أبو ظبي- فيصل المنهالي
أكد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، لديها رؤية وإستراتيجية شاملة محورها تنمية الموارد البشرية لمواجهة التحديات وضمان مستقبل زاهر للأجيال المقبلة.
وأضاف الشيخ محمد، خلال كلمته في القمة الحكومية الثالثة المنعقدة تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل"، قائلًا "إننا اليوم نفكر ونخطط لخمسين عامًا مقبلة ولمصلحة الأجيال عبر بناء اقتصاد متنوع ومتين ومستدام لا يعتمد على الموارد التقليدية ويفتح آفاقًا واعدة تساهم في تعزيز مقومات وقدرات الدولة".
وأوضح أنَّ "الحكومة المتميزة ترى أنَّ كل مواطن ثروة وطنية وبناء الدولة لا يعتمد على الحكومة فحسب، بل هو واجب على كل مواطن ومقيم في الدولة"، مستذكرًا مقولة الشيخ زايد "إنَّ الجيل الجديد يجب أن يعرف كم قاسى الجيل الذي سبقه لأن ذلك يزيده صلابة وصبرًا وجهادًا لمواصلة المسيرة التي بدأها الآباء والأجداد".
وتابع ولي عهد أبو ظبي "إننا مستمرون على نهج الوالد المؤسس، فاليوم بقيادة الشيخ خليفة، نمتلك اقتصادًا قويًا ومزدهرًا وسنواصل مسيرتنا على خطا الوالد المؤسس من أجل تنمية الكوادر البشرية في مختلف المجالات كالتعليم والصحة والابتكار والتنوع الاقتصادي والأمن".
وأشار إلى الرؤية المبكرة التي حملها الشيخ خليفة في الاستثمار في الموارد وتنميتها والمتمثلة في إطلاق جهاز أبو ظبي للاستثمار في منتصف السبعينات والذي يعتبر الآن ثان أكبر صندوق من نوعه في العالم.
وثمَّن جهود عدد من الشخصيات الوطنية التي أسهمت بدور فعال في مسيرة الاتحاد وتأسيس جهاز أبو ظبي للاستثمار وفي مقدمتهم أحمد خليفة السويدي، ومحمد الحبروش.
وتطرق الشيخ محمد، إلى أهمية قطاع التعليم مؤكدًا ضرورة الاستثمار في الإمكانات المتاحة في هذا القطاع المهم في صياغة المستقبل، مشيرا إلى وجود تحديات كبيرة لقطاع التعليم وضرورة وجود رؤية واضحة لإستراتيجية التعليم للأعوام الـ25 المقبلة وتنمية الكوادر البشرية المستقبلية.
واستطرد "رهاننا الحقيقي في الفترة المقبلة هو الاستثمار في التعليم"، مضيفًا "نحن نعيش فترة لدينا فيها خير ويجب أن نستثمر كل إمكاناتنا في التعليم لأنه سيأتي وقت بعد خمسين عامًا ونحن نحمل آخر برميل نفط للتصدير، وسيأتي السؤال هل سنحزن وقتها؟ مجيبًا: إذا كان الاستثمار اليوم في مواردنا البشرية صحيحًا فأنا أراهن أننا سنحتفل بتلك اللحظة".
وبيَّن أنّ "هناك تحديات كثيرة في التعليم ولكن لا بد أن تكون هناك رؤية واضحة للقيادة العليا لمخرجات التعليم والتخطيط لمواردنا البشرية لأكثر من 25 عامًا مقبلة".
وتحدث الشيخ محمد بن زايد عن قطاع البنية التحتية والتميز الهائل لدولة الإمارات على مستوى العالم سواء على مستوى المطارات أو الموانئ، مشيرًا إلى النقلة النوعية في قطاع الطاقة عبر مشروع الطاقة النووية النظيفة الذي سيوفر عند اكتماله أكثر من 25 في المائة من حاجات الدولة من الطاقة، منوهًا بأنَّ افتتاح المحطة النووية الأولى سيكون عام 2017.
ولفت إلى ريادة دولة الإمارات وتجاربها الناجحة في مجال الصناعة واستعرض التجربة الرائدة لمصنع "ستراتا" لإنتاج قطع غيار الطائرات لشركتي "بوينغ" و"إيرباص" الذي تشغل المرأة الإماراتية 83 في المائة من القوة العاملة فيه، مثمنًا الدور المهم للمرأة الإماراتية في بناء المجتمع.
وشدَّد على أهمية استثمار وتوظيف جميع طاقات المجتمع سواء من الذكور أو الإناث وتوفير الفرص لهم ودعمهم وتشجيعهم وتمكينهم من أخذ أدوارهم الوطنية ومسؤولياتهم في مواصلة مسيرة التنمية والبناء.
وأشاد بالإنجازات التي حققها مطار دبي، إذ أصبح أحد أكبر مطارات العالم على صعيد حركة المسافرين التي تبلغ أكثر من 70 مليون مسافر سنويًا، معربًا عن فخره بقدرات أبناء الإمارات في تشغيل وإدارة كبريات الشركات العالمية في قطاعات الموانئ والنقل.
وأبرز أنَّ هذه الأمثلة الناجحة تدل على تنوع وقوة اقتصاد الإمارات في مواجهة مختلف التحديات التي يشهدها العالم، مشيرًا إلى أنَّ دولة الإمارات وبفضل رؤية قيادتها وتنوع اقتصادها تجنبت منذ وقت مبكر تأثير تقلبات أسعار النفط وواصلت مسيرة التنمية والنهضة الشاملة وهي تمضي على هذا النهج في مواجهة مختلف الظروف والتحديات.
واستدرك الشيخ محمد بن زايد، "اليوم هناك أزمة وتخوف ولكن الذاكرة لم تسعفنا أحيانًا في النظر عام 2008، عندما كان البترول أعلى مما كان ووصل إلى أقل مما هو عليه الآن ولكن سفينتنا كانت ماضية".
وشدَّد على أنَّ منجزات ومكتسبات الوطن بحاجة إلى قوة تحميها في ظل عقود من الأزمات والتحديات عصفت وما زالت في المنطقة، مؤكدًا أنَّ دولة الإمارات ومنذ نشأتها وهي تحاول أن ترسل رسالة للعالم بأنَّ منطقة الشرق الأوسط ونحن كجزء منها بمقدورها أن تحمل الخير والمحبة والسلام للعالم.
وقال "إنَّ دولة الإمارات عضو فاعل في المجتمع الدولي من خلال علاقات التعاون البناءة والمساهمة بشكل كبير في مجال الأعمال الإنسانية، وهذا الأمر ساهم فيه المواطنون والتجار والمقيمون الذين نقدم لهم الشكروكل هذا بفضل من الله والرؤية السديدة لقيادتنا والحس الإنساني للمواطنين والمقيمين المحبين لهذه الأرض الغالية".