باريس ـ مصر اليوم
تعدّ 30Avenue Montaigne قلب ديور النابض.. مسقط رأس مجموعة لا متناهية من إبداعات Monsieur Christian Dior الرائعة، وخليّة تعجّ بالحركة والخلق والأيادي المبدعة.تُحاول Maria Grazia Chiuri، المديرة الإبداعيّة للدار الفرنسيّة دائما أن تتعرّف عن قرب إلى السيّد ديور الراحل من خلال الغوص إلى أعماق أرشيفه والأماكن المفضّلة لديه، واختارت لمجموعة Dior للخياطة الراقية لخريف 2019، أن تتعاون مع الفنّانة السرياليّة، الكاتبة والناشطة النسائية Penny Slinger لاستكشاف المعاني الخفيّة الكامنة في منزل السيّد ديور في 30Avenue Montaigne: "وكأنّ الطبيعة تغلغلت إلى هذا المنزل".
وتحمل مجموعة الخياطة الراقية لخريف 2019 التي اتّخذت بلدة 30 Avenue Montaigne منصّة عرضٍ لها، أفكارا وأبعادا هندسيّة. المرأة لطالما كانت مصدر وحي وإلهام في الهندسة المعماريّة، حتّى إنّ العديد من التماثيل والزخرفات في العمارات الإغريقيّة والرومانيّة تأتي على شكل امرأة كتعبير مجازي عن دورها في المجتمع والهندسة.
ابتكرت الفنّانة Penny Slinger السينوغرافيا الخاصّة بالعرض، والإطلالات انطلقت بلوحة ألوان غلب عليها الأسود والرماديّ الداكن. العرض افتتح بلوك باللون الأبيض تزيّن بعبارة: هل الملابس عصريّة؟" عنوان لمعرض Bernard Rudofsky في العام 1944. أمّا البزّات فكان لها الحصّة الأكبر في اللوكات التي تلت.
أقرأ أيضًا:
الإطلالة الثانية لأيقونة السينما مونيكا بيلوتشي في "كان"
قدّمتهاMaria Grazia Chiuri بطابع مينيماليّ ومبتكر يحاكي المرأة العصريّة، فرأينا سترة الـBar الأيقونيّة للدار بحلّة متجدّدة؛ تارةً ذات جيب متعدّدة وطوراً على شكل فستان متوسّط الطول، ولفتتنا السراويل الواسعة التي اكتملت بجَيب كبير من كل جهة، الحزام برز حول منطقة الخصر في معظم اللوكات أمّا في تلك الإطلالات التي خلت من هذا الإكسسوار، فأتى التلاعب بالقماش على شكل ملتف عند الوسط.
رافق الأسلوب الذكوريّ النصف الأوّل من العرض. المينامليّة تقابلت مع نفحة تطرّف في بعض اللوكات التي حملت الطابع الإغريقيّ بتفاصيلها (الصورة رقم 9 و12). أحببنا استخدام الأقمشة الشفّافة وأقمشة الشبك التي اقترنت بمعظم التصاميم عند منطقة الأكتاف والصدر. كذلك، لفتتنا الحرفيّة اليدويّة العالية التي برزت في الزخرفة وشراشيب الصوف والجلد (الصورة رقم 4 و7). الكاب برز في أكثر من لوك وكذلك المعطف الطويل المنسدل الذي أكثر ما لفتنا بقماش البروكاد في اللوك رقم 32.
غلبت الفساتين على النصف الثاني من المجموعة، والتصاميم ذات الكتف الواحد كانت بارزة بوضوح. التول رافق أكثر من موديل والريش زيّن بعض الإطلالات، أمّا أكثر ما استحوذ على انتباهنا فكانت الإطلالة التي اختصرت مقرّ السيّد ديور بحذافيره فكانت مجسّدا مصغرا عنه، وبالنسبة إلى الإكسسوارات، أوشحة الرأس الشبكيّة كمّلت الإطلالات، الأقراط أتت غير متجانسة، لفتنا التشوكر الذهبيّ العريض والقلائد على أشكال الحيوانات وتحديداً الخنفساء. الصنادل أتت مسطّحة ذات رباط رفيع التفّ حول الساق وقد وقعنا في غرام تلك الأحذية الطويلة المروّسة الرأس التي أكدّت على الإبداع المتقن بقماشها الشفّاف والريش التطاير منها.
وقد يهمك أيضًا: