موسكو ـ حسن عمارة
اتّهم الكرملين، اليوم (الثلاثاء)، كييف باستخدام الممرّ المخصّص لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود «لأغراض عسكرية»، وذلك غداة انسحاب موسكو من اتفاق رعته الأمم المتحدة وسمح بمرور آمن لسفن التصدير.وقال المتحدّث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين: إنّ المنطقة التي يرعاها اتفاق الحبوب «يستخدمها نظام كييف لأغراض عسكرية... هذه حقيقة واضحة». ووصف بيسكوف موقف الدول الأوروبية بأنه «مخزٍ»؛ لأنّها لم تلتزم بنود الاتفاق المتعلقة بروسيا؛ الأمر الذي أدّى إلى انسحاب موسكو منه. وبحسب بيسكوف، فإنّ «هذا ليس خطأ» الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش. وتقول روسيا: إنّ الاتفاقية نصّت على إزالة العقبات والعقوبات التي تعرقل صادراتها من الحبوب والأسمدة، لكنّ هذا الأمر لم يحصل. وشدّد المتحدّث باسم الكرملين على أنّ بلده مستعد «من دون أدنى شك» لتصدير حبوبه مجّاناً إلى الدول الأفريقية التي هي بأمسّ الحاجة إليها. ولفت إلى أنّ هذا الاقتراح سيكون مدار بحث مع الشركاء الأفارقة للكرملين خلال القمة الروسية - الإفريقية المقرر عقدها في نهاية يوليو (تمّوز) في سانت بطرسبرغ في شمال غرب روسيا.
وانتهت عند منتصف الليل بتوقيت إسطنبول (21:00 بتوقيت غرينتش) مدة صلاحية الاتفاق الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب إلى الأسواق الدولية عبر البحر الأسود بعد رفض روسيا تمديدها.
وتحدد موعد انتهاء العمل بالاتفاق الذي توسطت الأمم المتحدة وتركيا للتوصل إليه في يوليو (تموز) 2022، بعدما جرى تمديده آخر مرة لمدة شهرين في مايو (أيار) الماضي.
ورفض الكرملين، الاثنين، تمديد العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، الحيوي للأمن الغذائي العالمي، في قرار أتى بعد ساعات من هجوم أوكراني دمّر جزئياً، للمرة الثانية منذ بدء الحرب، جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمّتها موسكو إليها عام 2014.
بالمقابل، أعلنت أوكرانيا رغبتها بالاستمرار في تصدير حبوبها عبر البحر الأسود، سواء أعطت موسكو ضمانات أمنية لسفن التصدير أو لم تعطها. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «لسنا خائفين».
وأتى موقف زيلينسكي بعد أن تلقّى خلال زيارة إلى إسطنبول مطلع يوليو (تمّوز) الجاري دعم نظيره التركي رجب طيب إردوغان مما أثار غضب موسكو.
لكن بالنسبة إلى موسكو فإنّ الاتفاق هو اليوم في حكم الميت وإحياؤه ممكن فور تلبية شروطها.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنّ «اتفاق البحر الأسود انتهى عملياً اليوم» الاثنين. وأضاف «ما أن يلبّى الجزء المتعلّق بروسيا (في الاتفاق) ستعود روسيا فوراً إلى اتفاق الحبوب».
سارع الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش إلى التحذير من أنّ مئات الملايين في العالم «سيدفعون الثمن» من جراء قرار روسيا.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن «نتيجة ما قامت به روسيا اليوم من استخدام الغذاء كسلاح... سيكون جعل وصول الغذاء إلى الأمكنة التي في حاجة ماسة إليه أكثر صعوبة، إضافة إلى زيادة الأسعار»، مضيفاً «خلاصة القول إن (ما حصل) غير مقبول».
ودانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين «بشدة» إعلان موسكو واصفة إياه بـ«الوقح».
كما دانت باريس القرار الروسي، مطالبة موسكو بـ«وقف ابتزازها للأمن الغذائي العالمي».
أبرمت هذه الاتفاقية في يوليو (تمّوز) 2022 على ضفاف البوسفور وتم تجديدها مرتين حتى اليوم، وقد أتاحت، خلال العام الماضي، تصدير ما يقرب من 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، رغم الحرب.
وتهدف مبادرة حبوب البحر الأسود التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا برعاية تركيا والأمم المتحدة، للتخفيف من خطر المجاعة في العالم من خلال ضمان تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية رغم الحرب.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنّ تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة أُخطرت بقرار الكرملين.
وأتاح الاتفاق لبرنامج الأغذية العالمي مساعدة دول تواجه نقصاً غذائياً حادّاً مثل أفغانستان والسودان واليمن.
وأعلنت الأمم المتحدة، مساء الاثنين، انتهاء تفتيش آخر سفينة شحن محملة بالحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، موضحة أن عملية التفتيش هذه تحمل الرقم 1972 منذ الأول من أغسطس (آب) 2022.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
المفوضية الأوروبية تعلن عن تمديد القيود لاستيراد حبوب أوكرانية حتى 15 سبتمبر
أمين عام الأمم المتحدة يبحث مع أردوغان تمديد اتفاق تصدير الحبوب