القاهرة – أكرم علي
القاهرة – أكرم علي
أعلن جميع العاملين في برج القاهرة والبالغ عددهم 120 عاملًا دخولهم في اعتصام مفتوح أمام برج القاهرة، بسبب إغلاقه لانتهاء مدَّة التَّعاقد مع المستثمر اللبنانيّ المؤجِّر لبرج القاهرة، مطالبين بعودته للدولة مجدّدًا بعد استمرار تأجيره 25 عامًا.
وأكد محمد عبد الغني، أحمد العاملين لـ "مصر اليوم" أن مدة التعاقد مع المستثمر اللبناني المقررة 5 سنوات انتهت في نهاية الشهر الماضي، وتنتظر الحكومة المصرية إما تجديد التعاقد مع نفس
المستثمر إما شخص آخر حسب مناقصة تطرحها الحكومة.
وأوضح عبد الغني أن العاملين يطالبون بعودة إدارة البرج للحكومة المصريّة لأنه رمز للكرامة الوطنيّة، وطالبوا بإعادة حقوق العاملين بدلًا من المستثمر اللبناني الذي أضاع حقوقهم، حسب قوله.
وأشار عبد الغني إلى أن برج القاهرة مؤجر لمستثمر لبناني يدعى وليد خالد أبو زهر، ومن قبله والده منذ حوالي 25 عامًا، وهو ما أدى إلى الارتفاع الكبير في سعر تذكرة دخول المكان للمصريين مقارنة بأيّ مكان آخر، حيث تبلغ تكلفة الدخول 20 جنيهًا للمصري و75 جنيهًا للأجنبي، بعدما كانت ثلاث جنيهات في بداية حقبة التسعينات للمصري.
وكشف العامل في برج القاهرة أنه يتم تأجيره في مناقصة وهمية كل 5 أعوام يقوم خلالها نفس المالك بتغيير اسم الشركة وتوقيع عقد إيجار جديد، حيث بدأ الإيجار تحت اسم شركة إيفاتكو، ثم شركة البرّ، ثم إيجيبت تورستك، وأخيرًا الشركة المصرية لإدارة برج القاهرة، وفي كل هذا كان المالك واحدًا.
ومن جانبه أكد مصدر حكومي لـ "العرب اليوم" أن مجلس الوزراء يجري مناقشات حول عودة إدارة البرج للحكومة المصرية، أو طرح استثماره في مناقصة لأي شركة أجنبية أو مصرية تتولى إدارته تحت رعاية الحكومة المصرية.
وتعود قصة بناء برج القاهرة الذي تكلف 6 ملايين جنيه مصري وقتها، إلى أن الولايات المتحدة قد أعطت مصر 6 ملايين جنيه، بهدف التأثير على موقفها المؤيد للقضية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي.
وأكد المؤرخ العسكري جمال حماد أن الملايين الستة لم تخدع عيون الرئيس عبد الناصر لتغيير موقفه تجاه القضايا العربية ورفض حتى أن يخصصه للإنفاق على البنية الأساسية في مصر رغم احتياج البلاد وقتها لهذا المبلغ ولكن أراد عبد الناصر أن يبني بناء يظل علماً بارزاً مع الزمن يعلم المصريين الكرامة حتى وإن كانوا في أشد الاحتياج، رغم أن المبلغ حمله حسن التهامي الذي كان يشغل وقتها منصب مستشار رئيس الجمهورية وجاء بالمبلغ في حقيبة سلمها للرئيس بعد عودته من زيارة للولايات المتحدة التي لم تكن علاقتها بها قد ساءت تحت مسمى مساعدة رؤساء الدول الصديقة ولكن رفضها عبد الناصر أيًّا كان مسماها.
وتم بناؤه بين عامي 1956 و1961 من الخرسانة المسلحة على تصميم زهرة اللوتس المصرية، من تصميم المهندس نعوم شبيب، ويقع في قلب القاهرة على جزيرة الزمالك في نهر النيل.
ويصل ارتفاعه إلى 187 متراً وهو أعلى من الهرم الأكبر في الجيزة بحوالي 43 مترا، ويوجد على قمة برج القاهرة مطعم سياحي على منصة دوارة تدور برواد المطعم ليروا معالم القاهرة من كل الجوانب.