خالد حنفي

أعلن الخبراء المشاركون في ملتقى تمويل التجارة الأفريقية ـ العربية الذي عقد في دبي أمس تحت عنوان جسور التجارة العربية الأفريقية، أن دولة الإمارات مركز تجاري رئيس وبوابة الدخول الى أفريقيا حيث تمتلك الأدوات اللوجستية كمركز يتوسط دول العالم، وأن دبي بموقعها وإمكانات ميناء جبل علي خاصة ومنطقته الحرة تمثل شرياناً رئيسياً للتواصل مع دول افريقيا، وشارك في الملتقى عدد كبير من المسؤولين العرب والأفارقة منهم المدير العام للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، الدكتور سيدي ولد التاه، ورئيس اتحاد مصارف الإمارات، عبد العزيز الغرير، والمدير العام رئيس مجلس إدارة برنامج تمويل التجارة العربية، عبد الرحمن الحميدي، ووزير المال السابق في جمهورية السودان، الدكتور بدر الدين محمود عباس، والرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية الدولية لتمويل التجارة، المهندس هاني سنبل، والمدير العام للمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات، فهد الإبراهيم، والمدير العام لبرنامج الصادرات السعودية الصندوق السعودي للتنمية، أحمد الغنام، والرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات، أسامة القيسي، والأمين العام لاتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي .

ووقّعت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، والبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، الذي أسسته الحكومات الأفريقية والمؤسسات الاستثمارية، اتفاقيتي شراكة مرابحة بقيمة 100 مليون دولار و50 مليون يورو (59.4 مليون دولار) بهدف تيسير وتمويل الصادرات بين الدول الأفريقية وبين أفريقيا وبقية العالم. كما شهد عقد اتفاقية تمويل بين البنك العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا وبنك مالي بقيمة 20 مليون دولار لتيسير التجارة من الدول العربية.

وقال نائب الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال والخدمات المصرفية بالبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد عمرو كامل، خلال توقيع الاتفاقية إن البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد يرى في اتفاقية شراكة المرابحة هذه نقطة انطلاق نحو تعاون أكبر لتحقيق رؤية البنك مع المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، وأضاف أن المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة أظهرت تعاونها الدائم مع البنك لتنمية القارة الأفريقية وترويج التجارة البينية فيها، موضحاً أن الهدف من الاتفاقية يتمثل في استخدام هذا التسهيل لدعم المشتريات من الموردين من الدول الأعضاء وغير الأعضاء بما في ذلك المشتريات المحلية لترويج التجارة في جميع أنحاء القارة الأفريقية.

وأكّد الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، المهندس هاني سالم سنبل، أن هذه الشراكة تأتي كجزء من التزام المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لدعم تنمية صادرات الدول الأعضاء الأفريقية، كما تعد محركاً مهماً للتنمية المستدامة وخلق الفرص الوظيفية والحد من الفقر، مبيناً أن هذه الشراكة الغرض منها تمويل الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تحت مظلة برنامج جسور التجارة العربية الأفريقية وهو برنامج لترويج التجارة الإقليمية يهدف إلى التصدي للتحديات التي تواجه ترويج التجارة بين الإقليمين ودعم التعاون الجنوب –جنوب.

وأكد الدكتور سيدي ولد التاه، المدير العام للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، أن التجارة العربية ــ الأفريقية مرشحة لأن تكون رافداً لتسريع وتيرة النمو الاقتصادي والقضاء على الفقر سواء في الدول العربية أو القارة الأفريقية، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين لايزال محدوداً من حيث حجم التجارة الإجمالي ومن حيث نسبة التجارة المشتركة قياساً إلى حجم التجارة الخارجية للجانبين، كما لايزال التبادل التجاري مقصوراً على عدد محدود من السلع ما يعني وجود فرص عدة لتنمية التجارة خاصة عند الاستفادة من برنامج تنمية التجارة العربية الأفريقية والذي يقوم على دفع التجارة البينية لخدمة الأهداف التنموية.

