القاهرة ـ مصر اليوم
لعبت الصدفة دورا مؤثرا في تاريخ السينما المصرية؛ إذ أن عددا كبيرا من أدوار البطولة انتقلت من فنان إلى آخر، فالمرشح الأول للفيلم غالبا ما يعتذر عن الدور المعروض عليه، وينتقل الدور إما إلى المرشح الثاني أو الثالث، لكن بعد أن يعرض الفيلم وينجح لا يمكن أن يتصور أحد أن للفيلم بطلا آخر غير البطل الذي شاهدوه على شاشة السينما، ومن بين هؤلاء عادل إمام وأحمد زكي.
وبحسب الكاتب محمد توفيق في مؤلفه «أحمد زكي 86»، الصادر حديثا عن دار ريشة للنشر والتوزيع: «في أحد الأيام ذهب السيناريست مصطفى محرم إلى نور الشريف بقصة فيلم جديد، وبعد أن قرأ نور السيناريو شعر للوهلة الأولى أن قصة الفيلم تشبه أحلام الفتى الطائر، فاعتذر عن الفيلم وقال: الفيلم ده مكتوب لعادل إمام».
وأوضح «توفيق»: «ذهب محرم بالفيلم إلى عادل إمام، وأبدى إعجابه به لكنه اعتذر عنه، لأنه يعاني آلاما في ظهره، والدور يحتاج إلى حركات عنيفة، وظل الفيلم شهورا طويلة حائرا حتى قرر المخرج عاطف الطيب أن يذهب به إلى أحمد زكي، الذي وافق على الدور، بعد أن طلب بعض التعديلات في السيناريو، وبعد سنوات من كتابة السيناريو خرج الفيلم إلى النور وحقق نجاحا كبيرا وصار واحدا من أهم الأفلام في مسيرة أحمد زكي ، إنه فيلم الهروب».
بالطبع لا أحد يتصور لفيم «الهروب» بطلا آخر غير أحمد زكي حتى لو كان عادل إمام نفسه، لكن الطريف أنه بعد أن عرض التقى السيناريست مصطفى محرم مع عادل إمام، وسأله: «لماذا رفضت فيلم الهروب»، فأجابه: «محدش فيكم ضغط عليا عشان يقنعي بالدور؟».
ولعله أكبر مثال على ذلك فيلم «البيه البواب» الذي نشرت الصحف أن عادل إمام سيؤدي بطولته، لكن قبل أيام من تصويره اعتذر الزعيم، وذهب الفيلم إلى أحمد زكي بنفس السيناريو، وبمجموعة الممثلين ذاتها، لكن الآن يصعب تصور أداء عادل إمام في هذا الدور».
ويوضح محمد توفيق: «بالطبع لم تكن الأدوار تذهب فقط من عادل إلى أحمد زكي لكن هناك أدوار حدث فيها العكس، فقبل عدة سنوات كان أحمد زكي المرشح الأول لبطولة فيلم الحريف، فعندما عرضه محمد خان على الأخير وافق وتحمس له، لكن بعد أيام حدث خلافا بين أحمد وخان وذهب أحمد زكي للاشتراك في فيلم آخر هو النمر الأسود، يومها قرر خان أن يرد على ما فعله أحمد بأن يذهب بفيلمه إلى عادل إمام الذي وافق على بطولة الفيلم».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :