الزي النسائي الجزائري "الحايك"

يتميّز اللباس التقليدي الجزائري "العجار والحايك" بحضور قوي في المعارض الدولية، لأنه يتوفرعلى عادات  تعبّر عن انتماءات هذا الشعب، كما يعتبر الزي التقليدي مرآة عاكسة وجزءًا لا يتجزأ من هوية صاحبه، ودليل ثقافته وانتمائه.
وأفقدت التغيرات أو اللمسات الجديدة، التي تهدف إلى عصرنة اللباس التقليدي، نكهته ووجهه الحقيقي، لاسيما أنّه كان يمثّل جهاد المرأة الجزائرية، وذلك عقب دخول العباية الخليجية، والقشابية المغاربية، والحجاب التركي، إلى العادات المجتمعيّة الجزائريّة، فقد أصبحت النساء ترتدينه، راميات " العجار والحايك" عرض الحائط، ومع مرور الزمن أصبحنا لا نرى صورة النساء الجزائريات اللواتي يرتدين "الحايك"، أو ما يعرف بـ" الملحفة" أو "الكسا".
ويعتبر "الحايك والعجار" رمزًا للسترة والحشمة في زمن مضى، حيث يظهر لنا أنَّ اللباس يمثل في كل المجتمعات المرآة العاكسة للحالة الاقتصادية والثقافية للمجتمع، يبيّن من خلالها أيضًا الوضعية الاجتماعية، وعلاقتها بعادات وتقاليد الأجداد، التي لا يمكن أن ننسلخ منها، أو نتغاضى عنها، ونتركها تزول بزوال الأجداد.
ويعرض "الحايك والعجار" ما تنتجه أنامل الفتيات الجزائريات من خياطة وتطريز، لتحضير حاجيات عرسها، وتخصّص لذلك أفخم الملابس، وأغلاها ثمنًا، للأعراس والحفلات العائلية والمناسبات الدينية، والتي تحافظ المرأة عليها مدى حياتها، حتى أنها تنقله إلى بناتها وحفيداتها.
وتأثرت المرأة الجزائرية بلباس المرأة التركية، لتظهر بمظهرها وأناقتها، حيث لبست القفطان والصدرية، والسروال العريض، والبسترة "الفولمة"، والوشاح، وسترة الرأس "البنيقة"، التي تنجز بأقمشة غالية ونادرة، وتطرّز بزخارف مختلفة، وتزين في بعض الحالات بقطع ونجوم، أصبحت تغيب في الشارع الجزائري، على الرغم من أنَّ "الحايك" أو "العجار"، وهو قطعة عريضة منسوجة من خيوط الصوف الرقيقة بيضاء اللون، تغطي المرأة بها وجهها، كانت تعدُّ رمزًا للحشمة، وتحافظ على جمال المرأة.
ولا يقتصر ارتداء "الحايك" على النسوة فقط، بل للعروس الجزائرية نصيب من ذلك في حفل زفافها، كزي تقليدي، مثله مثل باقي الأزياء الأخرى، حيث يرمز لأصالة وأناقة المرأة الجزائرية، ومن ثم تحتفظ به في جهازها، ولا تستعمله مرة أخرى، وأكثر أنواعه انتشارًا وجودة هو "الحايك العاصمي"، المعروف بـ"حايك المرمة"، الذي ينسج من الحرير الخالص، وهو شديد البياض، وترتديه العروس يوم خروجها من بيت والدها متوجهة نحو بيت زوجها، كرمز للنقاء والطهارة، كما انه بمثابة لباس يسترها عن أعين الرجال أثناء خروجها.
 وترتدي النسوة "الحايك العادي" بصورة يوميّة، أثناء خروجها للتسوق، أو إلى الجيران، والأقارب، أو العرس، وغيرها من المناسبات.