رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس

فقد سعر أوقية الذهب 23 دولارًا منذ تصريحات رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، بداية الشهر الجاري، عن اعتزامه تحويل نصف ثروته المقدرة بـ5.7 مليار دولار للاستثمار في الذهب، وشهد سوق الذهب الأسبوعين الماضيين اضطرابات كثيرة، بسبب بعض التغيرات العالمية، أبرزها تحسن كبير في أداء الدولار أمام العملات الأخرى مما سبب انخفاضًا في سعر الذهب.

 وكان ساويرس قال في مقابلة مع وكالة "بلومبرج" أول الشهر الجاري: أسعار الذهب ترتفع بصورة كبيرة الآونة الأخيرة، ومن المتوقع أن يصل سعر الأوقية إلى 1800 دولار، حيث يسجل حاليًا أكثر من 1300 دولار، كما أن أسواق الأسهم باتت تحظى بقيمة مبالغ فيها بكثير، ما يهدد الأسواق العالمية، غير أن نجيب ساويرس، شرح بعد ذلك في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنه يقصد باستثمار نصف ثروته في الذهب، هو أن استثماراته في أسهم شركات التنقيب عن الذهب تمثل حاليًا، 50% من صافى ثروته، وأوضح ردًا على أحد متابعيه أن هذه الاستثمارات في التنقيب عن الذهب في غرب أفريقيا وأستراليا، وأنها ليست في مصر.

 وشهد سعر أوقية الذهب عالميًا تراجعًا بلغت قيمته حوالي 23 دولارًا، حيث كان سعر الأوقية يوم تصريحات رجال الأعمال المصري حوالي 1310 دولار وحاليًا يسجل سعر الأوقية 1287 دولار حتى الآن، ليسجل الذهب عالمياً أدنى مستوى له منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

 ويعود سبب هذا الانخفاض الكبير في سعر المعدن النفيس عالميًا إلى عدة أسباب أبرزها وأهمها رفع سعر الفائدة في أميركا مما سبب اتجاه المستثمرين نحو العملة الأميركية، وحدوث عمليات بيع كبيرة في سوق الذهب عالميًا مما أدى إلى زيادة المعروض بالأسواق وحدوث هذا الهبوط الكبير، كما أدى ذلك لزيادة سعر الدولار أمام العملات الأخرى، إلى جانب مؤشرات إيجابية عن اقتصاد أميركا وهو ما دفع مستثمرين لسحب جزء من استثماراتهم في المعدن النفيس وتوجيهها نحو الدولار.

لكن الوضع هنا في مصر يسير عكس الاتجاه العالمي بالنسبة لأسعار الذهب، فمنذ يوم 1 مايو/ أيار الماضي، وهو اليوم الذي أعلن فيه ساويرس تصريحاته، كان سعر الذهب وقتها 643 جنيهًا للجرام عيار 21 وهو العيار الرئيسي في سوق الصاغة المصري، واليوم يسجل الذهب 645 جنيهًا بزيادة جنيهين، وذلك يعود لارتفاع ملحوظ في سعر الدولار بمصر طوال الثلاثة أسابيع الماضية، نتيجة زيادة الطلب عليه لتلبية بعض الحاجات الخاصة بالعمليات الاستيرادية.

وتتحدد أسعار الذهب في مصر، وفق عدة متغيرات منها سعر أوقية الذهب عالميًا وكذلك عامل العرض والطلب وأخيراً سعر الدولار بالمصارف والبنوك في مصر، سعر الدولار هنا يكون عامل مهم لأنه يتم شراء والتعامل على الأوقية بالدولار، خاصة عند شراء كميات كبيرة منه، فإذا كان الدولار بمصر متراجعًا فإنه سيقود الذهب للانخفاض بالتوازي مع الانخفاض العالمي.مستقبل سعر الذهب حاليًا أصبح غامضًا للغاية بعد الاتجاه نحو الدولار الأميركي عالميًا مما خلق عزوفًا عن شراء كميات كبيرة من المعدن النفيس عالمياً، وكذلك المعادن الثمينة الأخرى بخلاف الذهب شهدت انخفاضًا ملحوظًا، حتى أن سعر أوقية الذهب بعد أن تراجعت لأدنى من 1300 دولار، فهي في تراجع دائم لتسجل 1284 دولار قبل عدة أيام من الآن.

 ويذكر أن البنك الدولي توقع في تقرير "أسعار السلع" في إبريل/ نيسان الماضي، أن يسجل سعر الذهب خلال عام 2018 نحو 1300 دولار للأوقية، بزيادة قدرها 42 دولارًا عن العام الماضي 2017، لكن رغم ذلك فإن توقعات أقل من السعر خلال الربع الأول من 2018، بنسبة 4% في الربع الأول من العام لتسجل1.329  دولار.