احتلت مصر المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، في مؤشر جاذبية الدول لتقديم خدمات التعهيد العالمية 2017، والصادر عن مؤسسة اي تي كيرني ( A. T. Kearney ) هذا الأسبوع. وأشار شريف سامي، خبير الاستثمار والرئيس السابق للهيئة العامة للرقابة المالية، إلى أن هذا المؤشر السنوي المهم أظهر تقدم مصر في الترتيب بمركزين ليصبح ترتيبها الـ14، ضمن دول العالم التى يغطيها المؤشر، وجاءت المغرب في المركز 27 وجنوب أفريقيا 45 واحتلت الهند المركز الأول.

 وأوضح شريف سامي، أن التقرير كشف عن أن قرار مصر تحرير سعر الصرف وما تبعه من انخفاض قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية مثل دفعة تنافسية قوية، كما أن العدد الكبير من خريجي الجامعات سنوياً والذي يقارب النصف مليون يتضمن 10% في تخصصات ذات علاقة بالتعهيد مما يمثل أكبر كتلة يد عاملة في المجال بعد الهند.

 وأشار شريف سامي إلى أن الاتجاه العالمي لنقل مهام أداء الخدمات إلى الخارج ( offshore outsourcing services) أو التعهيد الخارجي للخدمات - من الدول المتقدمة إلى دول تتمتع برخص نسبي في التكلفة من حيث الأجور والبنية الأساسية إضافة إلى توافر قوة عمل متعلمة تجيد لغات أجنبية والتعامل مع نظم المعلومات، بدأ في مصر منذ عدة سنوات في قطاع الاتصالات وأنه يمثل الآن فرصة ذهبية لقطاع الخدمات المالية في مصر، من خلال تقديم الخدمات المساندة لإدارة صناديق الاستثمار وخدمات المكتب الخلفي والتشغيل لشركات التأمين وكذا شركات التمويل العقاري في الدول المتقدمة.

 وأشار إلى أن دولة موريشيوس فى الجنوب الغربى لأفريقيا تستقطب الخدمات المالية من عدة دول مجاورة وكذا من الهند، كما أن مالطة تقدم الكثير من الخدمات المالية لدول أوروبا المتقدمة، ولو تم تطوير مركز مصر التنافسي في مجال تعهيد الخدمات المالية، ستكون نواة جيدة لتحولها مستقبلاً لمركز مالي إقليمي. ولفت إلى أنه يمكن تقسيم تلك الخدمات المنتقلة أو المهاجرة ذات العمالة المؤهلة معرفياً (جامعيين) إلى ثلاثة مجموعات رئيسية:

 وتعهيد خدمات إدارة و تشغيل مراكز الإتصال (Outsourcing Call Centers ) و تتضمن وحدات خدمة العملاء و مكاتب المساعدة و مهام الحجز و البيع، عبر الهاتف أو البريد الإلكترونى للمؤسسات المالية و شركات الهاتف و شركات الطيران و غيرها. وتعهيد خدمات عمليات التشغيل /الأعمال الإجرائية (Outsourcing Business Process ) لأعمال المكاتب الخلفية والمهام الإدارية المساندة فى مجالات مثل: المحاسبة و إمساك الدفاتر و التسويات المالية، إصدار الفواتير و كشوف الحسابات و متابعة التحصيل، إدارة شؤون العاملين والمستحقات، وثائق التأمين و التعويضات، عمليات بطاقات الائتمان و التمويل العقاري إلخ... بل وقد امتدت أيضاً إلى بعض مهام الشؤون القانونية و بحوث الأسواق المالية. وتعهيد خدمات تطوير البرمجيات و الخدمات الفنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات – أو المعلوماتية اختصاراً ( Information Technology Services Outsourcing )

وأضاف شريف سامي، أن حجم سوق التعهيد للخدمات بخلاف تكنولوجيا المعلومات يقدر بنحو 600 مليار دولار سنوياً، ولاشك أن اقتناص نسبة ولو 2% منه سيمثل إضافة قوية لميزان المدفوعات، لذا فإن استيراد الوظائف و تصدير العمل أو سوق "التعهيد الخارجي للخدمات" فرصة ثمينة يتحتم على مصر اقتناصها – قبل فوات الأوان - لخلق عشرات الآلاف من فرص العمل المجزية كل عام للخريجين، تقل تكلفتها كثيراُ عن متوسط تكلفة فرصة العمل في الصناعة و تزيد عنها في متوسط الأجر إضافة إلى ما تحققه من طفرة لصادراتنا من الخدمات.