فعاليات منتدى "أفريقيا 2018"

أعلن المُشاركون في فعاليات جلسة "منطقة التجارة الحرة القارية"، والتي أقيمت ضمن فعاليات اليوم الثاني لـمنتدى أفريقيا 2018، والمقام تحت رعاية وحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مدينة شرم الشيخ ضرورة تحقيق التكامل بين الدول الأفريقية كافة خلال الفترة المقبلة في ظل طبيعة التغيرات التي تشهدها حركة التجارة الدولية.

وأشار المُشاركون إلى أهمية المسارعة في اتخاذ العديد من الإجراءات اللازمة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية والتي وقع عليها نحو 49 دولة أفريقية خلال الفترة الماضية.

وقالت رقية الدرهم كاتبة الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة المغربية "إنَّ القارة الأفريقية تذخر بالعديد من الإمكانات والموارد الواعدة القادرة على استقطاب المزيد من الاستثمارات الجديدة خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى استعداد المملكة المغربية ورغبتها الجادة في تعزيز التعاون الصناعي والتجاري مع دول القارة كافة خلال المرحلة المقبلة.

وأضافت الدرهم أنَّ المغرب تعد من أكثر الدول جذبًا للاستثمار داخل أفريقيا في عدد من القطاعات الإنتاجية والخدمية مثل الطاقة، والكهرباء، والأسمدة، وكذلك بالقطاع الزراعي في دول غرب أفريقيا.

وأوضحت الدرهم أنَّ توقيع اتفاقية منطقة التجارة الحرة ليس كافيًا لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول القارة، وهناك ضرورة حتمية لتنفيذ العديد من الإجراءات وتحسين البنية التحتية لتيسير حركة التجارة والاستثمار المشترك بين دول القارة كافة.

وأشارت الدرهم إلى أنَّ بلادها تلعب دورًا كبيرًا داخل الاتحاد الأفريقي، وتمتلك المميزات النوعية التي ستعود بالنفع لدول القارة كافة، في ظل امتلاكها العديد من الاتفاقيات التجارية.

وقال روبرت ديفيس وزير التجارة والصناعة بدولة جنوب أفريقيا، إنَّه على الرغم من امتلاك قارة أفريقيا العديد من الثروات والموارد الهامة إلا أنَّ متوسط نسبة التبادل التجاري بين الدول الأفريقية كافة لا يتجاوز الـ 16%، وهو الأمر الذي لا يمثل سوى 3% من مؤشرات التجارة العالمية.

وأشار ديفيس إلى أنَّ هناك إشكالية رئيسية تواجه خطط التكامل التجاري يتمثل في افتقاد القارة للبنية التحتية اللازمة، وكذلك عدم التركيز على المنتجات ذات القيمة المضافة المرتفعة، مشيرًا الى أن هناك الكثير من الأشياء التي تتجاوز في أهميتها الحديث عن إزالة القيود الجمركية أبرزها جودة وقوة المنتجات ذات القيمة المضافة.

ولفت روبرت ديفيس إلى أنَّ أغلب الدول المهمة بالقارة وقعت على اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية"AfCFTA "، وأعتبر أن الاختبار الحقيقي لها يتمثل في مدى التزامها بالبنود المقرر وضعها بها.

وتابع ديفيس أنَّ الوقت قد حان لتحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري والتصنيعي بين الدول الأفريقية ، بخاصة في ظل التواجد القوي لعددًا من الدول داخل القارة مثل الهند، والصين التي تستحوذ على نصيب كبير من التجارة والاستثمار بالقارة.

ومن جهة أخري ، قال فرانسيس مانجيني ممثل منظمة الكوميسا "إنَّ هناك أكثر من 49 دولة وقعت على اتفاقية التجارة الحرة القارية خلال الفترة الماضية، كما صدق عليها نحو 13 دولة"، مشيرًا إلى أنَّ بدء دخول الاتفاقية حيز التفعيل يتطلب الوصول بعدد الدول المصدقة عليها لنحو 32 دولة فقط.

وأوضح مانجيني أنَّ القارة تمتلك العديد من المزايا النسبية والتي يأتي في مقدمتها ارتفاع الكثافة السكانية وتجاوزها الـ 1.2 مليار نسمة، كما تشير التقارير الدولية إلى أنَّ القارة ستنجح في جذب استثمارات بقيمة 29 تريليون دولار بحلول عام 2050 .

وأكَّد مانجيني على أنَّ التكامل الاقتصادي يأتي على رأس أولويات منظمة الكوميسا والاتحاد الأفريقي ككل وفقًا لأجندة أفريقيا للتنمية المستدامة 2063، مشيرًا إلى ضرورة أن تقوم دول القارة بحشد مواردها كافة لتحقيق التغيير والتكامل خلال الفترة المقبلة.

وأوضح مانجيني أنَّ السلام والأمن تعد أحد الركائز الهامة اللازمة لجذب رؤوس الأموال الجديدة داخل القارة الأفريقية.

وقال آدم عدزوجينو المستشار الخاص للجنة التنفيذية لمبادرة AFRO champions "إنَّ المبادرة تعمل مع أكثر من 20 دولة أفريقية بما يخدم أهداف التكامل الاقتصادي والتجاري"، مشيرًا إلى أنَّ التكامل يعد ضرورة قصوى لتغيير وجه القارة وتحقيق التنمية المستدامة للدول كافة".

وأشار آدم عدزوجينو إلى أنه حتى هذه اللحظة لم يتم صياغة سياسات واضحة بشأن أليات تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، مطالبًا بضرورة أن يتم عقد لقاءات مشتركة بين الغرف التجارية كافة بالدول الأفريقية لوضع الخطوط العريضة لتلك السياسات حتى تنجح الاتفاقية في تحقيق الأهداف المرجوة منها.