القاهرة- إسلام عبد الحميد
أكدت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، السفيرة ميرفت التلاوي، أن التركيب الاقتصادي للمرأة هو الفاعل الأساسي لإثبات وجودها ورفع شأنها واعتمادها على ذاتها، مشيرة إلى أن المنظمة ترحب بالشراكات العربية والإفريقية والعالمية، وأن تعزيز دور المرأة وإحداث تغيير حقيقي في البيئة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لا يتحقق إلا بالشراكة معاً والتضامن تحت شعار"معاً نستطيع" وتبذل المنظمة جهودًا ضخمة من أجل إدماج المرأة في عملية التنمية المستدامة.
وأضافت التلاوي في تصريحات على هامش فعاليات المؤتمر والمعرض العربي الإفريقي للمنتجات الصناعية لسيدات الأعمال، والمقام في الفترة من 2 إلى 5 نوفبمر/تشرين الثاني الجاري بأحد فنادق القاهرة، أن الأحداث الأليمة التي ألمت بالمنطقة العربية في الأونة الأخيرة جعلت الجميع يعيد تقييم الأوضاع والسياسات ومواجهة التحديات التي تواجهها الدول العربية وتركيبة الشعوب ووضع الأسرة العربية، لذلك فإن للمرأة كنصف القوة والثروة البشرية، يجب أن تلعب أدوارًا مختلفة مما كان عليه الوضع التقليدي في مفهوم الثقافة المجتمعية.
المؤتمر ينظمه الاتحاد العربي لتنمية الصادرات الصناعية بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي لسيدات الأعمال ومجلس سيدات الأعمال العرب بالقاهرة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وجامعة الدول العربية، بمشاركة 70 شركة مملوكة لسيدات الأعمال من 25 دولة عربية وإفريقية.
وشددت التلاوي على استخدام المرأة كقوة منتجة لزيادة الناتج القومي، وكذلك استخدامها كقوة ناعمة مدافعة عن الأمن القومي للدولة، وكمدرسة تحمي الأجيال الجديدة من التطرف والعنصرية والعنف، وكمرشدة للإيمان بالوطن والأمة العربية، موضحة أن الإحصائيات تشير إلى أن المرأة حينما تعمل تنفق 90% من دخلها على تعليم وصحة أولادها، بينما الرجل ينفق 30 إلى 40% على الأسرة، ومشيرة إلى أن زيادة إلحاق الفتيات بالمدارس بنسبة 10% ينعكس على نمو الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 3%، وإدماج المرأة في عملية صنع القرار ستؤدي إلى زيادة كفاءة المشاريع الاقتصادية والبيئة واستدامتها وبناء السلام، وتقليل الفجوة بين الجنسين في الزراعة سيخلص حوالي 100 مليون شخص من الجوع.
وأوضحت التلاوي أن أكثر من 1.3 بليون امراة ليس لديها حساب فى أي مؤسسة مالية رسمية، لافتة إلى أن المرأة مازالت تمثل 60% من الأميين وغالبية الفقراء من النساء، وأن المرأة تعمل جنبًا إلى جنب في الحقل وزراعة الأرض من الصباح إلى مغيب الشمس ، ولكن لا تمتلك الأرض، وتهتم منظمة المرأة العربية بتوعية الرأي العام بأهمية الدور الاقتصادي والسياسي والثقافي للمرأة وتوضيح ذلك في إطار العمل على مساعدة سيدات الأعمال وتشجيعهن على تقوية مجالسهن واتحاداتهن وتوحيد القوى وخلق مؤسسات مالية داعمة لهن .
وأفادت التلاوي، أن منظمة المرأة العربية، في سعيها لدمج النساء في عملية التنمية المستدامة، تتحرك وتنشط في عدة محاور منها توفير قواعد البيانات ومؤشرات قياس أوضاع المرأة العربية، والعنف تجاه المرأة خاصة والتكلفة الاقتصادية للعنف، بالإضافة إلى التدريب وإعداد المدربين من خلال ورش عمل عربية تتوجه نحو التأهيل السياسي، ونحو الشابات والشباب ، ومكافحة العنف، مؤكدة على أهمية التعاون مشترك مع منظمات سيادات الأعمال لتدريب النساء في مجال المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال ، والكشف عن إبداعات وابتكارات المرأة العربية، وكشفت أن منظمة المرأة العربية تستعد حاليًا لعقد مؤتمرها السادس في الفترة من 13 إلى 14 ديسمبر /كانون الأول المقبل عن " دور المرأة العربية في مسارات الإصلاح والتغيير، ويناقش المؤتمر عبر 5 محاور 17 ورقة بحثية، وينظم مائدة مستديرة لسيدات الأعمال العرب.