واشنطن - رولا عيسى
يضعف الكثير منا عندما نرى أحد الأشخاص مصابًا, على سبيل المثال بقطع في الإصبع أثناء تقطيع الخضروات، وفي الشائع نتأثر بمجرد رويتهم يتألمون، فيما يفترض معظمنا بأننا مجرد نتبادل ردود فعل عاطفية وليس الشعور بالألم أنفسنا, ولكن العلماء كشفوا عن أن هياكل الدماغ نفسها يتم تنشيطها، فيما إذا كان الألم شخصي أم تعاطفاً, وهكذا، حيث أكد خبراء من معهد ماكس بلانك Max Planck"" للإدراك البشري وعلوم الدماغ بأنه حتى لو كان الشخص لا يعاني من الإصابة نفسها، فإنه لا يزال يعاني من أعراض مشابهة لشخص آخر يشعر في الواقع بذلك الألم.
وأكدت عالم الأعصاب في معهد ماكس بلانك, د, أنيتا توسكي على أنًّ المهم للتفاعلات الإجتماعية, هو معالجة الدماغ في أغلب أجزائها للألم وغيرها من الأحداث غير السارة في وقتٍ واحد سواء لتلك التي نمر بها, أو يُعاني منها الآخرون.
وقارن الباحثون أنماط نشاط المخ أثناء كلاً من الألم الشخصي والتعاطف مع ألم الغير، ووجدوا بأنه عندما يُعاني أحد الأشخاص من الألم في أصابعه بسبب مطرقة على سبيل المثال، فإن أشخاصاً آخرين ممن يروه يتألم يعانون من آلامٍ جسدية, وبعد ذلك تركز إهتمامها على الإصبع المصاب مع إتخاذ الخطوات اللازمة لعدم تكرار ما حدث, ولكن إذا كانت رؤية الشخص لصديق يقوم بجرح نفسه بذات الطريقة، فإنهم سوف يشعرون بالتعاطف مع آلامهم.
وأظهرت دراساتٍ سابقة بأن العزل الأمامي والقشرة الحزامية يتم تفعيلها على حدٍ سواء للألم الشخصي والتعاطف، إلا أنه كان هناك نقص في الأبحاث حول كيفية كون كلًا الأشكال من الألم مماثلة, وأشارت دكتورة تينا سينغر دير ماكس بلانك Max Planck إلى أننا بحاجة للإبتعاد عن إبداء السؤال حول ما إذا كان الألم حقيقي أم لا.
وإقترح العلماء بأن تفاعلات معقدة لعناصر متعددة بما في ذلك العمليات الحسية والعاطفية تشكل تجربة الألم, كما أشارت دكتورة سينغر إلى أن النقطة الحاسمة هي أن العمليات الفردية يُمكن أيضًا أن تلعب دورًا في تجارب أخرى, وإن كان ذلك في نمط تفعيل مختلف.
وأثبت العلماء لأول مرة بأنه وخلال التجارب المؤلمة، فإن منطقة العزل والقشرة الحزامية تشكل كلاهما المكونات العامة ومعلومات الألم المحددة, كما تحدث تلك المكونات أيضاً خلال التجارب السلبية الأخرى، مثل الاشمئزاز أو السخط.
وقالت الدكتورة توسكي بأن نوعي المعلومات المحددة وغير المحددة تتم معالجتها بالتوازي في هياكل الدماغ المسؤولة عن الألم، ولكن أنماط التنشيط مختلفة, ومن ثم فإن الدماغ يمكن معالجة الخبرات المختلفة غير السارة بطريقة أكثر كفاءة.