القاهرة - سهام أبوزينة
تحل، الاثنين، 6 أغسطس/آب، الذكرى الثالثة لافتتاح قناة السويس الجديدة، ففي عام 2014 جمعت الحكومة 64 ملايين جنيه، من خلال شهادات استثمار بفائدة سنوية 12%، مدتها 5 سنوات، يصرف عائدها كل 3 أشهر، وتتحملها هيئة قناة السويس، وارتفعت هذه الفائدة لتصل إلى 15.5% في ظل رفع أسعار الفائدة مؤخرًا، وتم توجيه باقي المبلغ الذي تم جمعه لإنشاء 6 أنفاق أسفل قناة السويس، 3 عند بورسعيد و3 عند الإسماعيلية.
مواجهة التطور المستقبلي للسفن
وكشف الفريق مهاب مميش، لصحيفه "المصري اليوم" رئيس هيئة قناة السويس، إن القناة تستقبل كبرى سفن حاويات في العالم، أي نحو 23 ألف حاوية، ومهما كان التطور المستقبلي في السفن نستطيع مواجهته، موضحًا أنه تم تزويد القدرة التنافسية، ولم نعد نسمع عن الحديث عن قنوات بديلة لقناة السويس، وطول القناة الجديدة 72 كيلو مترًا، وقناة بنما بالكامل طولها 77 كم، لذلك هي ليست تفريعة هي قناة كاملة، تم حفرها في وقت قياسي، وعمق القناة 24 متًرا، وتستقبل سفنًا حتى غطس 66 قدمًا، وهذه سفن من كبرى السفن في العالم، متابعًا، دخلنا العام الماضي 5 ملايير دولار، وفي العام الجاري، دخلنا 5.6 ملايير دولار بفارق 600 مليون دولار، بزيادة 25.8 مليار جنيه عن العام السابق.
وأكد "مميش" أنه لو تم حفر قناة كاملة، فسوف يتم فصل سيناء تمامًا، أي سيصبح هناك مدعاة لانفصال سيناء عن مصر، موضحًا أنه تم تنفيذ القناة الجديدة بالازدواجية المطلوبة بقناة السويس لينخفض زمن العبور بها من 22 ساعة إلى 11 ساعة، وهذا هو الشق الفني الذي كنا نسعى لتحقيقه، لكن هناك شقًا استراتيجيًا في منتهى الخطورة، وهو الخوف من أن يتمكن أحد من إبعاد سيناء، حيث كان البعض لديهم خطة اسمها «إقليم قناة السويس» وكلمة إقليم في حد ذاتها تدعو للانفصال، لذلك أطلقنا عليه مشروع منطقة قناة السويس وليس إقليمًا.
الهدف الرئيسي من إنشاء القناة
أوضح "مميش" أن الهدف الرئيسي من إنشاء القناة الجديد أن هناك أبعاد سياسية وعسكرية وبحرية نراعيها ونحن نعمل، لكن يجب أن يكون لديك هدف تسعى له، فمجال بناء السفن يتطور بسرعة رهيبة، ولا نريد أن يأتي علينا يوم من الأيام والسفن العملاقة لا تستطيع دخول قناة السويس، وعلينا تجهيز أنفسنا من الآن لنتعامل مع الأجيال القادمة في تصميم وبناء السفن، وهذا ما راعيناه تمامًا في تصميم القناة الجديدة.
المشاريع التنموية على قناة السويس
تطرق رئيس هيئة قناة السويس الجديدة، إلى مشاريع التنمية على قناة السويس، موضحًا أنه يتم صناعة مجتمعًا عمرانيًا جديدًا مصاحبًا لقناة السويس الجديدة، إلى جانب دعم القناة الجديدة لقناة السويس الأم، فكي ننفذ قناة السويس الجديدة كان علينا التفكير في إنشاء مجتمع متكامل لتعظيم قيمة البضائع التي تمر بقناة السويس، وبالتالي كان لابد من التفكير في مشروع التنمية، وهو جزء لا يتجزأ عن القناة، ويمتد على مساحة 461 كيلو مترا مربعًا، فقد عبر القناة العام الماضي مليار طن بضائع، وهذا رقم ضخم، وفي 2018 فاق حجم البضائع المليار طن.
