السكر الطبيعي

أكد علماء من جامعة واشنطن من خلال دراسة جديدة، بأن السكر الطبيعي المُسمَى "طرهالوز" يمنع دخول الفركتوز في الكبد، كما أنه يدعم العمليات التي تجري في خلايا الكبد للتخلص من تراكم الدهون الزائدة فيه. حيث يُعرف عن السكر الأبيض بكونه أحد مسببات مرض الكبد الدهني. ويمكن إيجاد هذا النوع من السكر في بعض النباتات والفطريات بما في ذلك شيتاكي ومحار الفطر، وأشار الخبراء إلى أن هذا الاكتشاف سيؤدي إلى إيجاد علاجات وقائية جديدة لمرض الكبد الدهني.
 
ويرتبط مرض الكبد الدهني ارتباطا وثيقا بالسمنة، ويؤثر على حياة ما يقرب من 25% من الناس في أمريكا، ويعتقد أن هذا المرض يحدث بسبب إيجاد الكبد صعوبة في معالجة السكر وخاصة الفركتوز، الذي يوجد بشكل طبعي في الفواكه، ويستخدم بشكل اصطناعي في تحلية المياه الغازية مثلا. ويعتبر الكبد مكان تخزين الفركتوز الذي يسمى أيضا بالدهون الثلاثية، وفي الحالات الشديدة تتراكم الدهون على الكبد إلى مستويات سامة تتطلب في بعض الأحيان عملية زرع كبد جديد، ولا يوجد حاليا أي علاج لهذا المرض، وقد ثبت أن فقدان الوزن يحد من تراكم الدهون على الكبد.
 
واختبر الباحثون تأثير سكر طرهالوز على الفئران التي تعاني من الكبد الدهني، وشرح مؤلف الدراسة الدكتور برايان ديبوش " بشكل عام، عند إطعام الفأر نظام غذائي عالي السكريات، فانه سيصاب بمرض الكبد الدهني، ووضعنا لهذه الفئران مياه للشرب تحتوي على 3% من طرهالوز." وأضاف "استطاعت هذه الفئران أن تخسر الوزن أيضا في نهاية الدراسة، وانخفض مستويات الكوليسترول لديها في الدم إلى جانب انخفاض مستويات الأحماض الأمينية والدهون الثلاثية."
 
ويوجد سكر طارهالوز بشكل طبيعي في النباتات والحشرات ويتألف من جزيئين من الجلوكوز المرتبطة ببعضها البعض، وأعطت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الموافقة عليه للاستخدام البشري. وتابع دكتور برايان "يجب إجراء المزيد من الأبحاث عن الموضوع، وحتى الآن لا أستطيع أن أصفه كدواء لمرضاي، ونعتقد أن خسارة الوزن لدى الفئران كانت بسبب خسارة بعض الدهون، ولكننا لا نستطيع أن نؤكد أن هذا هو التأثير الوحيد."
 
ونصح الناس بضرورة تجنب الأطعمة التي تحتوي على الفركتوز وخصوصًا المشروبات المحلاة بالسكر، وفي دراسة أخرى أجراها دكتور برايان وفريقه وجدوا أن البروتين الموجود على سطح الكبد يحمل كميات كبيرة من الفركتوز. ويشير "جاءتنا الرغبة في فحص تأثير سكر طرهالوز على الكبد بعد أن استخدم في دراسات على الإضرابات العصبية مثل أمراض البريون أو التصلب الجانبي الضموري، وتساءلنا عن تأثيره على تراكم الدهون على الكبد."
 
ووجد الفريق أن تأثير سكر طرهالوز يكمن في منعه لنقل الطاقة على هيئة سكر إلى خلايا الكبد، مما ساهم في عمل الخلايا كما لو أنها تتضور جوعا في عملية تسمى الالتهام الذاتي تضطر فيها لاستهلاك الدهون المخزنة مسبقا. وبيَن مؤلف الدراسة، "يبدو أننا جوعنا الكبد باستخدام السكر الموجود في الطبيعة، مما أدى إلى عملية الالتهام الذاتي، وتتحول الخلية إلى هذه العملية ردا على الإجهاد أو بسبب نقص الطاقة وتبدأ بالتهام الدهون المخزنة فيها في عملية تشبه عمليه تنظيف المنزل."
 
ويتوقع أن يعتمد علماء أخرون على سكر طرهالوز كاستراتيجية علاجية في المستقبل، وأضاف "يلعب الالتهام الذاتي العديد من الأدوار في الجسم، بدءا بالتنمية الصحية والمشاركة في علاج السرطان وتطوير المناعة الذاتية، واستطاعت هذه الدراسة أن تكشف الأنشطة الخلوية المهمة لوقف أو عكس المرض."