عبوات العطر الأثرية التي انقرض بعضها في مزاد “أونغان”

يتبقى في القارورة إذا نفد عطرها ورحلت صاحبتها، الذكرى وتاريخ أنامل صنعت من الكريستال تحفاً منحوتة عابرة للزمن، لذلك يحتفل الفرنسيون، بشكل دوري، بذلك الإرث ويتناقلونه جيلاً بعد جيل، ليس لقيمته المادية كقطع فنية فحسب، بل لأنه “من رائحة” الأمهات والجدات، وتباع، اليوم، في مزاد “أونغان”، ضاحية باريس، مجموعة من عبوات العطر النادرة التي انقرض بعضها وبقي البعض الآخر يواصل اجتذاب نساء العالم، منذ 100 عام حتى اليوم.

ويوجد في المزاد قطع تحمل تواقيع مشاهير الحرفيين ونحاتي الزجاج والكريستال، ويبرز اسم “لاليك” على أكثر من قارورة أثرية، ما زالت تحتفظ بقيمة مادية تتضاعف مع مرور السنوات، لكن ما يلفت النظر، بشكل خاص، هو الأسماء التي كان العطّارون يجتهدون لإطلاقها على خلاصاتهم الجديدة، فلكل عصر أذواقه، وإذا كانت شابات اليوم تقتنين عطوراً تحمل أسماء “بويزون” أي سمّ، و”تومبيت” أي عاصفة، و”ليوبارد” أي فهدة، أو “بيزيه فوليه” أي قبلة مسروقة، فإن جداتهن عشن الزمن الرومانسي واجتذبتهن عطور من نوع “سوار دو باري” أي ليل باريس، و”فيوليه” أي بنفسج، و”ريف دور” أي حلم ذهبي، و”بال آ فيرساي” أي حفل راقص في قصر فيرساي، "من أين جاءت هذه المجموعة التي يزيد عددها على 100 قارورة، ومعها قطع من التحف والجواهر؟ من هي صاحبتها ولماذا قررت، هي أو ورثتها، التخلي عنها؟"

ويتكتم منظمو المزاد على مصدر القطع المعروضة للبيع ويكتفون بالقول إنها تعود للسيدة “إكس”، وتضم قناني من أشهر العطور التاريخية التي يعود بعضها إلى أوائل القرن الماضي، مثل “باتو” و”غيرلان” و”نينا ريتشي” و”فيليكس ميو” و”شانيل” و”كارون” و”ليدز”، وقد تولى الخبير مارتان هاتنبرغ التأكد من أصليتها وتقدير الثمن المطلوب في كل منها، ونجد بين مصممي و”نحاتي” هذه القوارير أسماء بارزة مثل جورج شوفالييه والصناع المهرة لدى كريستال “باكاراه”، منحوا الزجاج ألواناً متعددة وطوّعوه في انحناءات وتعشيقات نباتية، مع أغطية على أشكال طيور ترفرف بأجنحتها، من يصدق أن قارورة عتيقة خالية من أي عطر يمكن أن تباع بعدة ألاف الدولارات.