تزامن كأس العالم مع الموسم الرمضانيّ يقلق شركات الإنتاج

ارتبك سوق الدراما المصريّة هذا العام، وسط مخاوف المنتجين من تصوير مسلسلاتهم، لاسيما أنَّ عرض مباريات كأس العالم سيتزامن مع مطلع شهر رمضان، فضلاً عن تأخر بعض القنوات الفضائية في سداد مستحقات شركات الإنتاج، والوضع السياسي الراهن. وانسحب بعض المنتجين من السباق الدرامي هذا العام، منهم المنتج أحمد الجابري، وذلك نظرًا لضعف السيولة المادية لديه، عقب تأخر أصحاب القنوات الفضائية في سداد مستحقاته عن المسلسلات التي تمّ تسويقها.
وأعلن المنتج محمد فوزي عن دخوله الموسم الدرامي الرمضاني عبر المشاركة في إنتاج مسلسل "إكسلانس"، للنجم أحمد عز، فضلاً عن أربعة مسلسلات، لم تعرض العام الماضي، منها "مولد وصاحبه غايب" للنجمة هيفاء وهبي، ومسلسل "كيكا عالعالي"، ومسلسل "سلسال الدم".
وأوضح صاحب شركة "فاين آرت" المنتج المصري عادل المغربي أنَّ "سبب ارتباك الشركات، وتأخر بعضها في تصوير المسلسلات يرجع إلى عوامل عدة، منها الأحداث السياسية، والتي تؤثر بشكل كبير على العمل الفني، من حيث التسويق، فهناك بعض المنتجين انسحبو بالفعل أثناء الأحداث السياسية، التي مرت بها البلاد في الفترة الماضية".
وأشار المغربي إلى أنَّ "توقيت إذاعة مباريات كأس العالم، الذي يتزامن مع حلول شهر رمضان، سيؤثر على المنتجين والفضائيات، لأنه سيتقاسم معهم كعكة الإعلانات، فضلاً عن أنّ بعض الفضائيات تتلاعب بالمنتجين هذا العام، لاسيما الذين لم يحصلو على باقي مستحقاتهم عن أعمال تمّ عرضها، من العام الماضي وقبل الماضي".
ويرى المنتج المصري طارق الجنايني أنّ "هناك حال من الخوف لدى بعض الشركات، لأن لديها مسلسلات تكلفتها مرتفعة جدًا، فعلى سبيل المثال مسلسل النجم عادل إمام يعادل أربعة مسلسلات تقريبًا، وكذلك مسلسلي أحمد عز، وتامر حسني، حيث تعادل أجورهم ثمن إنتاج عملين، لذا أصبحت نظرة المنتجين تختلف لمسلسلات النجوم، لأن البطل الحقيقي ليس النجم، وإنما السيناريو المعروض".
لفت إلى أنّ "العام الماضي عرف تسويق مسلسلات لنجوم بمبالغ كبيرة، ولكنها لم تحقق نسب مشاهدة، أو حتى نسب نجاح"، وأضاف أنّ "المعروض أقل من المطلوب، والتكلفة عالية"، مؤكّدًا أنّ "كأس العالم لن يؤثر بشكل ملحوظ على القنوات الفضائية، لأن المباريات ستعرض على قنوات مشفرة، وهذا لن يؤثر على المنتج المصري، وإنما سيؤثر على المنتج الخليجي"، هو ما اتفق معه فيه المنتج المصري أحمد عبدالعزيز
 وبدوره، أكّد المخرج أحمد شفيق أنّ الشركات الإنتاجية هذا العام تعاني من نقص في السيولة المالية، لعدم حصولها على باقي مستحقاتها من العام الماضي، ما جعلها تقف في منتصف الطريق، وتؤجل تصوير إي عمل لديها، لحين الحصول على أي مبالغ من مستحقاتها، بغية ضمان استكمال المسلسل الموجود لديها، مبيّنًا أنّ "هناك اختلاف كبير بين مشاهد مباريات كأس العالم وجمهور المسلسلات الدرامية، ولذا لن يؤثر التزامن بين الحدثين".
واعتبر المخرج عبدالعزيز حشاد أنَّ "كأس العالم سيؤثر على المسلسلات ذات التكلفة العالية، لأنها تعتمد بشكل أساسي على الإعلانات، ما تسبب في الارتباك لدى المنتج وصاحب القناة الفضائية، الذي يصعب عليه شراء مسلسل ذو تكلفة عالية، وهو ما سينهيه وجود موسم درامي خارج رمضان".
وتتفق مع حشاد النجمة إلهام شاهين، والتي ترى أنّ "وجود سوق درامي بعيد عن رمضان سيعطي فرصة جيدة للمشاهد، فضلاً عن أن المنتج سيسهل عليه مهمة تسويق العمل الدرامي بعيدًا عن الزحام الشديد الموجود في رمضان، والذي يجعل المنتج قلق بشأن تسويق مسلسله"، لافتة إلى أنها تنوي دخول عمل درامي سيعرض خارج رمضان.
أما الفنانة شيري عادل، التي بدأت تصوير دورها في مسلسل "فرق توقيت"، ترى أن الارتباك لدى بعض المنتجين بدأ يختفي بشكل تدريجي، فهناك أعمال درامية بدأت التصوير، وفي أماكن ذات تكلفة مرتفعة، مشيرة إلى أنّ "هذا العام سيشهد منافسة قوية، لوجود عدد كبير من النجوم".