الموضة الباريسية

يقع البعض فريسة لنمط الأزياء الباريسية، ومن ضمنهم العديد من المدونات اللائي كتبن العديد من المدونات والكتب عن الأزياء الفرنسية وكيف تبدو المرأة أنيقة ومتألقة بها، ومن ضمن هذه المدونات: "كيف تصبحين باريسية"، و"كيف تبدين أنيقة وشيك نصائح من امرأة فرنسية لعام 2013"، و"نصائح من امرأة فرنسية" في عام 2012، و"دليل الأزياء الباريسية لعام 2011" من قبل المدونة إيني دو لا فريسانغ، وأخيرًا كتاب "النمط والحياة" من قبل مصورة أزياء الشارع التي تحولت إلى مدونة غارانس دوري.

وتعتبر زاوية المعرفة لدى "دوري" في هذا المجال جيدة ومحبوبة وشاملة، وتخلو من الهراء النمطي بشكل أساسي، فهي تتميز بآرائها الخاصة عن الأزياء كما أنها مسلية للغاية، ولكنها في الفترات الأخيرة بدأت تمتنع عن إثارة المزيد من الصخب حول الإطلالة الباريسية، وذلك لأنها عاشت في نيويورك على مدى الأعوام الخمسة الماضية، واعترفت بحرية أنها استفادت من نمط الأزياء لهذه المدينة، كما أنها تعتبر سعي الأحياء الراقية في نيويورك وخصوصًا مانهاتن، إلى تحقيق الكمال فيما يتعلق بنمط الأزياء بأنه نوع من التأثر بنهج عدم التدخل في الأزياء الباريسية.

وأفادت "دوري" في مدونتها: "تشتهر المرأة في عالم الأزياء في نيويورك بأنها نحيلة، ولكنها نحيلة على نمط نيويورك أي أنها تقترب من حافة السمنة، فعلى سبيل المثال كنت أتصرف كأني امرأة باريسية على طاولة سكان نيويورك، كنت أتناول قطعة صغيرة من الخبز مع كوب نبيذ وحلوى، ثم يسألوني عن السر في الحفاظ على رشاقتي، ثم بدأت في الاستسلام لوسائل الراحة في حياة نيويورك، مثل تناول الطعام في الخارج، أو طلب الطعام عن طريق خدمة التوصيل، وعدم الطهي نهائيًا، وركوب سيارات الأجرة واستخدام المصاعد، وشرب اللاتيه، وتناول وجبات خفيفة في أي وقت من اليوم، وكانت النتيجة أني اكتسبت وزنًا زائدًا كما لم أفعل من قبل".

وساعدت رؤيتها العالمية على جعل كتابها جديدًا وفريدًا، وتطرقت إلى ثقافة الشكر في نيويورك، قائلة: "تعتبر ثقافة الشكر في نيويورك مهمة للغاية، وتحدث بطرق عدة إما عن طريق إرسال باقة من الورود ويجب أن ترد بباقة زهور مثلها، أو أن تتلقى رسالة شكر على رسالة شكر أخرى أو رسالة عبر البريد الإلكتروني، هكذا تسير الأمور في نيويورك ولست متأكدة من وجود ثقافة الشكر هذه في باريس، ولكني لا أتذكر أني تلقيت الشكر بهذه الطريقة من قبل".

وبالنسبة لـ"دوري" تعتبر الأخلاق جزءًا من عالم الأزياء أيضًا، والذي يثبت بالفعل أنها مواطنة عالمية، فبالنسبة إلى الكاتبات الأربع اللائي تعاون على طرح كتاب "كيف تبدين باريسية" العام الماضي، فإن الأخلاق والتصرفات الباريسية هي عبارة عن شبكة معقدة للغاية من التصرفات العصبية والمتوترة لبلوغ الكمال، وهو الأمر الذي يتضح في عروض أزياء "سان لوران" أو "شانيل"، كما أن النمط الباريسي لا يتسم بالعالمية عند عرض الإكسسوارات، وإذا كانت المرأة لديها مستوى ضعيف من الجرأة والهوس الذاتي بالأزياء، فإن الكتاب سينتزع منها هذه الفكرة، وستجد نفسها تستقي بعض النصائح الجيدة للحصول على إطلالة باريسية أنيقة.

ومن ناحية أخرى تعتبر نصائح إيني دي لا فيسناغ رائعة وعملية للغاية، فهي تعشق النمط الإنجليزي مما يخفف من حدة التذلل الثقافي للأزياء الفرنسية الذي يمكن إغفاله، فهي تجمع بين روح الدعابة وخفة الظل، مع نصائح لا تنضب للحصول على إطلالة أنيقة، التي قد تبدو مسرفة ولكن مدهشة على طريقة المرأة الفرنسية، وتمكن دليلها للأزياء الفرنسية من بيع ملايين النسخ في عام 2011.

وتوجد العديد من الإسقاطات في القرن الـ 21 ، ويشير الكاتب "مانتيل" قائلًا: "تحسد المرأة الإنجليزية حتى الآن المرأة الفرنسية على طريقة ارتدائها للأزياء، التي تتميز بنوع من الهوس الذاتي بالأناقة الذي لا يمكن تحديده أو تقليده".

وتعتبر الكثير من المعلومات الواردة عن الأزياء والمرأة الفرنسية مجرد ثرثرة، ويميل للحديث بصورة نمطية محلية، يستغلها بقية العالم، وفي حالة هيمنة فكرة الجمال الصناعي الفج، فإن فكرة الأزياء الفرنسية المتفردة الخيالية المصقولة، ستكون أكثر أهمية من أي وقت مضى، وليس فقط بالنسبة العالم الخارجي، ولكن إلى الفرنسيين أنفسهم.