إدارة الشركة الموريتانية للصناعة والمعادن

نواكشوط – حبيب القرشي أبرمت إدارة الشركة الموريتانية للصناعة والمعادن(سنيم)، الأربعاء، في مدينة أزويرات، اتفاقا مع ممثلين عن العمال الموسمين بمناجم الشركة ينهي إضرابهم، ويعيد الهدوء للمدينة التي شهدت احتجاجات عنيفة، الثلاثاء، حين أضرم عمال غاضبون النار في مقر الولاية الواقعة على بعد 680 كلم شمال نواكشوط والتي تضم أكبر مناجم الحديد والمنجنيز في البلاد. وخرج العمال، الثلاثاء، في مسيرة احتجاجية جابت شوارع المدينة، عبروا فيها عن غضبهم من تعطل المفاوضات بينهم والشركات المشغلة والشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم)، فيما اقتحم عدد من العمال الموسميين مبني الإذاعة بالمدينة، وحطموا أجهزتها فيما قاموا بإتلاف جهاز هوائي للإرسال كان أعلى المبنى إضافة إلى نهب المكيفات وبعض الأجهزة الأخرى قبل أن يضرموا النار فيها.
وانتشرت في المدينة حالة من القلق حيث أغلق سوق المدينة والمحال التجارية والمصالح وتم تعطيل الدراسة بالمؤسسات التعليمية، قبل أن تتدخل وحدات من الشرطة و مستخدمة القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع وخراطيم الماء  لتفريق المتظاهرين الغاضبين الذين تجمهروا أمام مقر إقامة الوالي الذي كان خارج المدينة، حينها وقامت فرقة من الجيش بإخلاء أفراد أسرته وتحويلهم إلى مقر الناحية العسكرية.
وفشلت قوات الشرطة والحرس في المدينة في صد المتظاهرين الغاضبين عن تخريب مبنى الولاية والإذاعة الذين نهبت تجهيزاتهما و اشتعلت النيران فيها، قبل أن تتدخل قوات الجيش التي انتشرت مدرعاتها في المدينة وأمام المباني الحكومية، وعاد والي الولاية رفقة وزير الداخلية ومدير عام شركة المناجم إلي أزويرات على الفور، وبدأت فجر الأربعاء، مفاوضات مع ممثلي العمال، انتهت بتوقيع الاتفاق الذي نص على تسوية معظم المطالب وبالخصوص قضية الترسيم وزيادة علاوة السكن والخطر.
وتباينت ردود الأفعال بالعاصمة نواكشوط بشأن أحداث التخريب التي وقعت في أزويرات، وعبر حزب الإتحاد والتغيير الموريتاني المعارض عن انشغاله الكبير بما وصفها الحالة المزرية للمواطنين في ضوء موجة العطش والحر والتردي المتواصل لأوضاع المواطنين وتفاقم معاناتهم على الأصعدة كافة.
وأعرب المكتب التنفيذي للحزب عن استنكاره للقمع الذي تواجه به احتجاجاتهم، وإصرار الإدارة على توسيع الشرخ بينها والمواطنين.
وحمل المكتب التنفيذي للحزب في بيان تلقته "العرب اليوم" النظام القائم المسؤولية الكاملة عن احتجاجات المواطنين من عنف وعنف مضاد.
وأكد الحزب رفضه لأساليب التخريب والحرق للممتلكات العامة، والخاصة كافة، مطالبا في الوقت نفسه بتسوية سريعة لأوضاع العمال الموسمين في أزويرات ورفع الظلم عنهم.
ودان حزب الاتحاد من أجل الجمهورية(الحاكم) ما حدث من أعمال همجية وإجرامية استهدفت إحراق وتدمير بعض المباني والمنشآت العمومية والخصوصية وتهديد الأرواح والممتلكات في مدينة أزويرات الثلاثاء.
وأتهم المعارضة في بيان له، بالتحريض على مثل هذه الأفعال والعمل في السر والعلن لإثارة النقابات العمالية بكل مفاصلها والزج بها في أتون مواجهات مباشرة وعنيفة مع قوات الأمن