الدكتور محمد معيط وزير المالية المصرية

أعلن الدكتور محمد معيط، وزير المال، الانتهاء من إعداد مشروع قانون المشاريع الصغيرة، تمهيدًا لعرضه على مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، لافتا إلى أنّ القانون المقترح يتضمن حوافز ضريبية وجمركية وتمويلية لتشجيع ضم القطاع غير الرسمي للاقتصاد الرسمي، وأنه تم مناقشة هذا القانون مع الجهات المعنية.

وقال معيط إنّ :الوضع المالي الحالي للاقتصاد المصري يعد أفضل من السابق بشهادة المؤسسات الدولية ومجتمع المستثمرين والمؤشرات المالية للدولة، حيث نجحنا في زيادة حجم الفائض الأولي بالموازنة العامة إلى 21 مليار جنيه وارتفعت الإيرادات الضريبية، مما نتج عنه عدم طلب أية اعتمادات إضافية للموازنة العامة للعام المالي الجاري، وأضاف أنّ الحكومة تستهدف خفض نسبة العجز الكلي في الموازنة العامة للدولة في العام المالي 2019-2020 إلى 7.2 % مع رفع معدلات النمو إلى 6.1 % بالإضافة إلى تحقيق فائض أولي بالموازنة العامة بنسبة 2% من الناتج المحلي وخفض معدلات الدين وزيادة الإنفاق على ملف الاستثمارات.

جاء ذلك خلال مشاركة وزير المال في مؤتمر السياسة المالية العامة والذي عُقد تحت عنوان "مناقشة الأبعاد الضريبية ذات الأهمية الخاصة"، بحضور أسامة توكل مستشار وزير المال للضرائب وعاطر حنورة رئيس الوحدة المركزية للشراكة مع القطاع الخاص بوزارة المال وعدد من الخبراء الدوليين، لمناقشة آخر تطورات السياسات الضريبية وعلاقتها بوضع المالية العامة في مصر، إلى جانب إلقاء الضوء على آليات مكافحة التهرب الضريبي والسياسات المتعلقة بالاقتصاد الرقمي في ضوء أفضل الممارسات الدولية من حيث إدارة الضرائب واثر توزيعها .

اقرا ايضا : 

"المالية" تُعلن تفعيل منظومة إدارة المعلومات الحكومية بمكاتب الوزراء

وأشار الوزير إلى أنّ الحكومة تعمل على إرساء منظومة ضريبية عادلة تضمن التيسير على المواطنين وحصر المجتمع الضريبي وسداد حقوق الخزانة العامة للدولة بما يزيد من موارد الدولة حتى تتمكن من زيادة الإنفاق على برامج الموازنة العامة المختلفة، وبما ينعكس على رفع كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين خاصة بقطاعي الصحة والتعليم، متابعا أنّ الدولة نجحت في تحقيق التوازن في النمو بين مختلف القطاعات الاقتصادية وذلك بفضل تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي ساهم بدوره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأكد وزير المال أنّ إصلاح السياسة المالية والضريبية واستقرارهما من أهم عوامل جذب وزيادة الاستثمارات التي تسهم بدورها في رفع معدلات النمو، ولذا نعمل على تهيئة مناخ الاستثمار عبر تحديث المنظومة التشريعية الضريبية التي من شأنها التيسير على المستثمرين، وذلك من خلال تبنى نظم ضريبية حديثة تتماشي مع أفضل الممارسات العالمية خلال السنوات المقبلة .

وواصل معيط أنّ مصر لن تتوانى عن استكمال برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأته منذ 3 سنوات واجتازت فيه العديد من الصعاب حتى أصبحت تسير على المسار الصحيح، وهو ما تبرزه النتائج الايجابية، وهو ما أشادت به كبرى مؤسسات التصنيف العالمية وهو ما جعل الاقتصاد المصري يتصدى لآثار الأزمات العالمية التي تمثلت في الحرب التجارية بين الصين وأميركا وارتفاع أسعار الطاقة عالميا، وهو ما أبرزته مؤشرات نتائج الإصلاح الاقتصادي، مما حفّز المستثمرين وعدد من البنوك العالمية على المشاركة لأول مرة في عمليات طرح السندات الدولية المصرية رغم انخفاض سعر العائد عليها مقارنة بالدول الأخرى.

