لندن ـ مصر اليوم
تطرحُ المصممة لورين سكوت تشكيلة جديدة لمحلات «بانانا ريبابليك»، حيث سيكون أمامك الاختيار من بين أكثر من 50 قطعة أزياء وإكسسوارات، ويتوقع أن تكون نسبة عالية منها مطرزة بالخرز والترتر، من الكنزات الصوفية المفتوحة إلى بنطلونات الجينز الضيقة، والفساتين المصنوعة من الدانتيل أو التنورات المستقيمة، إضافة إلى مجموعة من الأوشحة المصنوعة من الفرو الصناعي التي تغطي الأكتاف وتمنح المظهر فخامة هوليوودية.وربما لا تكون لورين سكوت، معروفة مثل إيزابيل مارون، لأنها لا تتمتع بنفس عدد المحلات التي تمتلكها «إتش آند إم»، كما أن إعلاناتها في المحلات محدودة، لكنها في المقابل تتمتع بصديقات مثل نيكول كيدمان يظهرن بأزيائها في مناسبات كبيرة. كما أنها بعد مشاركتها في أسبوع نيويورك انتقلت منذ موسمين تقريبا للعرض في أسبوع لندن، محققة ضجة لا بأس بها، وقد أكدت أنها لا تبخل على المرأة بالتصاميم المفصلة والألوان المعدنية التي ترفض الهدوء وتقطر بالذهب والفخامة، وربما هذا ما يجعل تشكيلتها المحدودة لـ«بنانا ريبابليك» التي ستطرح في الأسواق اليوم مهمة وتستحق الحماس.
تجدر الإشارة إلى أن لورين سكوت بدأت حياتها المهنية كعارضة أزياء، بعد أن اكتشفها المصور الفوتوغرافي بروس ويبر، وبعد أن عملت منسقة أزياء في نيويورك لعدة سنوات توجهت إلى تصميم الأزياء محققة نجاحا لافتا. ورغم أن لا أحد ينكر أنها تفهم ما تحتاج إليه المرأة المرفهة تحديدا من أزياء، فإن ارتباطها بميك جاغر، مغني الروك آند رول المخضرم، كان له تأثير إيجابي على مسيرتها، عدا عن صداقاتها مع نجمات لا يترددن في الظهور بتصاميمها في مناسبات السجاد الأحمر مما يغنيها عن الحملات الدعائية إلى الآن.
فقد تكونين واحدة من قليلات أصابهن الملل من تعاونات محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار، فالضجة التي تثيرها هذه التعاونات لا تكون دائما بحجم التوقعات برأيك، وأغلب ما يطرح ما هو إلا نسخة باهتة عما يقدمه المصمم في خطه الخاص من حيث جودة الأقمشة المستعملة أو التفاصيل النهائية، مما يجعلك تستغربين النجاح التجاري الذي تحققه دائما، خذي مثلا تشكيلة إيزابيل مارون، آخر تعاونات «إتش آند إم»، فهي لا تخاطب كل الأذواق، كما لا تثير الحلم وتلك الرغبة المحمومة للحصول عليها كما هو الحال بالنسبة لقطعة من «شانيل» أو «لانفان»، ومع ذلك نفدت من السوق وأثارت جدلا بعد سحبها من الموقع الإلكتروني، مما يؤكد أن فكرة الحصول على قطعة بتوقيع مصمم، أيا كان، هي الأولوية.
وربما لا تتفق مع هذا الرأي شريحة لا يستهان بها من الزبائن، ينتظرون هذه التعاونات على أحر من الجمر، لسبب واضح وهو أنها تغذي حاجتهم ورغبتهم في أزياء بتوقيع مصممين عالميين وبأسعار في متناول اليد.
وكانت الفكرة جديدة ومثيرة في البداية، لا سيما وأن كارل لاغرفيلد، مصمم دار «شانيل» كان أول من أطلق شرارتها في عام 2004. وبما أن سعر قطعة من «شانيل» تقدر بآلاف الجنيهات الإسترلينية، فإن الحصول على قطعة منه بسعر أقل من 100 جنيه إسترليني كان بمثابة الحلم.
