القاهرة – محمود حماد
القاهرة – محمود حماد
أكَّد وزير الموارد المائيّة والرّيّ الدّكتور محمد عبدالمطّلب، الخميس، خلال افتتاح المنتدى البيئيّ للشَّباب العربيّ الأفريقيّ تحت شعار "النّيل مسار للتّعاون وليس الصّراع"، أنه يجب أن يتحوَّل العمل إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع، فالنّيل يجب أنّ يكون وسيلة وبداية تسعى
من خلالها دول حوض النّيل إلى خلق مجالات للتّعاون بينها في مناحي الحياة، لأنّه لا بديل عن التّعاون بأيّ حال من الأحوال، والصّراع لن يجلب إلا مشكلات ومتاعب نحن جميعًا في غنى عنها، وأنّ المكاسب التي تتحقّق بالتّعاون أكبر وأفضل بكثير من التي تأتي غنائم لصراع يستنزف طاقة وموارد الأطراف المتصارعة بلا فائدة حقيقيَّة.وأعرب عبدالمطلب، عن أمله في أن يتمكَّن المشاركون في هذا المنتدى من الخروج بتوصيات في مجال تطوير آليّات لتفعيل التعاون وتبادل الخبرات بين الدّول العربية والأفريقيّة في القضايا ذات الاهتمام المشترك والوصول إلى حلول مبتكرة تجعل من مجرى نهر النيل شرياناً يربط أبناء الدَّم الواحد برباط التعاون المستمر والمتواصل.وذكر أنّ مصر كانت وستظلّ دائماً مرتبطة ارتباطاً وثيقًا بمحيطها العربيّ والأفريقيّ، مشيراً إلى أنّ الوثيقة الدستوريّة الجديدة المعروضة الآن على الشعب المصريّ والتي نصَّت المادّة الأولى بالباب الأول منها على أن "الشعب المصريّ جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها، ومصر جزء من العالم الإسلامي، تنتمي إلى القارة الأفريقيّة، وتعتزّ بامتدادها الآسيويّ، وتسهم في بناء الحضارة الإنسانيّة".وأوضح أنّ مصر جزء أساسيّ من جسد الأمة العربيّة، وهي حقيقة واضحة أثبتتها أفعال وتصرفات كريمة للدول العربيّة في مساندتها لمصر خلال تلك الفترة التي نمرّ بها وسنجتازها في القريب العاجل.وأكدّ أنّ مصر لم تنس أبداً في يوم من الأيام أن جذورها تمتد بعمق في قلب القارة الأفريقيّة، وقد انتبه زعماء مصر وحكامها إلى هذه الحقيقة على مدار سنوات طويلة، ولعلنا نتذكّر الدَّعم المصريّ لحركات التحرّر الوطنيّ في دول أفريقيا أثناء حقبة الستينيات والذي ترك انطباعات إيجابيّة وسط الشعوب الأفريقيّة وما زلنا نلمسها في زياراتنا للدّول الأفريقيّة حتى اليوم من ترحاب وضيافة.
وأشار إلى أنه في هذا المجال يجب "أن أهنّئ إدارة المنتدى على توفيقها في إطلاق اسم المناضل الوطني نيلسون مانديلا على هذه الدورة ولعلكم تعلمون جميعاً أن مصر قد وقفت بجوار هذا الرجل العظيم وأيدته في رحلته الطويلة نحو تحرير بلده حتى أصبح رمزاً للكفاح ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا"، وفقد العالم بخسارته رمزاً تاريخيًّا وابنًا أفريقيًا مخلصاً قاد مع زعمائها التاريخيّين ناصر ونكروما شعوبها في مرحلة تاريخيّة للحصول على استقلالها وحرّيتها وحقوقها.ولفت إلى "أننا نرى في هذا المنتدى أبناءنا الأعزاء من 22 دولة عربية وأفريقيّة، الذين أتوا إلى مصر لنتبادل معاً الرأي والحوار حول قضية من أهم قضايانا في الوقت الراهن وهي قضية المياه، ونسعد بسماع آرائهم ومقترحاتهم في هذا الأمر، لأن الشباب هم عماد أي أمة من الأمم، وسرّ نهضتها وبناة حضارتها، وهم حُماة الأوطان، فمرحلة الشباب هي مرحلة النشاط والطاقة والعطاء المتدفّق، وهم بما يتمتعون به من قوة عقلية وبدنية ونفسية يحملون لواء الدفاع عن الوطن حال الحرب، ويسعون في البناء والتنمية في أثناء السلم، وذلك لقدرتهم على التكيف مع التطورات التي تحدث في مختلف المجالات العلمية والسياسية والاجتماعية، فالمرونة مع الإرادة القوية والعزيمة الصلبة من أبرز خصائص مرحلة الشباب".