القاهرة - سهام أبوزينة
أعلن وزير التجارة والصناعة، المهندس طارق قابيل، أنّ مشروع إنشاء المدينة الصناعية المتكاملة في منطقة كوم أوشيم في محافظة الفيوم والذي من المخطط أن تنفده شركة سنغافورة القابضة يمثل نقطة تحوّل كبيرة في تاريخ العلاقات الثنائية المصرية السنغافورية بصفة عامة ونقلة هامة للتعاون الاستثماري بين البلدين بصفة خاصة، حيث يرجع اختيار الشركة السنغافورية لتنفيذ هذا المشروع الضخم إلى الخبرات السنغافورية الكبيرة في مجال إنشاء وإدارة المناطق الصناعية داخل سنغافورة وخارجها في عدد من الدول تتضمن الصين والهند وفيتنام إلى جانب دول في أفريقيا والشرق الأوسط ٠
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها قابيل، صباح اليوم الخميس، في ورشة العمل التي نظمتها شركة سنغافورة القابضة عن مشروع إنشاء المدينة الصناعية في منطقة كوم اوشيم ، وقد شارك في ورشة العمل سفير مصر لدى سنغافورة محمد أبو الخير، ومستشار الوزير للمشاريع القومية المهندس ياسر المغربي، ورئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية المهندس احمد عبد الرازق، ومستشار رئيس هيئة التنمية الصناعية للقطاع التجاري الدكتور وليد حبيقة، ومدير المشاريع القومية في الوزارة المهندس عمر خورشيد .
وقال قابيل إن مشروع مدينة كوم أوشيم الصناعية سيقام على مساحة 7 آلاف و872 فدان أي نحو 33 مليون متر مربع حيث تضم مشاريع صناعية متطورة في مختلف المجالات وتجمع عمراني متكامل، وتوفر نحو 300 ألف فرصة عمل مباشرة جديدة، وأوضح قابيل أن المشروع الجديد يأتي في إطار خطة الوزارة الهادفة إلى تعزيز منظومة التنمية الصناعية وزيادة معدلات النمو الصناعي وزيادة مساهمة قطاع الصناعة في دعم منظومة نمو الاقتصاد القومي، لافتاً إلى أن المشروع يستهدف إنشاء مدينة صناعية متكاملة علي أحدث طراز عالمي لجذب الشركات الاستثمارية الدولية للاستثمار في مصر وإنتاج منتجات على درجة عالية من الجودة لتلبية احتياجات السوقين المحلي والخارجي وتوفير الآلاف من فرص العمل لأبناء محافظة الفيوم ومحافظات شمال الصعيد.
وأضاف أن المشروع يسهم في الاستفادة من نقل الخبرات الواسعة لشركة سنغافورة القابضة وشركة سوربانا جورج المخطط العام للمشروع ( احدى كبرى الشركات العالمية في مجال الاستشارات الهندسية ) في مجالات تخطيط وتنفيذ وإدارة المدن الصناعية وأيضا نقل الخبرات الصناعية السنغافورية للصناعة الوطنية، مشيراً إلى حرص الوزارة على تسهيل إجراءات العمل بالمشروع وتذليل كافة العقبات التي تواجه تنفيذه.
وتابع قابيل أن المنطقة الصناعية بشمال كوم أوشيم تقع على الطريق الإقليمي القاهرة – الفيوم في منطقة متوسطة بين محافظات القاهرة والجيزة والفيوم، وتوفر حوله المنتجات زراعية والأراضي القابلة للاستصلاح بما يخدم أنشطة للتصنيع الزراعي بالمدينة الجديدة كما توفر مناطق صناعية في النطاق الإقليمي للمنطقة بما يسمح بالتكامل مع الأنشطة الصناعية الجديدة، مشيراً إلى أن المنطقة تتمتع أيضاً بتوافر الثروات التعدينية و مواد البناء اللازمة و صلاحية الأرض للنشاط الصناعي فضلاً عن وجود محمية بحيرة قارون ومحميات وادي الريان ووادي الحيتان في المحافظة كمحمية طبيعية على قائمة التراث الطبيعي العالمي وتوافر مصادر الطاقة المتجددة في المحافظة من الطاقة الشمسية، وقال إن هذا المشروع يعد نقطة انطلاق حقيقية لتنمية منطقة شمال الصعيد والتي تربط بين الدلتا والوادي، لافتا إلى أن المشروع يمكن توسعته فيما بعد للمساهمة في تخفيف الضغط السكاني الكبير بمدينة القاهرة وذلك وفقاً لرؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
وأوضح قابيل أن المشروع الجديد سيكون بمثابة أحد أهم الأقطاب التكنولوجية الحديثة على مستوى الجمهورية، مشيراً إلى أنه من المقرر أيضاً ضخ استثمارات في إقامة مجموعة من الخدمات المتطورة والداعمة للقطاعات التكنولوجية المستهدف إنشاؤها إلى جانب إنشاء منطقة سكنية متميزة لتوطين العمالة التابعة للمنطقة وأسرهم الأمر الذي يضمن توفير بيئة عمل متميزة بالمدينة، ولفت إلى أن هذه المنطقة الصناعية ستمثل مركز خدمي لوجيستي يقوم على محاور تدعم انطلاق مسيرة التنمية بمحافظة الفيوم وتستهدف تنمية الصناعات الزراعية والبيئية والتكنولوجية المتطورة ورفع مستوى جودة الحياة والارتقاء بالموارد البشرية.