وأضاف، أن المشاريع التي ستقام في مناطق التنمية الصناعية الأربع تتمثل في مشاريع من الأكبر في العالم مثل منطقة طيبة الصينية في العين السخنة، ومصنع إنتاج الفايبر جلاس، ثالث أضخم مصنع على مستوى العالم، ولدينا في منطقة تنمية قناة السويس 6 موانئ، كانت مشكلتها أنها ليست تحت مظلة تديرها بطريقة تكاملية فيما بينها، لذا وضعناها تحت مظلة الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، وأصبحت كل هذه الموانئ مرتبطة ببعضها، وتم عمل خطة تطوير كاملة وركزنا بالأساس على مينائي شرق بورسعيد شمالاً والعين السخنة جنوبًا لكي يكونا مينائين محوريين.
وأكد أنه لكي نعمل صناعات في المنطقة لابد من ضمان التنافسية لهذه الصناعات، فعندنا ٤ مناطق صناعية رئيسية، شرق بورسعيد والقنطرة غرب والقطاع الأوسط في الإسماعيلية، والقطاع الجنوبي للسخنة، حددنا الصناعات تبعًا لطبيعة كل منطقة، فمثلاً تربة شرق بورسعيد ضعيفة فكان لابد أن تكون الصناعات خفيفة إلى متوسطة، وفي الإسماعيلية ركزنا على المنتجات الغذائية والزراعية المناسبة لطبيعة المنطقة، أما في السخنة فالتربة صخرية، تعمل فيها المصانع الثقيلة كالحديد والصلب والبتروكيماويات.
عقود استثمار بـ 50 ملايير دولار منذ مايو/آيار 2017
تطرق "مميش" إلى المشاريع الضخمة في المناطق الصناعية، موضحًا أن العروض تنهال من جميع الجهات، وأنه يركز على اجتذاب المستثمرين، فمنذ مايو 2017 استطعنا اجتذاب 7 شركات عملاقة من كبرى الشركات العالمية، ونوقع معهم عقودًا للاستثمار، باستثمارات 50 مليار دولار ومليون فرصة عمل، مؤكدًا أنه لا يوجد تمييز بين المستثمر المصري والأجنبي، فهناك حوافر لجميع المستثمرين دون تمييز، لكن هناك إقبالا شديدًا من المستثمرين المصريين.
الحرب بين الصين وأمريكا "تكسير عظام"
أما عن الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، فقال "مميش"، هذه معركة تكسير عظام بين الدولتين، لذلك ينتشر الصينيون في كل الأماكن التي بها عقد استراتيجية، ونحن المستفيدون من هذه المعركة، لأن أي شيء سيقوم على مواد خام قادمة ومنتج يصدر، فستمر من قناة السويس، وبعد قناة السويس الجديدة وتعميق القناة الأم وتطويرها أصبحنا قادرين على التعامل مع الأجيال القادمة.
بناء ترسانة سفن متخصصة في التنقيب عن البترول
وختتم "مميش" حديثه، بالتطرق إلى تطوير مهام قناة السويس، مؤكدًا أنه على رأس الأنشطة الجديدة للهيئة بناء ترسانة سفن متخصصة في التنقيب عن البترول حتى لا تكون مصر بعيدة عما يحدث على أراضيها بيد الشركات العالمية، فهناك مركب مصرية الصنع تشارك في التنقيب عن الغاز في حقل ظهر ومركب أخرى سوف تلحق بها قريبًا، كما عزمنا على أن نعد ترسانة، سلسلة من سفن البحث والتنقيب والاكتشاف والصيانة في مجال البترول كأحد الأنشطة الاقتصادية الجديدة لقناة السويس، توفيرًا للعملة الصعبة التي تستخدمها وزارة البترول في استجلاب سفن أجنبية، وهناك خطة لمشروع وطني جديد تم تكليف هيئة قناة السويس به، وهو تطهير البحيرات بعد أن أصبح معظمها مرتعًا للصرف الصحي والزراعي، كما نعمل الآن في بحيرة المنزلة، تليها البردويل، بحيث نجعل بحيراتنا طاهرة ونعيد الثروة السمكية إلى مصر.