سيدة حامل

كشفت دراسة علمية حديثة أن  تقارب فترات الحمل أو تباعدها لمدة طويلة يزيد من خطر إصابة الأطفال بالتوحد، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وحسب الخبراء، فإن النساء اللواتي يقربن فترات الحمل والولادة لأقل من عامين، من المحتمل أن يلدن طفلا يعاني من مرض " اضطرابات طَيْف التَّوَحُّد"، وفي المقام الأول، التوحد. وفي الوقت ذاته، فإن النساء اللاتي يباعدن فترات الحمل، لأكثر من 5 سنوات، يزدن أيضا من احتمالية إصابة أطفالهن بخطر"التوحد"، وخاصة اضطراب اسبرجر أو اختلال النمو الأساسي، وفقا لهذه الدراسة المنشورة في دورية "طب الأطفال" بمراجعة منهجية لأكثر من 1.1 مليون حالة حمل.

وأفاد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أنه تم تحديد 68 طفلا في الولايات المتحدة يعانون من اضطراب طيف التوحد، فيما تم تشخيص حالة ما يقرب من 100 شخص في المملكة المتحدة على أنهم يعانون من مرض التوحد، وفقا لدائرة الصحة الوطنية. وتشير نتائج الدراسة إلى أن تحديد فترة التباعد بين الحمل ما بين عامين إلى 5 سنوات يقلل من خطر الإصابة بمرض التوحد.

و في كثير من الأحيان، يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، في مشاكل مع التفاعلات الاجتماعية والتواصل، في حين أفاد مركز السيطرة على الأمراض، أنه يمكن تشخيصه في وقت مبكر في سن عامين، إلا أن غالبية هذه الحالات لا يتم تشخيصها قبل سن الرابعة. ويعتقد أن معظم إعاقات النمو العصبي ، يمكن أن تنجم عن مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك علم الوراثة والبيئة وصحة الوالدين والسلوكيات خلال فترة الحمل، والمضاعفات أثناء الولادة، وأكثر من ذلك.

وأشارت دراسات سابقة الى أن قصر فترات التباعد بين الحمل أو طولها، على حد سواء، ترتبط بزيادة المخاطر على الأم في فترات الولادة والرضاعة وكذلك الطفل، لكنها أعطت اهتماما أقل لخطر المباعدة بين الولادات ومرض داء السكري والنمو العصبي. ففي عام 2005، أوصت منظمة الصحة العالمية بإجراء دراسات ترصد تأثير المباعدة بين الولادات على النمو النفسي والعصبي لدى الأطفال.

ووفقا للصحيفة، فإن علماء جامعة "فالي" في كالي في كولومبيا، اكتشفوا أن قصر الفترات بين الولادات يعد الأكثر ارتباطاً بالإصابة باضطراب التوحد، وهو أقصى اضطرابات طيف التوحد، كما من المرجح أن يتزامن التوحد مع الإعاقة الذهنية وعدد لا يحصى من المضاعفات الطبية والسلوكية والنفسية. كما لاحظ العلماء أن قصر فترات التباعد بين الحمل مرتبط أيضا بزيادة مخاطر التأخر في النمو. وكتب الباحثون أن :"أسباب الارتباط بين قصر فترات التباعد بين الحمل واضطراب طيف التوحد غير معروفة، لكنهم أشاروا إلى أن أحد التفسيرات المحتملة هو استنفاذ حمض الفوليك عند الأمهات بعد الحمل.

وحسب الدراسة، فإن "النساء اللواتي يحملن قبل استعادة نسبة حمض الفوليك بشكل كامل عرضة لخطر متزايد من عدم كفاية حمض الفوليك في فترة الحمل وأثناء الحمل، ونتيجة لذلك، لن يكون هناك تغيير مبكر في تطور النمو العصبي للجنين، ما قد يؤدي إلى مرض التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة". بالإضافة إلي ذلك، وجد العلماء أن معظم حالات الحمل بعد فترات قصيرة غير مقصودة، ما يرتبط بارتفاع خطر جهاد الأمهات قبل الولادة، كما يمكن أن تؤثر على الأطفال. في المقابل، فإن تباعد فترات الحمل لتزيد عن أكثر من 5 سنوات، يرتبط أيضا بزيادة مخاطر الإصابة باضطرابات النمو الأساسية، والتي يتم تشخيصها في الأطفال والبالغين، إذ تم إيجاد صلة بين طول تباعد فترات الحمل وتزايد حالات الإصابة بـ"اضطراب اسبرجر".

"واضطراب اسبرجر"، هو حالة مرضية في أخر مراحل مرض طيف التوحد، ويسبب صعوبة مع التفاعلات الاجتماعية، فضلا عن  تقلص الاهتمامات أو السلوكيات المتكررة وقد تم اقتراح عديد من الفرضيات لتفسير العلاقة بين طول فترات التباعد بين الحمل واضطرابات طيف التوحد، ووفقا للدراسة، فإن هذه الفرضيات تشكل العقم، الذي يمكن أن يحدث بسبب تباعد فترات الحمل لمدة طويلة، والحمل غير المرغوب فيه، والالتهابات لدى الأمهات. كما لاحظ العلماء أن قصر الفترات  بين الحمل  يرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بالتوحد، ما يمكن أن تكون له تأثيرات هامة على النطاق الطبي والصحة العامة.