القاهرة - مصر اليوم
تسبب انتشار جائحة "كورونا" ببداية عام 2020 في تغيير المشهد الفني بشكل شبه كامل ليس فقط خلال فترة الإغلاق الطويلة التي استمرت نحو عدة أشهر بجميع دول العالم، لكنها امتدت لتصل إلى العديد من مجالات الإنتاج الفني، خاصة مع توقف مواقع التصوير عن العمل بعدة دول عربية واستمرار التصوير في دول أخرى وفق إجراءات شديدة الصرامة فيما يتعلق بالتعقيم والتباعد الاجتماعي.
اضطر مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بشكل مفاجئ لإيقاف فاعلياته وانهاء دورته في 2020، بعدما سجلت الحالة الأولى للإصابة بالفيروس في مدينة الأقصر بالتزامن مع انعقاد المهرجان، في حين الغيت دورة مهرجان القلعة للموسيقى والغناء التي كانت تضم عددا كبيرا من الفنانين بجانب الغاء غالبية الحفلات الصيفية الضخمة والاقتصار على تقديم حفلات «أونلاين» يشاهدها الجمهور، سواء عبر قنوات اليوتيوب الخاصة بالفنانين أو بالشراكة مع التطبيقات الالكترونية الخاصة بالموسيقى.
سحب أفلام
ورغم تأجيل مهرجان الجونة السينمائي شهراً في دورته خلال 2020، فإن هذا الشهر لم يكن كافياً لجذب مزيد من الأفلام، بعدما قام العديد من صناع الافلام المرشحة للعرض في المهرجان بسحب افلامهم مع تأجيل عرضها للعام المقبل، وهو ما أدى إلى تخفيض عدد الأفلام المشاركة للنصف تقريباً، في حين تعذر حضور بعض الفنانين على خلفية قيود الطيران، لاسيما الفنانين الأميركيين بسبب القيود المفروضة من شركات التأمين على حركتهم، فيما أقيم مهرجان الإسكندرية بمشاركة عدد محدود من الافلام.
في حين لم تخرج دورة مهرجان دبي السينمائي التي كان يفترض إقامتها في ديسمبر الجاري للنور لنفس الأسباب.
إلغاء الحفلات
وقام عدد من الفنانين بإحياء حفلات أونلاين من دون جمهور، مع تلقي تفاعل الجمهور من خلال التعليقات من بينهم عمرو دياب، وتامر عاشور، وأصالة نصري وغيرهم، في حين ألغيت الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر قبل أقل من أسبوعين على إقامتها على خلفية بدء ظهور كورونا وما تبعها من قرارات بالإغلاق في المملكة للصالات السينمائية.
وبعدما أغلقت المسارح أبوابها على مدار أكثر من 5 أشهر، عادت لتفتح بنصف طاقتها الاستيعابية مع إرجاء العديد من العروض أو تقليص أيام نشاطها ترشيداً للنفقات، خاصة أن قيود التباعد الاجتماعي سببت خسائر كبيرة للمسرح في مصر، بقطاعيه الحكومي والخاص علما بأن مسرحيات عديدة من بينها «الملك لير» و»3 أيام في الساحل» توقفت رحلاتها الخارجية التي كان يفترض أن تطوف عدة دول عربية فيما لم تحسم شركة كايرو شو المنتجة للعرضين موقفها من استمرار الجولات الخارجية للعروض من عدمه، لاسيما في ظل وجود ارتباطات لصناعها.
واضطرت دار الأوبرا المصرية لإقامة مسرح مفتوح في ساحة الدار ليكون بديلا للمسرح الكبير من أجل استضافة الفاعليات المهمة، حيث شهد استضافة الدورة الأخيرة من مهرجان الموسيقى العربية بجانب حفلي افتتاح وختام مهرجان القاهرة السينمائي الذي أجّل عن موعده أسبوعين لمزيد من التحضيرات والاجراءات الاحترازية التي تسببت في تخفيض أعداد الحضور للنصف.
خسائر بالسينما
تعرضت صناعة السينما لخسائر كبيرة مع توقّف عروض الافلام ذات الميزانيات الضخمة على خلفية اغلاق دور العرض لعدة أشهر بجانب نسب الحضور الضعيفة التي بدأت بـ25 بالمئة من الطاقة الاستيعابية ووصلت إلى 50 بالمئة، مما دفع المنتجين إلى طرح أفلام بميزانيات محدودة لتقليل الخسائر بجانب العمل على زيادة النسخ المعروضة، لاسيما في ظل استمرار إغلاق الصالات الخليجية لفترة أطول، حيث كان المنتجين يعتمدون عليها في تعزيز إيرادات الافلام في ظل ارتفاع كلفة انتاجها.
وأوقفت الجائحة مشاريع عديدة كان يفترض أن يتم إنتاجها بميزانيات كبيرة، مع إبقاء عدة أفلام على قائمة الانتظار من بينها «العنكبوت» لأحمد السقا ومنى زكي، إضافة إلى «العارف» الذي يجمع أحمد عز مع أحمد فهمي وغيرها من الأعمال التي تنتظر شركات الإنتاج عودة الحياة لطبيعتها من أجل طرحها، علماً بأن أفلام أخرى بميزانيات محدودة حصلت على فرصة جيدة بالعرض.
المنصات الإلكترونية
وشهد عام 2020 عرض أفلام سينمائية حصرياً للمرة الأولى على المنصات الإلكترونية، وهو ما حدث مع فيلمي «الحارث» و«صاحب المقام» لآسر ياسين ويسرا، وهي الأفلام التي قررت غرفة صناعة السينما منع عرضها بالصالات السينمائية وعدم منافستها على الفوز بالترشح المصري لجائزة الأوسكار باعتبارها لم تطرح أولاً بالصالات في خطوة قوبلت بانتقادات حادة من صناعها.
بالرغم من الانتعاشة التي حققتها الدراما التليفزيونية خلال 2020 بالرغم من تأجيل مشاريع عدة نتيجة التوقف المفاجئ بذروة الموجة الاولى من فيروس كورونا إلا أن الدراما شهدت انتعاشة مرتبطة بتعدد منصات العرض والتوسع في تقديم أعمال درامية للمنصات الإلكترونية بشكل خاص وبجودة عالية، وهو ما تحقق عبر منصة شاهد في عدة تجارب مصرية وعربية منها «ليه لا»، و»اللعبة» أو عبر نتفلكس من خلال مسلسل «ما وراء الطبيعة» الذي حقق رد فعل كبير مع بداية عرضه، بجانب منصة «واتش ات» التي عرضت عدة أعمال من بينها «شديد الخطورة» لأحمد العوضي و«اسعاف يونس» وهي أعمال تنتمي للدراما القصيرة التي تقل عن 15 حلقة.
قد يهمك أيضًا:
مهرجان أسوان لأفلام المرأة يبدأ استقبال أعمال الدورة الخامسة
مهرجان الإسكندرية السينمائي يعلن أن الدورة الـ36 تحمل اسم عزت العلايلي