دور الأزياء تعتمد على ورق الحائط

طرحت تقارير صحافية أبرز طرق تنسيق الأزياء من خلال طباعة ورق الحائط، إذ يمكن مشاهدة نمط ورق الحائط العتيق الذي ابتكره مصمم الأثاث، ويليام موريس، والاستمتاع بعطلة سعيدة في الممر المغطى بأوراق الحائط بنمط أوراق الموز في فندق"بيفرلي هيلز"، وعندها يمكن بالتأكيد لأي شخص تحديد النفور الذي شعرت به بطلة قصة الأديبة، شارلوت بيركنز غيلمان، "القصيرة" عندما حدقت في ورق الحائط الأصفر بعد أن عزلها زوجها الطبيب طوال الصيف، وأكّدت "اللون بشع ومثير للغضب ويعذبني بما فيه الكفاية".

وأثار ورق الحائط جنون المؤلف المسرحي، أوسكار وايلد عندما ظل في إحدى الغرف في فندق شعبي في باريس في تشرين الثاني / نوفمبر عام 1900، وبيّن "أنا وخلفية الغرفة نتبارز حتى الموت، أحدنا عليه الذهاب، ولكن الجدران فازت في النهاية". ثم توفي وايلد في نهاية المطاف بعدوى الأذن التي انتشرت إلى الدماغ.

واختلفت الآراء دائمًا حول ورق الحائط، الذي ظهر للمرة الأولى في إنكلترا في أواخر القرن الـ16، عندما أصبح السقف في كلية المسيح في جامعة كمبريدج، مغطى بورق حائط مع نمط الرمان الإيطالي، حيث كان يُنظر إليه في البداية باعتباره وسيلة معقولة لتكرار شكلي من الأقمشة، وبدأت أوراق الحائط تنتشر وتكتسب شعبية كسلعة فاخرة في عام 1700، وعند حلول القرن الـ19 أصبح التصميم الذي يتخلله ورق الحائط نوعًا من التظاهر السطحي.

وأصبح الورق من العناصر المهمة في منازل الأسر من الطبقة العاملة، ثم أصبح غير عصري على الإطلاق، وبقي على هذا النحو، مع تطبيق أزراق الحائط من علامة "Elephant's Breath" و"Parson's Grey" والمئات من طرق تطبيق أوراق الحائط الأخرى.

وفي نهاية الأمر، انتقل نمط أوراق الحائط إلى عالم الأزياء، إذ شهدت منصات عروص الأزياء لخريف وشتاء 2015 اكتساح الأزياء بطباعة أوراق الحائط، على منصات أشهر المصممين مثل درايز فان نوتن، وإميليا ويكستيد وأليساندرو ميشيل من علامة "غوتشي" الشهيرة.

كما كانت الخلفية من أوراق الحائط العتيقة هي مفتاح تصميم عرض العلامة "إيريم" لأزياء الخريف، حيث استعاد تصميم أوراق الحائط بطباعة الأزهار التي كان يتميز بها " ساندرسون" لخلق أجواء متقلبة تستطيع أن تنطلق فيها عارضات الأزياء بفساتين، بنمط طباعة الجواهر الملونة، والزخرفة الصينية التي كانت تحتل الصدارة، بينما جاء عرض أزياء المصممة ماري كاترانتوز للخريف، ليضم الفساتين والمعاطف بطباعات دمشقية وكذلك تمصميم الأزهار على نمط القرن الـ19، فضلاً عن وجود أزياء بنمط جدران الحائط المطرزة بأشكال الحقبة الجميلة.

وفي عروض أزياء العلامتين "جي كرو" و "فوغ" للاحتفال بـ"أسبوع الموضة" في لندن، حيث عقد المهرجان مقر السفير الأميركي في أيلول/ سبتمبر، تحدث الجميع عن نمط الأزياء بطباعة الزخرفة الصينية باللون الأخضر والتي تستمد لونها من الزرنيخ، أما في عرض أزياء ميلانو فكانت الأزياء كلها مصممة على نمط أوراق الحائط لغرفة معيشة حيوية.

واعتبرت محررة أخبار "الموضة"، في ميلانو، نفسها منحازة إلى ارتداء طباعة أوراق الحائط،  لدرجة أنها أصدرت خط أزياء من الفساتين الحريرية التي تعود إلى نمط السبعينات من القرن المنصرم، وتطرح 7 فساتين من هذا النمط للبيع عبر مواقع الإنترنت.