"الاندبدنت" تكشف تفاصيل الاعتداءات على عارضات الأزياء في "بالينسياغا"

أعلنت دار الأزياء الفرنسية، "بالينسياغا"، قطع علاقتها مع مسؤولي اختيار عارضات الأزياء، رامي فيرنانديز، ومايدا غريغوري بوينا، على خلفية اتهامات بارتكابهما سلسة من الاعتداءات في حق عارضات الأزياء.

ووفقًا لما نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، كشف أحد المسؤولين عن منصات العرض، جيمس سكالي، عما وصفه بالمعاملة "السادية والوحشية" من قبل بوينا وفيرنانديز أثناء مرحلة اختيار عارضات الأزياء، وقال سكالي، عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "أنستغرام"، إنهما "جعلوا أكثر من 150 فتاة ينتظرن عند مدخل السلالم المظلم لأكثر من 3 ساعات حتى تتم مقابلتهن، في حين كان فيرنانديز وبوينا يأكلان وجبة الغذاء".

وأضاف سكالي: "شعرتُ بالانزعاج عندما أخبرتني عدد من الفتيات هذا الصباح، بأن فيرناديز وبوينا ارتكبا سلسة من الاعتداء؛ إذ أجروا اختبارًا لاختيار عارضات الأزياء بالأمس وأجبروا فيه أكثر من 150 فتاة على الانتظار عند مدخل السلالم في ظلام دامس، جعلوهن ينتظرن لأكثر من 3 ساعات وطلبوا منهن عدم مغادرة أماكنهن".

وتابع: "في عروض الأزياء المعتادة يقوم الحُكام بإغلاق الأبواب والذهاب لتناول الغداء ثم يطفئون الأنوار تاركين عارضات الأزياء في ظلام دامس، لم يكن هذا الأمر ساديًا ووحشيًا فقط بل كان خطيرًا أيضًا، حيث جعلت هذه الأمور العديد من الفتيات يشعرن الصدمة".

ومن جانبها، نفت بوينا اتهامات سكالي، الذي ادعى أن الماركات العالمية الأخرى، بما فيها دار أزياء "لانفين"، لا تريد اختيار عارضات أزياء ملونات، فضلاً عن اختيار عارضات الأزياء في سن القصر، وتزامنًا مع طرح مجموعة "لانفين" لخريف وربيع العام المقبل، يوم الأربعاء الماضي، نفت مصممة الأزياء بالدار، بشري جرار، مزاعم سكالي، مشددة على أن هذه المزاعم "مشينة لدور الأزياء لأنها عنصرية".

وأضافت: "عما يتكلمون؟ إن غرف الملابس لدينا مترعة بفتيات من مختلف الأجناس. وفي الحقيقة، لا توجد عارضات أزياء فرنسيات بين هؤلاء الفتيات"، ولاقي منشور سكالي على "انستغرام" انتشارًا واسعًا بين عشرات من خبراء عالم الموضة والأزياء، حيث وصلت عدد الإعجابات إلى سبعة آلاف، بينما بلغت التعليقات نحو ألف تعليقًا، أبرزهم من عارضات أزياء مثل جولي هومانس، وديلون، وليومي أندرسون، وجوان سمولز، وهيلينا كريستنسن التي أشادت "بشجاعة وصراحة" سكالي.

وسرعان ما استجابت "بالينسياغا"، المملوكة لشركة "كيرنغ" الفرنسية القابضة، لاتهامات سكالي، وقالت في بيان لها إنها أجرت "تغييرات جذرية" في عمليات اختيار عارضات الأزياء وتوقفت عن التعامل مع وكالة العروض الحالية. بالإضافة إلى أن الماركة الفرنسية أرسلت اعتذارات خطية لوكالات العارضات اللواتي تأثرن بهذا الوضع، وطلبت منهن المشاركة في العروض.

وأكدت أنها تدين هذا الحادث وسوف تظل ملتزمة "التزامًا عميقًا" بتأمين ظروف عمل أكثر احترامًا للعارضات، وقال سيدرك شاربيت، العضو المنتدب لـ"بالينسياغا"، في رسالة إلكترونية لمجلة "بيزنس أوف فاشون"، إن دار الأزياء الفرنسية أخذت هذه المسألة على محمل الجد، قائلاً: "ذكرت جميع الأشخاص بالداخل أن هذه الانتهاكات ليست من شيم الدار ولا يمكن أن تحدث أبدًا".

وأضاف: "من الآن وصاعدًا سوف نجري اختبارات عارضات الأزياء في غرف عروضنا الخاصة كما كنا نفعل دائمًا في المواسم السابقة"، لكن غريغوري بوينا قد قلبت جميع الموازين بشكل مفاجئ، عندما نفت اتهامات سكالي في تصريح لها لـ"بيزنس أوف فاشون"، حيث قالت: "من المهم التصدي لانتشار الشائعات ووضع جميع الأمور في نصابها الصحيح".

وأوضحت أن "عارضات الأزياء لم تنتظر ثلاث ساعات في الظلام الدامس، ولا حتى ساعة واحدة. لقد تناولنا الغذاء في وكالة العروض وبالتأكيد لم نجعل العارضات تقف على السلالم وأطفئنا الأضواء، فهذا أمر غير إنساني من دون شك"، وأشارت إلى أنه خلال عملية اختيار العارضات قدمت وكالة العروض للعارضات أماكن إقامة مريحة للغاية.

ودخلت عارضة الأزياء العالمية، إيدي شامبل، في هذه المعرضة، بيد أنها كشفت عن عدم اندهاشها من الاتهامات التي وجهها سكالي، ففي تصريح لها بصحيفة "الغارديان" البريطانية، قالت إن تلك الاتهامات ليست الأكثر صدمة بالنسبة لها.

وأضافت: "المشكلة في الموضة أنها صناعة غير رسمية للغاية، لذا من السهل أن يتم تجاوز الحدود وأن يتصرف الأشخاص بسلوك ليس مسموح في أي بيئة عمل أخرى"، ومضت بقولها: "هو عالم منغلق على نفسه أيضًا، فإذا تكلم أحدٌ ما فسيواجه تهديدات خطيرة تتعلق بمستقبله المهني، لذا فإن ما فعله جيمس سكالي شجاعًا للغاية وينبغي أن نقف له احترامًا".