وأوضح معيط أنّ الوزارة تعمل على تنويع مصادر التمويل للدولة، مشيرا إلى قيام وزارة المالية مؤخرا بطرح سندات دولية لاقت إقبال كثيف من المستثمرين خاصة من دول شرق آسيا مثل كوريا والصين واليابان وهونغ كونغ، وحققت الطلبات اكتتاب تخطي 21.5 مليار دولار بعد الإعلان عن الطرح بأسواق المال الدولية، مما يعتبر نجاح كبير على الرغم من تقلبات أسواق المال العالمية في الآونة الأخيرة والتي أثرت سلبًا على العديد من مؤشرات الأسواق النامية والناشئة.

وقال الوزير إنه "يجرى حاليا اخذ الملاحظات وإدخالها على قانون الإجراءات الضريبية الموحد تمهيدا للانتهاء منه وعرضه على البرلمان، كما اعتمد الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة هيكل إداري موحد جديد لمصلحة الضرائب ونعد حاليا قرارًا وزاريًا لتطبيقه"، كما أكد على الانتهاء من مشاريع قوانين الإجراءات الضريبية الموحد والتجارة الإلكترونية والضرائب على خدمات مواقع التواصل الاجتماعي حيث سيتم عرضهم على مؤسسات المجتمع المدني لأخذ الملاحظات عليهم تمهيدًا لتقديمهم إلى مجلس الوزراء، مشيرًا إلى أنّ الوزارة حريصة على ألا تنفرد بإصدار أي قرار أو إعداد أي قانون يتعلق بصياغة مستقبل السياسة الضريبية في مصر لأننا جميعًا شركاء في بناء مستقبل مصر.

وأضاف معيط أنّ الوزارة تبنت مؤخرًا عدد من المبادرات الضريبية لدعم النشاط الاقتصادي وتخفيف الأعباء عن كاهل المجتمع الضريبي، ومنها قانون إعفاء ممولي الضرائب من مقابل التأخير عند سداد أصل الضريبة بالكامل والذي حقق في مجمله 14 مليار جنيه حيث تم تحصيل 7 مليارات جنيه لخزينة الدولة مع إعفاء الممولين من 7 مليارات جنيه قيمة الغرامات وفوائد التأخير.

وتابع: تدرس حاليا قانون الضرائب على الدخل رقم 91 لسنة 2005 لإدخال عدد من التعديلات عليه أو إصدار قانون جديد بدلًا منه بما يتماشي مع المتغيرات المحلية والعالمية التي شهدناها منذ إصدار القانون عام 2005، لافتًا أنّ الوزارة تقوم حاليًا بالتوافق مع البنوك والجهات المعنية فيما يتعلق بقانون المعالجة الضريبية، لافتا إلى أنّ الفترة المقبلة ستشهد صدور عدد من القوانين الجديدة الداعمة للنشاط الاقتصادي.

وشدد وزير المال انه لا نية لدى الحكومة لفرض أية ضرائب جديدة بل على العكس نعمل على استقرار المنظومة الضريبية على المدي المتوسط لافتا إلى أنّ ما تقوم به الدولة حاليا من إصلاحات إدارية لزيادة الإيرادات الضريبية يأتي في إطار معالجة بعض الضرائب التي لم يتم التعامل معها بالشكل السليم، وفقا للمعايير الدولية، والتي تطبق بجميع دول العالم، كما أنّ الدولة تعمل حاليا على زيادة مواردها وإيراداتها وزيادة حجم الاستثمارات والتوسع في حجم الصادرات، كما تحرص الدولة على توسيع دور القطاع الخاص في عمليات التنمية إلى جانب دعم الأنشطة الصناعية والتجارية والصناعات الصغيرة والمتوسطة.

قد يهمك ايضا : 

وزير المالية المصري يؤكد حرص بلاده على تذليل العقبات أمام الاستثمارات الفرنسية

وزير المال المصري يُعلّق على طرح "الشرقية للدخان" في البورصة