القاهرة– أكرم علي
حذّر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من تطبيق مُخطّط جديد لـ"سايكس بيكو" في البلدان العربية، مؤكدًا أنَّ تعزيز وترسيخ أركان الدولة المصرية القوية والتفاهمات مع دول المنطقة وفي مقدمتها السعودية والإمارات والكويت يمنع تطبيق هذا المُخطّط.وأشار السيسي، خلال حديث لصحيفة "عكاظ" السعوديّة، إلى أنَّ خطة "سايكس بيكو" موجودة على الأرض وأنَّ بنودها تخضع للتنفيذ في الوقت الراهن، وشدّد على أنَّ الشعوب العربية تدري بما يُحاك لها وللوطن العربي ما يجعلها تقدم التضحيات لوقف هذا المُخطّط.
وفي الشأن الليبي، أكد السيسي إنَّ الجانب الآخر من الحدود ملتهب ويؤثر على الأمن القومي المصري، مؤكدًا دعم القاهرة للحكومة الشرعية في ليبيا، وداعيًا المجتمع الدولي إلى الضغط على الأطراف التي تدعم تأجيج الصراعات هناك.
وأكد السيسي أنَّ مصر آمنة مطمئنة، وأنها ستظل آمنة، داعيًا المستثمرين للاستثمار فيها، مشيرًا إلى أنَّ الفترة المُقبلة ستشهد إصدار حزمة تشريعات استثمارية ستجعلها من أكثر دول العالم جذبًا للاستثمار في شتى المجالات التجارية والصناعية والزراعية.
وشدّد الرئيس على ثقته في خيارات الشعب المصري ونجاحاته الملموسة في إقرار الدستور والانتخابات الرئاسية، وأنه سيكمل طريقه عبر إجراء الانتخابات البرلمانية لتكتمل بذلك المنظومة المؤسسية للدولة المصرية بانتخاب البرلمان.
وحول الوضع الاقتصادي، صرّح السيسي: "الاقتصاد المصري بخير ويتعافى، واستند هنا إلى لغة الأرقام، ولقد شهد الربع الرابع من العام المالي2013- 2014، تحسنًا في معدل النمو ليصل إلى 3.7 % وهو ما يشير إلى بدء دوران عجلة النشاط الاقتصادي بعد تحقيق الاستقرار السياسي، كما ارتفع حجم الناتج المحلي الإجمالي خلال العام 2013 / 2014؛ حيث قُدّر بنحو تريليوني جنيه، وبلغ معدل نمو الاستثمارات الكلية 12.9 % بإجمالي 280.6 مليار جنيهًا، بعد أنَّ كانت قد تراجعت بنسبة 3.7 % خلال العام 2012/ 2013، مما يعكس تحسن مناخ الاستثمار وعودة الثقة في الاقتصاد المصري، ولقد صنّفت مؤسسات التصنيف الاقتصادي الدولية، وآخرها وكالة "موديز" برفع درجة استقرار الاقتصاد المصري من سلبي إلى مستقر، وهو الأمر الذي يوضح أنَّ خطط الحكومة على الصعيد الاقتصادي بدأت تؤتي ثمارها المرجوة.
ووجّه السيسي رسالة إلى الشعب السعودي، دعاهم فيها للحفاظ على بلادهم والزود عن ترابها بحرصهم ووعيهم، وإذا تطلب الامر بأرواحهم ودمائهم، كما دعا الشعوب العربية إلى الانتباه جيدًا، والحرص بكل قوة وبكل صبر وبكل فهم ووعي في مواجهة المخاطر المحيطة بنا، والموجودة أيضًا داخلنا، مؤكدًا أنَّ الله سيعنيهم وينصرهم على كل الشرور والمخاطر جودًا وفضلاً وكرمًا منه.