من تصاميم دار أزياء "فيتيمنز"

عندما تزور سوق ليسنوي للسلع الرخيصة، في عاصمة كييف الأوكرانية، ستجد معطفًا من الفراء يتدلى من السقف المغطى بالجليد، هذا المعطف أشبه بالمعاطف التي طرحتها دار أزياء "فيتيمنز" ضمن تشكيلة ربيع وصيف 2017، في الكاتدرائية الأميركية في العاصمة باريس.

بجانب هذا المعطف، ستجد معاطف أخرى معلقة منها المبطنة والفضفاضة، وملابس رياضية، وبعض ملابس الماركات العالمية المهربة، وبعض أقمشة الدنيم الباهتة والتي راح لونها. وجميع هذه الملابس هي التي اقتمحت بها الدول الروسية-بعد انهيار الاتحاد السوفيتي-عالم الموضة والأزياء المعاصر.

وقد لا يعتبر "الشرق الجديد"، الذي يضم روسيا وجورجيا وأوكرانيا، بمثابة أحد معاقل الموضة في الوقت الراهن، إلا أنه خلال العام الماضي تقريبًا، تصدر مصممو "الشرق الجديد" وعارضات أزيائه ساحة الموضة والأزياء بشكل أكثر من الطبيعي والمعتاد.

أحد أشهر مصممي الأزياء في "الشرق الجديد" هو الفنان ديمنا جوفاسيليا من جورجيا الشهير بـ"الفتى الذهبي"، والذي ترعرع منذ نعومة أظافره في أوكرانيا، وهو الآن بصدد إحداث ثورة على الروح التقليدية المتفشية في دار أزياء "بالينكياغا" الفرنسية، ناهيك عن أنه كبير مصممي دار أزياء "فيتيمنز".

وإذا عرجنا على روسيا الاتحادية سنجد أن اسم ماركة الملابس "جوشا روبشنسكي" ذائع الصيت هناك كونها الماركة الوحيدة التي تتربع على عرش على أزياء الشارع، في حين أن المصممة الأوكرانية "آنا كيه" أحد أشهر الأسماء بين مجموعة كاردشيان.

ومع ذلك، بينما حقق "جوفاسيليا" و"روبشنسكي" نجاحًا عالميًا منقطع النظر في تسعينات القرن الماضي، إلا أن هناك العديد من مصممي أزياء "الشرق الجديد" الذين لم يحققوا شهرة محلية بعد.

إن سوق ليسنوي هو المكان الأمثل لمعرفة الكثير عن الموضة الأوكرانية، فهو مرتع لمصممي وعارضات أزياء كييف فضلاً عن المصورين ومصممي تسريحات الشعر، فهو بمثابة جيل جديد يعكف على إعادة إحياء صيحات التسعينات الشبابية. فبالنسبة إليهم تعتبر تداعيات انهيار الاتحاد السوفيتي من الفساد مرورًا بالفوضى الاقتصادية وحرب أوكرانيا المشتعلة التي أسفرت عن مقتل تسعة آلاف شخصًا، كلها أمور واقعية وتكشف عن جوانب جمالية أيضًا.

وبالنسبة للمصمم الشاب والناشئ، "ستاس سولكيبر"، فكل تداعيات انهيار الاتحاد السوفيتي ما هي إلا Mood Board وترجمتها "لوحة مزج الأفكار"، وهي لوحة يضع فيها المصمم النقاط الأساسية لعمل التصميمات. حيث يقول وهو مرتدي تي شيرت فرق "الميتال" وسروال جينز مرتفع الخصر: "أصدقائي والقصص الجنسية والجنس القديم، كلها أشياء مشتركة لدينا في عالم ما بعد الاتحاد السوفيتي، فعندما ترى فيلم مثل (ليلي فور إيفر) سترى الوضع الاجتماعي الذي نعيشه الآن".

وعلى الرغم من شعبية ونجاح سولكيبر، وعلى الرغم من النجاح العالمي الذي حققته بعض المواهب المحلية، إلا أن العديد من مصممي الأزياء الأوكرانيين ذوي الموهبة مثل "دارغون دروب" و"ماشا ريفا" يزعمون أن تصاميمهم باهظة الثمن مقارنة بالجدول الرسمي لأسبوع الموضة الأوكراني، نظرًا للرسوم التي تفرض على عروض الأزياء هناك، على الرغم أن العديد منهم يعملون هناك كمصممين أو عارضي أزياء.