القاهرة – محمد عبدالله
القاهرة – محمد عبدالله
أكدّ الخبراء والمشاركون في مؤتمر الأمن والسلامة والصحة المهنيّة، الذي يعقد في جامعة القاهرة، بضرورة تفعيل دور إدارات الأمن والسلامة والصحة المهنيّة في المؤسسات والمنشآت المختلفة والالتزام بتطبيق كود الحريق وتأمين منظومة الصناعة المصريّة ضد أخطار الحريق وكشف الخبراء أنّ مصر تخسر سنويًا ملياري جنيه، بسبب الحرائق التي تنجم عن عدم الالتزام بضوابط الأمن الصناعي
والسلامة المهنيّة.
وشدّدوا على ضرورة تجنُب الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الاقتصاد المصري بسبب الحرائق عن طريق تطبيق معايير الأمن والسلامة.
وأكدّ رئيس المركز القومي للسلامة والصحة المهنية الدكتور حسين عبد الحي، ضرورة تطوير التدريب والتعليم وإذكاء الوعي المجتمعي في مجال السلامة والصحة المهنيّة بإدخال المفاهيم المُتعلقة في هذا الشأن بمختلف مراحل ومناهج التعليم، وكذلك في وسائل الإعلام المقروءة والمرئيّة والمسموعة، لتوضيح العلاقة الوطيدة بين الصحة والعمل، مشيراً في ورقة العمل تحت عنوان "نحو خلق بيئة عمل صحية وآمنة" إلى ضرورة أنّ يكون العقد المقبل، عقداً للسلامة والصحة المهنيّة وتأمين بيئة العمل.
أكد عضو الغرفة العربية الألمانية للصناعة والتجارة ونائب رئيس مجموعة شركات "بافاريا" المُتخصصة في مكافحة الحريق والأمن الصناعي أمير رياض، في كلمته الافتتاحية في المؤتمر، أنّ الإلزام بتطبيق كود الحريق لا يعتبر من قبيل الرفاهية، بل هو حجر الأساس في اشتراطات السلامة والأمن مع الأخذ دوماً بوسائل إطفاء تتلاءم مع حجم الأخطار ونوعية تلك الحرائق وطبيعتها.
وأشار إلى أنّ الخسائر المباشرة من الحرائق تتعدى ملياري جنيه سنوياً عدا الخسائر غير المباشرة على الأفراد وتعطيل العمل وفقد فرص تنافسية في الأسواق داخلياً وخارجياً.
وأوضح أنّ الحاجة تشتد أكثر من أيّ وقت مضى إلى تأمين منظومة الصناعة المصرية ضد المخاطر، والتي يأتي تأمينها ضد أخطار الحرائق على رأس الأولويات.
وشدّد أنّه من الضروري استكمال ما ينقص الصناعة المصرية في مرحلتها الحالية، لتصبح أكثر أمناً في مواجهة أخطار الحرائق المحتملة والقائمة فعلاً، خصوصًا أنّ تجمعاتنا الصناعية على امتداد أكثر من 74 تجمعاً صناعياً قد جعل من هذه التجمعات مصدراً مركزاً لأخطار الحريق، بالإضافة إلى المصانع الموجودة خارج هذه التجمعات وغيرها الموجودة داخل التجمعات السكنية أو بالقرب منها.
وكشفت ورقة العمل التي طرحها رياض تحت عنوان حرائق المصانع والمنشآت وطبيعتها عن أهمية سرعة احتواء أيّ حريق داخل المباني والمنشآت الصناعية في أقل من عشر دقائق، وهى تمثل الفترة الحرجة التي تسبق خروج الحريق عن نطاق السيطرة الآمنة للحدّ من الخسائر حتى لا تمتد إلى خسائر في الأرواح والبنيّة الأساسية للمصانع.
وأشارت ورقة العمل إلى ضرورة تزويد المنشآت والمصانع بأنظمة إطفاء مناسبة طبقاً للأحمال الحرارية الموجودة في كل موقع والمحسوبة على الحد الأقصى للمواد القابلة للاشتعال التي قد تكون موجودة بها مع توفير أجهزة إطفاء يدويّة من نوعية مناسبة للحرائق حاصلة على اعتمادات محليّة ودوليّة مع الحرص على عمل مناورات تجريبية بصورة منتظمة لتطبيق خطط الإخلاء ومواجهة الحريق.
وأوضح رئيس مصلحة الكفاية الإنتاجية المهندس حسن الزير أهمية السلامة المهنية في الحفاظ على الموارد البشرية والمادية للمنشأة، مشيراً إلى ضرورة تنمية المهارات العملية والعلمية وتطوير نظم وأساليب التدريب العملي للتعامل مع الحرائق بأنواعها المختلفة للحدّ من أخطارها.
وأكدّ الاستشاري في مركز بحوث الإسكان الدكتور حسين جمعة، في دراسته تحت عنوان "إدارة الأزمات والكوارث في قطاع التشييد والبناء"، أهمية التخطيط لإدارة الأزمات أثناء تصميم المنشآت أو عند استخدامها مع التدريب العملي المستمر ووضع السيناريوهات الواقعية للمواجهة والتي تمثل دوراً حيوياً في كيان إدارة الأزمة.