القاهرة-سهام أبوزينة
تعد منظمة "أكساد"، منظمة عربية متخصصة تعمل ضمن إطار جامعة الدول العربية، وتستهدف توحيد الجهود القومية لتطوير البحث العلمي الزراعي في المناطق الجافة وشبه الجافة وتبادل المعلومات والخبرات على نحو يمكِّن من الاستفادة من ثمار التقدم العلمي ونقل وتطوير وتوطين التقانات الزراعية الحديثة بهدف زيادة الإنتاج الزراعي في هذه المناطق.
وأسس منظمة "أكساد" ,المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) في العام 1968 في دمشق ,في الجمهورية العربية السورية، ويشرف عليها جمعية عمومية تتألف من وزراء الزراعة العرب الأعضاء في المركز، ومجلس تنفيذي منتخب يتألف من سبعة ممثلين عن سبع دول عربية، ويتوزع العمل فيه على عدة إدارات متخصصة، وهي: إدارة دراسات الأراضي واستعمالات المياه ، الدراسات المائية، دراسات الثروة الحيوانية، دراسات الثروة النباتية، الاقتصاد والتخطيط، المالية والإدارية.
وتتجسد مهام أكساد في مواجهة التحدي الذي تفرضه البيئات الجافة وشبه الجافة ذات الأنظمة الزراعية الهشة من خلال توفير المعطيات العلمية والتطبيقية والتقنيات المتقدمة إنتاجًا واقتباسًا وتطويرًا بما يمكٍّن من التنفيذ الواسع لمهام التنمية الزراعية والاجتماعية والاستعمال الأمثل للموارد الطبيعية المتجدَّدة في المناطق الجافة.
و قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة، إن منظمة أكساد لها العديد من الإنجازات في تنفيذ العديد من المشاريع بالتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية، منها علي سبيل المثال منظمة العمل لمكافحة الجوع الاسبانية.
وتابع نور الدين " كما شاركت أكساد في التنمية الزراعية العربية المستدامة التي تم اعتمادها في القمة العربية في الرياض في السعودية، ولها دور كبير في تصميم البرنامج الطارئ للأمن الغذائي.
وأضاف، أن تكثيف التعاون المشترك بين وزارة الزراعة، ومنظمة أكساد، سيساهم في تنمية الموارد الطبيعية في العديد من المناطق واستثمارها بالشكل الأمثل، بما يعزز الأمن الغذائي في مصر، خاصة والوطن العربي عامة.
يذكر أن الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأرضي، افتتح الأربعاء الماضي، اجتماعات الدورة 34 للجمعية العمومية للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"، نيابة عن المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وذلك بحضور عدد من وزراء الزراعة العرب.
وأكد وزير الزراعة خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عن رئيس الوزراء، أهمية تكاتف كل الجهود لترسيخ العمل الاقتصادي العربي المشترك، لافتًا أن الدول العربية تمتلك كل المميزات التي تتيح لها النجاح وتؤهلها له، من موارد طبيعية، فضلا عن اتساع السوق.
وأشار أبو ستيت أن البلدان العربية أيضًا بها فرص كبيرة للاستثمار مما يساعدها على رفع الكفاءة وزيادة الإنتاج، معربًا عن تطلعه للتوصل خلال هذه الاجتماعات إلى نتائج قابلة للتنفيذ وفق الأولويات والآليات المناسبة بما يحقق التنمية الزراعية في المنطقة العربية.
وأكّد وزير الزراعة أن مصر من أوائل الدول التي وقعت اتفاقية إنشاء المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة عام 1969، ومنذ إنشاء المركز، وأن هناك تعاونًا مشتركًا منذ هذا التاريخ باعتبار المركز بيت خبرة في مجال الدراسات التي تتعلق بمصادر المياه سواء على سطح الأرض أو في باطنها، كذلك يتم التعاون في مجالات زراعة وتطوير شجرة النخيل وتربية الإبل والتحسين الوراثي للأغنام والماعز وإجراء البحوث المشتركة لرفع الكفاءة الإنتاجية لتقاوي القمح والشعير وعقد الدورات التدريبية في مجالات التصحر والإرشاد وإنتاج الأعلاف والمراعي.
وقال إن الغذاء والإنتاج الزراعي يعد هو المطلب الرئيسي لشعوب المنطقة التي تواجه ازديادًا سكانيًا مطردًا، مما يجعل هذه الاجتماعات فرصة جيدة لبحث سبل تعزيز التجارة للسلع الغذائية والاستفادة من الميزة التنافسية التي يتمتع بها الوطن العربي أمام الاحتياجات سواء إقليمية أو دولية، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي.
وأكد الوزير ضرورة العمل على تعزيز ودعم دور المركز لتنفيذ برامج تخدم احتياجات المنطقة وتعزيز الدور العربي في تحقيق طفرة لزيادة الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن الوزارة تضع كل إمكانياتها من خبرات وطنية وإمكانيات تدريبية تهدف إلى رفع وبناء القدرات في مجالات البحوث الزراعية وصيانة واستغلال الموارد الطبيعية من مصادر مائية وأرضية ومراع وغابات والعمل على مكافحة الجفاف وإنتاج التقاوي التى تتحمل الملوحة ودرجات الحرارة المرتفعة في إطار التغييرات المناخية التي يشهدها العالم.