وأعلن الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات، أسامة القيسي، أن زيادة الحمائية التي فرضتها بعض الدول وكذا ضعف الاقتصاد العالمي عوامل أثرت على التدفقات الاستثمارية العالمية وتالياً التدفقات الاستثمارية بين الدول العربية والأفريقية إضافة إلى أن تراجع أسعار النفط والسلع، والظروف الاجتماعية والسياسية التي تمر بها الدول العربية اضعف النمو الاقتصادي لتلك الدول واثر على تدفقات الاستثمار الصادرة عنها، منبهاً أن الجهات المعنية بتنشيط التجارة والاستثمارات المتبادلة بين أفريقيا والدول العربية أطلقت برامج مخصصة لهذا الغرض، وكان من أهمها برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية بالرباط في شهر فبراير الماضي والذي يضم المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا (باديا) وصندوق الأوبك للتنمية الدولية (اوفيد) والصندوق السعودي للتنمية وبرنامج تمويل التجارة العربية والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة والمؤسسة الإسلامية لتامين الاستثمار وائتمان الصادرات والمؤسسة العربية الاستثمار.

وأشار القيسي، إلى أن المجموعة اتفقت على تصميم برنامج «جسور» لمدة ثلاث سنوات بهدف تعزيز وزيادة التدفقات التجارية بين البلدان العربية والإفريقية، وتوفير وتعزيز فرص التمويل التجاري، وتعزيز بناء القدرات الحالية المتعلقة بالتجارة، لافتاً إلى أن النتائج المرجوة من المشروع تشمل بناء شراكات تجارية جديدة بين بلدان المنطقتين، ونشر المعلومات عن الفرص المتاحة في الأسواق، وتوفير فرص مناسبة للمتعاملين التجاريين فيما يخص عرض منتجاتهم التصديرية، وكذا إنشاء شبكة للأعمال عبر الإنترنت لتسهيل التواصل، ودعم إنشاء منصات لوجيستية جديدة.

وأفاد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الروابي للتنمية المحدودة، ومقرها السودان ولها مكتب إقليمي في دبي علي شهاب الدين المشهور، بأن المؤسسة تعتزم التوسع خلال الفترة المقبلة في مجال التنمية الزراعية حيث ستضيف مشروعاً جديداً خلال الفترة المقبلة باستثمارات 200 مليون دولار على مساحة 100 ألف فدان ليكون اجمالي ما تملكه من أراض زراعية 326 ألف فدان مقام عليها مشاريع إنتاج زراعي ومصانع أغذية وألبان ولحوم وكل المنتجات الزراعية القابلة للتصدير، والمشروع مثال على التعاون العربي الأفريقي .

وبيّن الأمين العام لاتحاد الغرف العربية الممثل للقطاع الخاص العربي والذي يضم 22 دولة عربية، ومن أقدم المؤسسات التي تعمل من خلال جامعة الدول العربية ومقره دولة لبنان، الدكتور خالد حنفي، أنه في ظل الأوضاع الحالية التي تمر بها المنطقة والعالم هناك إيمان بأن المخرج الأساسي والمحرك الأقوى هو الاقتصاد، ومن خلال مبادرات القطاع الخاص نستطيع أن نحقق قدراً معتبراً من الاستثمارات ومن ثم الإنتاج، والتوظف وخلق فرص عمل ومن ثم النمو الذي يرفع من مستويات معيشة الأفراد، وبالتالي شعوب المنطقة، وهو ما يقلل الاحتقان السياسي، وبالتالي يعمل الاتحاد على خلق شبكات واسعة للتعاون داخل المنطقة العربية بصفة عامة، وهو ما يحتاج إلى نظر موضوعات أساسية منها النقل، واللوجستيات، وإدارة سلاسل الإمداد والتمويل، وخاصة في ظل المفهوم الجديد والذي أطلق خلال مؤتمر دافوس الأخير في دبي وهو الثورة الصناعية الرابعة، والاقتصاد التشاركي، وهذا هو المستقبل وأهم الأدوات اللازمة لبنية الأعمال والتي لا تفصل بين المحلي والعالمي، وهي اللغة التي يجب أن يتعامل بها كل من يرجو التقدم.

وقال حنفي إن الاتحاد بصدد ربط العمل العربي بأفريقيا، وقد أطلقنا مبادرة مؤخراً لمنظمات وبنوك التنمية العاملة في أفريقيا لكي يتم الدعوة إلى عمل أفريقي عربي كبير، يحقق آمال وطموحات الشعوب بشكل عملي، ليتخطى الخطاب المرسل إلى خطط عمل فعلية.