في ارتفاع الاسعار بهذا الشكل الجنوني وأنما ترتفع بسبب تزايد الاقبال عليها وقلة المعروض منها بالاضافة الي جشع التجار الكبار" الحيتان" الذين يتحكمون في الاسعار لصالحهم في ظل الانفلات وعدم السيطرة وغياب التشريعات والقوانين التي تحمي المستهلك من جشع التجار ويبييعون لنا بالاسعار المرتفعة ويتركون لنا الاحتكاك المباشر مع المستهلك الذي يتهمنا بالجشع والاستغلال رغم اننا ضحايا مثلهم حيث يقل هامش الربح كلما ارتفعت الاسعار".
وعلي الجانب المقابل، وفي أحد الأسواق الكبيرة وجدنا زحام وإقبال لدرجة التكدس وبسؤال أحد الرواد الذي تبدو عليه ملامح اليسر نسبيًا، أكد أن الاسعار ارتفعت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة ويعاني منها الغني والفقير، مضيفًا أنه بعد ثورة يناير/ كانون الثاني، ومافعله هذ الشعب العظيم من أجل تحقيق العدالة الإجتماعية يجب على المسئولين في الحكومة الحالية اتخاذ كل السبل الكفيلة لمنع ارتفاع الأسعار بخاصة أن الارتفاع في السلع والخدمات الأساسية التي لايستطيع المواطن الإستغناء عنها.
وأشار إلى أنه إذا كان رواد هذا السوق قادرون بعض الشيء علي تدبير احتياجاتهم إلا أن غالبية فئات الشعب المصري تعاني ارتفاع الاسعار وعدم قدرتهم علي تدبير احتياجاتهم اليومية لهم ولأسرهم من أجل توفير حياة كريمة تمنوها بعد الثورة وإلا فالثورة الحقيقية مقبلة وهي ثورة الجياع التي لن يقف أمامها أحد.
ووجدنا عند خروجنا من السوق، أسرة تسترجع بعض من مشتروات اختاروها من قبل ليس بسبب عدم احتياجهم لها ولكن لأن الفاتورة ارتفعت فاختاروا الأهم وتركوا المهم ليس لعدم حاجاتهم إليها ولكن لأن الميزانية لا تسمح وسط أسي واستياء من كل افراد الأسرة.
وأكد حامد عبد اللطيف سائق، أن ارتفاع اسعار البنزين وتجديد الرخصة كل هذا يتحملة المواطن حيث تزداد السلعة بزيادة تلك الاسعار وتضاف مصاريف الزبادة فى البنزين والتراخيص على سعر السلعة والمتضرر الاخير المواطن المستهلك.