القاهرة - صفاء عبدالقادر
سادت حالة من الغضب الحاد بين عدد من الخبراء الاقتصاديين والسياسيين في مصر، إثر قرار الولايات المتحدة بحرمان مصر من مساعدات قيمتها 95.7 مليون دولار وتأجيل صرف 195 مليون دولار أخرى، مؤكدين ان هذا المعونات خارج حسابات الدولة، وأن الاقتصاد المصري قادر على النهوض للأمام بدون هذه المساعدات.
وتعليقًا على ذلك، انتقد المهندس ياسر قورة مساعد أول رئيس حزب الوفد للشؤون السياسية والبرلمانية قرار الكونغرس الأميركي بتعليق المعونة لـ مصر بحجة ملف حقوق الإنسان معتبراً إياه إعلان وصاية على القرار المصري وتدخل فى الشأن السيادى للدولة، مؤكدا أن الادارات الأميركية المتعاقبة على مدار العقود الماضية كانت تستخدم نفس الأسلوب الفاشل للضغط على القرار المصري وفرض السيطرة لتوجيه الدولة المصرية وفق رؤيتها وكان سلاحها الوحيد هو خفض أو وقف المعونة الموجهة لمصر. وأضاف أن القرار يعتبر إعلانًا واضحا وصريحا من الكونغرس الأميركي بأنه الجهة المنوطة بتوجيه الدولار الضريبى الذى يدفعه المواطن الأميركي فى المكان المناسب من وجهه نظر الكونغرس رغما عن إراده الإدارة الاميركية.
وأكد "مساعد رئيس الوفد للشؤون البرلمانية"، أن الإدارة الأميركية ممثلة فى الكونجرس الأميركي لا تعي أن أوراق الضغط على الإدارة المصرية أصبحت أضعف من السابق خاصة مع إستخدامها نفس الأساليب القديمة وتناست أن الرئيس عبدالفتاح السيسي نجح في تنويع مصادر التسليح الخاصة بالجيش المصري خلال السنوات الماضية والخروج من عباءة الإعتماد عليها كمصدر وحيد فى التسليح .
ومن جانبه، أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الشعب المصري قادر عن الاستغناء عن المساعدات الأميركية، مشيرًا إلى الموقف الوطني الذي فعله المصريين عندما أعلن الرئيس السيسي عن قراره بإنشاء تفريعة جديدة في قناة السويس، خير دليل على قدرة الشعب المصري على اجتياز المعونة الأميركية وإيجاد بديل لها من داخل المصريين.
وخلال تصريحات صحافية له، قال الخبير إن المساعدات الأميركية لمصر منصوص عليها في معاهدة "كامب ديفيد"، فلا بد أن تلتزم بها أميركا حتى لا تتضرر الدول المشتركة في الاتفاقية، موضحًا أن عددًا من الكتاب وسياسيين طالبوا بأنه على مصر أن تعتاد على الاستغناء عن الأموال الأميركية لأنها مشروطه ومسيسه مقابل مواقف معينة تصب في مصالحتها.
كما أشار الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إلى أن تخفيض المعونة الأميركية التي تحصل عليها مصر، ما هو إلا اقتراح من قبل الإدارة الأميركية، موضحًا أن الأمر لم يصدر بعد في هذا الشأن، وإلى أن يتم تطبيق هذا الاقتراح ستسير علاقة التعاون بين مصر والولايات المتحدة على نفس النهج، دون وجود ما يعكر صفوها.
وأكد خلال تصريحات صحافية له، أن العلاقات المصرية الأميركية يمكن أن تشهد بعض الخلافات الطفيفة في حالة تطبيق قرار تخفيض المعونة، لما له من تأثير سلبي على مصر، ولكن بمرور الوقت ستعود العلاقات كسابق عهدها، موضحًا أن محاربة الإرهاب بحاجة إلى اتحاد دول العالم، وتكوين قوة كبيرة قادرة على محاربة الفكر الإرهابي والمتطرف، لذلك هناك احتمال كبير أن تستمر العلاقات الجيدة والقوية بين مصر والولايات المتحدة في حالة تطبيق تخفيض المعونة.