غرام في الكرنك

أثار عرض مسلسل "غراند أوتيل" رمضان قبل الماضي الكثير من التساؤلات عن دور الفن في دعم السياحة، حيث تم تصوير المسلسل في مدينة أسوان الخالدة، وجاء على عكس الكثير من الأعمال الفنية ليسلط الضوء على مواطن الجمال، بدلا من التركيز على العشوائيات والأماكن المتسخة، ليثار سؤال مهم عن دور الفن في تجميل الواقع وتسليط الضوء على المناطق الجميلة في مصر.

وفي البداية قال المخرج إسماعيل جمال إن السينما قديما كانت دائما تبرز جماليات الشوارع المصرية من خلال مجموعة من الأغاني التي كانت تصور على الطرقات وفي الشوارع، ويكفي أن تكون بداية فيلم "غزل البنات" للفنان الراحل الكبير أنور وجدي كانت أغنية للفنانة ليلى مراد وهي على الجواد وحولها شجر وبساتين، موضحا أن فترة أفلام المقاولات جعلت التصوير دائما في أماكن مغلقة واختفت جماليات السينما في تصوير المناظر الطبيعية.

في حين أوضح الكاتب الصحافي محمد عزيز أن السينما في العصر الحديث افتقدت لإظهار المناظر الطبيعية في مصر، فأغلب الأفلام تكون "أكشن" أو بلطجة حتى عندما تحاول السينما إظهار الأماكن الشعبية تظهرها بشكل مشوه، أما الفنان ماجد المصري فقال أن السينما افتقدت فعلا لإبراز معالم مصر، فقديما كنا نرى أفلاما جميلة تصور في الأقصر وفي وسط المعابد، مثل أفلام "غرام في الكرنك" و"عروس النيل"، أما الأن فأصبح المنتج ينظر إلى المكسب فقط، ورغم أننا كنا رواد في صناعة السينما وعلمنا دول كبرى الآن في السينما مثل الهند، إلا أن الهند تفوقت في التصوير في الأماكن الطبيعية حتى في مسلسلاتها.

وتحدثت في نفس الأمر الفنانة الكبيرة سميحة أيوب قائلة إن السينما عليها أن تقدم مصر بشوارعها النظيفة وأماكنها السياحية الرائعة، فالفن دائما سفيرا للدولة التي يظهر فيها، وعلى المنتجين أن يدركوا أن عليهم دورًا في إظهار مصر بالصورة اللائقة في أفلامهم، فقديما كان الفيلم له مضمون ورغم ذلك كان المخرج يبحث عن مناظر جميلة تجذب العين، ويكفي أنه حتى الآن الناس تتذكر صخرة ليلى مراد في مرسى مطروح في فيلم "شاطئ الغرام".