و استغلت متاجر «إتش آند إم» النجاح وحولته إلى تقليد سنوي، وهكذا تكررت التجربة مع ستيلا ماكارتني وألبير إلبيز، مصمم «لانفان»، وسونيا ريكييل وغيرهم، وفي كل مرة كانت التجربة تعرف نفس النجاح والإقبال، وفي السنوات الأخيرة بدأت تتعاون مع مصممين قد لا تعرفهم نسبة كبيرة ممن يقفون في الطوابير الطويلة في الصباح الباكر على أمل الحصول على قطعة منهم، ولا حتى سمعت بأسمائهم من قبل، إما لأنهم من المصممين الحداثيين وإما لأنهم من المبتكرين الذين يخاطبون شرائح نخبوية قليلة. من هؤلاء نذكر الثنائي فيكتور آند رولف، وراي كواكوبو، مصممة ماركة «كوم ذي غارسون»، وميزون مارتان مارجيلا، ومارني.
أما إيزابيل مارون فقد بيعت تشكيلتها بسرعة خاطفة، وشهدت إقبالا من قبل العارفات بالموضة أيضا. صحيح أنها ليست كارل لاغرفيلد ولا ألبير إلبيز، بمعنى أن اسمها لا يرن في أوساط الموضة بنفس القوة، كونها لا تشتهر بحقائب اليد ولا بمستحضرات التجميل أو العطور وغيرها من الأمور التي تجعل الفتيات الصغيرات أو المرأة العادية تحلم بقطعة تحمل اسمها، إلا أنها، كما أكدت تشكيلتها لـ«إتش آند إم»، تتمتع بشعبية في أوساط العارفات بالموضة، اللواتي كن وراء تأجيج حمى الشراء التي شهدتها محلاتها ومواقعها الإلكترونية على حد سواء، فقد بدأت مجلة «فوغ» تكشف عن بعض قطعها قبل شهرين تقريبا من صدورها، مما جعل الكل ينتبه وينتظر. إيزابيل التي ولدت في باريس في عام 1967 عملت في الثمانينات مع كريستوف لومير، مصمم دار «هيرميس» الحالي، وكلود مونتانا وغيرهما، وأسست دارها في عام 1994، لتصبح سريعا وجها مألوفا في أسبوع باريس للموضة. البعض يقول إن فضلا كبيرا في نجاحها يعود لإيمانويل ألت، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» الفرنسية، التي عملت مع المصممة من قبل كمنسقة أزياء لعروضها، مما جعل أزياءها تظهر بشكل منتظم في مجلتها. وغني عن القول إن هذا ساعدها على استقطاب شريحة مهمة من الأنيقات الفرنسيات والعالميات أقبلن على أسلوبها البوهيمي اللامبالي، الذي يعتمد على بنطلونات الجينز الضيقة والجاكيتات المطرزة الواسعة وكعوب الأحذية المعقوفة التي تتدلى منها الشراشيب.
و لعبت أسعارها أيضا دورا في تسويقها، لأنها ليست عالية مقارنة بغيرها من المصممين، إذ إن معطفا من تشكيلتها يقدر بـ800 جنيه إسترليني وكنزة من الصوف بـ300 جنيه إسترليني، وهو ما تقدر عليه عاشقات الموضة عموما، ويجعل شراء قطعة باهتة من تشكيلتها لـ«إتش آند إم» بسعر 99 جنيها، بالنسبة لهن، لا يستحق عناء الازدحام والوقوف في طوابير طويلة. لكن ما أثبتته إيزابيل مارون منذ بدايتها إلى الآن قوة حسها التجاري إلى حد القول إنه هو الذي يقود حسها الفني. فدعاياتها تغطي صفحات الكثير من المجلات، ومنتجاتها تتوفر في 35 بلدا في العالم، منها 14 محلا خاصا بها.
أما تعاونها مع محلات «إتش آند إم» فيمكن اعتباره تتويجا جديدا لها، لأنه سيستقطب لها زبائن جددا ربما لم يسمعن باسمها من قبل، كما أنه يضمن حركة البيع في المحلات السويدية، ما جعل محلات أخرى تحذو حذوها وتتعاون مع مصممين كبار من وقت لآخر بدءا من «غاب» إلى «بنانا ريبابليك». وهي تعاونات قد تثير ضجة أقل، إلا أن المنتجات التي تطرحها تكون أفضل. لهذا إذا لم يسعفك الحظ بشراء قطعة من إيزابيل مارون فلا تنزعجي، فهناك المصممة لورين سكوت.