تشهد مصر، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، زيارات متتالية لوفود رسمية رفيعة المستوى، من روسيا وبولندا وإنجلترا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، تضم رموز مجتمع الأعمال بهذه الدول، مما يؤكد جديتها في تعميق التعاون مع القاهرة، وزيادة التجارة والاستثمارات بها.

وأكد الوزير المفوض التجاري رئيس جهاز التمثيل التجاري، محمد داوود، أن هذه الزيارات تؤكد استعادة القاهرة لعلاقاتها المتميزة مع كبرى العواصم الأوروبية، التي تنظر لمصر الآن على أنها قبلة الاستثمار العالمي، بفضل مشروع قناة السويس الجديدة، الذي يسوق مصر عالميًا.

وأضاف داوود أن الرؤية الجديدة لعلاقات مصر الخارجية، التي تتبناها القيادة السياسية، ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزياراته لكبرى عواصم العالم، نجحت في تغيير النظرة للأوضاع في مصر، وهو ما نلمسه خلال الزيارات الخارجية، التي يقوم بها وزير التجارة والصناعة منير فخري عبد النور، حيث نشهد تسابق دول العالم وكبرى الشركات والمؤسسات المالية الدوليةعلى المشاركة في المؤتمر الاقتصادى، المزمع عقده بشرم الشيخ في آذار/ مارس المقبل.

وتابع داوود أن أول اللقاءات المنتظرة زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي اركادي دفوركوفيتش القاهرة، الخميس المقبل، حيث سيبحث مع كبار المسئولين المصريين عددًا من الملفات السياسية والاقتصادية، على رأسها تفعيل اتفاق الرئيسين بوتين والسيسي، بشأن زيادة صادرات مصر من الصناعات الغذائية لروسيا، بنسبة ٣٠٪ عن مستوياتها الحالية.

وأضاف داوود أن السوق الروسية مهمة لنمو صادراتنا،خاصة أن حجم التعاملات حاليًا لا يرقى لثقل العلاقات السياسية بين البلدين، وحجم الفرص التجارية المتاحة لافتًا إلى أن مجتمع الأعمال المصري يدرك هذه الأهمية، وهناك تحركات جادة لمضاعفة صادراتنا لروسيا، والتي لا تزيد على نصف مليار دولار، إلى جانب نحو ٢.٥ مليار دولار استثمارات روسية بمصر.

وكشف داوود عن موافقة الحجر الزراعي الروسي على تسجيل منتجات الألبان والأجبان لـ٧ شركات مصرية، وذلك لأول مرة في تاريخ علاقات البلدين، مما يسمح بدخول تلك المنتجات لأسواق روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان، أعضاء الاتحاد الجمركي الأوروآسيوي، متوقعًا أن تشهد الفترة القليلة المقبلة بدء تعاقد الشركات المصرية على صفقات تصديرية مع الشركات الروسية.

وأعلن داوود عن انتهاء مصر من دراسات الجدوى الاقتصادية لاتفاق تحرير التجارة مع الاتحاد الجمركي الأوروآسيوي، والتي أظهرت أن مصر ستستفيد اقتصاديًا بصورة كبيرة من هذا الاتفاق، خاصة أن هناك احتمالا بانضمام أرمينيا للاتحاد الجمركي، مطلع العام المقبل، مما يزيد من حجم السوق، التي ستتمتع خلالها منتجاتنا بمزايا وإعفاءات جمركية.

وتابع داوود أن نائب وزير الصناعة الروسي سيزور مصر على رأس وفد من رجال الأعمال الروس، خلال الفترة من ١٩ إلى ٢٠ كانون الثاني/ يناير المقبل، لاستكمال تلك المباحثات، إلى جانب عقد صفقات جديدة بين رجال الأعمال من الجانبين، حيث ينتظر عقد عدد من اللقاءات الثنائية بين الشركات المصرية ونظيرتها الروسية.

وأضاف داوود أن هيئة التجارة والاستثمار البريطانية تعد لقيام وفد من رجال الأعمال البريطانيين، برئاسة وزير شئون الشرق الأوسط البريطاني، بزيارة القاهرة أيضًا، خلال الفترة من ١٢ إلى ١٥ كانون الثاني/ يناير، لافتًا إلى أن الوفد يضم عددًا من كبرى شركات التجزئة البريطانية، التي ترغب في زيادة تعاملاتها مع القطاع التصديري المصري.

وأوضح داود أن القاهرة ستستقبل، أيضًا، خلال الشهر الحالي، وفدًا من إحدى المؤسسات الألمانية الكبري، التي تعمل كحلقة وصل بين المصدرين بالدول النامية والمستوردين الألمان، حيث سيقوم الوفد بعقد لقاءات مع عدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة، لمساعدتها في تصدير منتجاتها للاتحاد الأوروبس بصفة عامة، وألمانيا بوجه خاص.

وكشف داوود، عن ترتيب مجلس الأعمال المصري - الفرنسي زيارة لوفد من الشركات الفرنسية للقاهرة، مطلع العام المقبل، وذلك للتعرف على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لتحسين مناخ الأعمال والاستثمار، إلى جانب مناقشة الفرص الاستثمارية المتاحة بمصر، خاصة بقطاعا الهندسة المدنية، والمشاركة في مشاريع الأنفاق بمنطقة القناة، وتوليد وتوزيع الكهرباء، وإنتاج الغاز الطبيعي، والطاقة المتجددة، والاتصالات، والسياحة، والخدمات المالية.