وزير الخارجية الأميركي جون كيري

كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري برنامج مساعدات اقتصادية تقدر قيمته بقرابة 3 مليارات جنيه إسترليني بهدف دعم الاقتصادي الفلسطيني بنسبة خمسين بالمئة على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة. ويقول جون كيري إن هذا البرنامج يمكن أن يحد من معدلات البطالة الفلسطينية بنسبة 66 في المائة تقريباً كما أنه يمكن أن يرفع معدل الأجور بنسبة 40 في المائة، إلا أنه قال إن هذا البرنامج يرتبط بمدى تقدم العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين ويسير بالتوازي معها.
ويقوم كيري ببحث هذا البرنامج الاقتصادي مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ومع قيادات اقتصادية عالمية بهدف الخروج بخطط اقتصادية من شأنها أن إنعاش الاقتصاد الفلسطيني.
   ولم يدل كيري بمزيد من التفاصيل عن هذا البرنامج واعترف بأن رؤيته تلك يمكن أن ينظر إليها باعتبارها درب من دروب الخيال في بقعة من العالم تعاني على مدى عشرات الأعوام من صراعات ولازال التشاؤم يحيط فيها بآفاق السلام.
 ولكنه قال في إصرار "نحن نعلم جيداً أن ذلك يمكن أن يحدث" وقال أيضاً "أن هذا برنامج من أجل الاقتصاد الفلسطيني وهو برنامج يفوق في حجمة وجرأته وطموحاته أي برنامج سبق طرحه من قبل على مدى العشرين عاماً الماضية".
  وأسرف كيري في توقعاته الاقتصادية التي أدلى بها في مؤتمر اقتصادي عن البحر الميت في الأردن عندما قال إن الإنتاج الزراعي الفلسطيني يمكن أن يتضاعف أو يزيد ثلاثة أضعاف وكذلك الحال مع السياحة كما يمكن بناء ما يقرب من 100 ألف منزل جديد على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة.
   والتقى كيري الذي يسعى لاستئناف المفاوضات السلمية الإسرائيلية الفلسطينية، مع توني بلير في عمان الأحد ومع المستثمر الأميركي تيم كولينز ووزيري خارجية الأردن والإمارات العربية المتحدة.
   وقال كيري إنه يسعى إلى التنسيق مع مجموعة من خبراء الاقتصاد البارزين حول العالم، كما أن البرنامج سيستطلع فرص جديدة في مجال السياحة والبناء والصناعات الخفيفة والزراعة والطاقة والاتصالات.
  وأضاف أنه لا يعتقد أن هذا البرنامج فانتازيا وهمية، ودلل على ذلك بنماذج الاستثمار والمبادرات التي تجري في الضفة الغربية، وأكد إمكانية تحقيق ذلك البرنامج الطموح.
   وأضاف كيري قائلاً أن كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس يدعمان هذا البرنامج، ولكنه قال إن هذا البرنامج لن يبدأ ما لم يحرز الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي تقدما في مجال استئناف محادثات السلام.
  وكان كل من محمود عباس والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز قد حضرا المؤتمر ، وأسرف عباس خلال المؤتمر في انتقاد العناد والتعنت الإسرائيلي بينما أصر بيريز على وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية التي ترى ضرورة بدء مفاوضات السلام فوراً ودون شروط مسبقة.
  وطالب كيري بضرورة إزالة الحواجز التي تعوق التبادل التجاري من أجل دفع عجلة النمو الاقتصادي. وكان الفلسطينيون اشتكوا من القيود المفروضة في هذا المجال والتي تعيق النمو الاقتصادي.
   وكان كيري قام بأربعة زيارات إلى إسرائيل والأراضي الفلسطيني خلال الشهرين الماضيين في محاولة لإحياء العملية السلمية، ولكنه لم يحقق بعد أي نجاح ملموس ولكنه يصر على أنه أجرى محادثات بناءة ومثمرة مع كلا الطرفين.