القاهرة – أكرم علي
كشفت مصادر دبلوماسية مصرية أنَّ الحصيلة الإجمالية المتوقعة من مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة ستكون قرابة الملياري دولار، من بينها ٥٠٠ مليون دولار أعلنت عنها المملكة العربية السعودية، و٤٥٠ مليون يورو من الاتحاد الأوربي، و٢١٢ مليون دولار من الولايات المتحدة الأميركية.
فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، عن مساعدات أميركية جديدة لغزة قيمتها 212 مليون دولار، مشددًا على أنَّ وقف إطلاق النار والحفاظ عليه يوفر الأمن للفلسطينيين و"الإسرائيليين"، قائلًا "إنَّ بعض الأطراف تحلم بالسلام؛ لكنّها لا تعمل من أجل تحقيقه".
وأكد وزير الخارجية الأميركي، أثناء مشاركته في مؤتمر إعادة إعمار غزة، الأحد، أنَّ وقف إطلاق النار والحفاظ عليه لا يوفر فقط الأمن للإسرائيليين والفلسطينيين، مفسّرًا "الكل هنا يعلم أنَّ الولايات المتحدة تعمل على إحياء المفاوضات بمعاونة الفلسطينيين والإسرائيليين وهناك حاجة لرأب الصدع والعمل على التغلب على الاختلافات
بين الإطراف؛ لأنَّ مستقبل المنطقة سيتأثر كثيرًا بنتائج المفاوضات".
وأوضح كيري أنَّه "من غير المقبول أن نتطلع إلى السلام وفي الوقت نفسه، نتخذ قرارات ضد السلام ومن غير المقبول أن نقول إنَّ السلام أمر غير ممكن، وأقول بوضوح إنَّ الولايات المتحدة ستواصل العمل من أجل اتخاذ خطوات إلى الأمام".
وأضاف "الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الشركاء للتقدم إلى الأمام ونحن ندرك حاجات كل الأطراف ومنها متطلبات أهالي قطاع غزة والسلم الدائم بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني"، متوجهًا بالشكر إلى الرئيس السيسي لمبادرته بعقد المؤتمر في القاهرة وللجهود المصرية التي نجحت في وقف إطلاق النار.
من جهة أخرى، أعلنت مفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، تقديم مساعدات بنصف مليار دولار "250 مليون يورو" لإعادة إعمار غزة، مشيرة إلى أنَّ الحل الدائم في قطاع غزة هو مصلحة للجميع، قائلة "الجهود التي نبذلها في غزة سوف تنجح عند دعمنا لفلسطين في عملية السلام".
وأضافت اشتون في كلمتها في المؤتمر، "أمر مشجع أنَّ السلطة الفلسطينية بدأت تتحمل مسؤوليتها في إدارة قطاع غزة بشكل تدريجي والوزارة التي شُكّلت وتدير غزة هي جيدة ومرنة وكانت خطوة إيجابية بالاتجاه السليم".
وشدَّدت على أنَّه يجب أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يُطلب فيها إعادة إعمار قطاع غزة، مضيفة "لا يمكن العودة إلى الحالة المعتادة ويجب أن يكون هناك تغيير سياسي وكبير ويجب أن تكون غزة جزءًا من المناقشات الأوسع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وتحدثت آشتون بأنَّ الاتحاد الأوروبي يقدّم 5 ملايين يورو، لـ16 ألف موظف في غزة، بالإضافة إلى ٨ ملايين يورو، التزم بها الاتحاد الأوروبي لدعم برامج التنمية، و١٤٠ مليون يورو لدعم الأسر المنكوبة في غزة وخدمات الأونروا وأنشطة تنمية الدخل.
وأعلنت استعداد الاتحاد الأوروبي لإزالة بقايا آثار العدوان وقنابل الحرب والدمار الذي لحق بغزة بالإضافة إلى ٢٥ مليون يورو لتنمية مهارات العمال حتى عام ٢٠١٥ بالتعاون مع البنك الدولي والأمم المتحدة، مطالبة السلطة الفلسطينية بتحمل مسؤوليتها في غزة والعمل على تنمية المهارات والتوسع التجاري في غزة.
ومن جانبها، أعلنت المملكة العربية السعودية عن دعم عاجل لإعمار غزة بمبلغ قدره نصف مليار دولار من خلال الصندوق السعودي للتنمية، بالتعاون مع المنظمات الدولية. حسب تصريحات مدير الصندوق السعودي للتنمية حسن محمد العطاس على هامش أعمال المؤتمر.
وأوضح العطاس أنّه سبق للملكة أن تقدّمت بمبلغ ٢٠٠ مليون دولار للهلال الأحمر الفلسطيني كمساعدات عاجلة لمساندة أهل غزة، مشيرًا إلى أنَّ صندوق التنمية السعودي
قام بتنفيذ مشاريع في الضفة الغربية بعضها تم الانتهاء منه وبعضها الآخر قيد التنفيذ في مجالات الإسكان والطرق والتعليم والصحة.
يُذكر أنَّ السلطة الفلسطينية قدّمت إلى المؤتمر قائمة بالحاجات المالية المطلوبة لإعادة إعمار القطاع والمقدرة بحوالي ٤ مليار دولار، تشرف عليها النرويج ومصر والسلطة الفلسطينية لتنفيذ مشاريع الإعمار في القطاع.