القاهرة – محمود حساني
حلم " الإنجاب"، هو حلم يراود كل مصري ومصرية، غير أن استغلال مراكز علاج العقم والإنجاب، هذا الحلم والتلاعب بأصحابه يحصد معاناة كبيرة لضحايا هذه المراكز "المخالفة للقانون"
ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها "مصر اليوم" فإن هناك 121 مركزًا لعلاج عقم الزوجيين وأطفال الأنابيب تعمل في مصر كما هو الثابت في سجلات وزارة الصحة ، غير أن هناك عشرات المراكز التي تعرف بـ "مراكز بير السلم" ، تعمل دون ترخيص ومخالفة لأحكام القانون، تتركز أغلبها في الأحياء الشعبية والقرى في محافظات الصعيد والدلتا.
وأغلقت وزارة الصحة ما يقرب من 28 مركزًا خلال الفترة الأخيرة بعد قيام العديد من المواطنين بتقديم شكاوى وبلاغات الى النائب العام، الذي أمر بدوره بفتح تحقيق فيها وأسفرت التحقيقات أن هذه المراكز تعمل دون ترخيص، والقائمين عليها لا يمتهنون مهنة الطب.
وأكدت السيدة "رقية.ع" ، 43 عامًا، موظفة ، من الإسكندرية ، من ضحايا مراكز علاج العقم والإنجاب، أنها ترددت على مركز في منطقة الدقي في الجيزة " مركز-س" لمدة ثلاث أعوام على أمل الإنجاب وحصل منا على مبالغ مالية تجاوزت 80 الف جنيهًا، دون أية نتائج تذكر، فيما تتفق معها السيدة " شيماء –غ" ، 36 عامًا، محاسبة ، كشفت أنها ترددت على مركز في مدينة نصر ، يسمى بـ " مركز-ع" ، بعد أن توقفت أمام إعلانات له في إحدى القنوات الفضائية لمدة عام ، طلب منها في بداية الامر إجراء مجموعة من التحاليل، وعندما أسفرت التحاليل أنها تعانى من عقم، أبلغها انها خلال عام واحد ستشفى منه وستحقق حلمها في الإنجاب، وهو ما لم يتحقق حتى الآن بعد أن انفقت كل ما تملكه على حد قولها.
وتوضح الحاجة اعتماد وابنتها السيدة جمالات، عن معاناتها مع مراكز علاج العقم والإنجاب ، قائلة انها جاءت الى المركز بعد تأخر أبنتها جمالات في الإنجاب لمدة خمسة أعوام ،وهى تعلم ان الأرزاق بيد الله لكن البعض أوهمها ان مراكز الانجاب تحقق نتائج مذهلة، فذهبت هي وابنتها الى " مركز –م" ، وأجرت عدة تحاليل ومجموعة من الفحوصات، أوهمها المركز على اثرها ان ابنتها خلال شهور ستكون حامل، الأمر الذي ثبت عكسه .
وكشف مساعد وزير الصحة السابق ، الدكتور عماد عبداللطيف لـ "مصر اليوم" ، أن وزارة الصحة تجري تفتيشات دورية على مراكز علاج العقم وتأخر الإنجاب ، وتقوم على الفور في حالة مخالفتها بسحب الترخيص الممنوح لها وإحالتها إلى النيابة العامة ، وتقوم بفحص جميع الشكاوي الواردة من المواطنين ضحايا مثل هذه المراكز والتحقق منها واتخاذ اللازم ، مضيفًا، أنه تم إغلاق عدد من المراكز المخالفة خلال الـ 6 شهور الماضية ، بعد أن تبين أن القائمين عليها يخالفون أحكام قانون مزاولة المهنة .
وأوضح أستاذ النساء والتوليد في جامعة أسيوط ، الدكتور عادل عبدالعزيز لـ"مصر اليوم" أن مراكز علاج العقم وتأخر الإنجاب، ماهي الا خدعة ابتكرها بعض الأطباء من معدومي الضمير والإنسانية، الذين يتلاعبون بأحلام الناس ، لتحقيق ثروات طائلة من وراء المترديين عليها، مضيفًا أن الطب الحديث عرف بالفعل علاج عقم الزوجيين وتأخر الأنجاب، ولكن وضع مجموعة من المعايير والضوابط ، كإجراء مجموعة من الفحوصات والتشخيصات على المرضى، إلا أن بعض الأطباء وأصحاب المراكز الوهمية، يضحون بهذه المعايير والضوابط، ويتلاعبون بأحلام ومعاناة المرضى.
وأشارت أستاذة النساء والتوليد في جامعة عين شمس ، الدكتورة سهير نصيف ، إلى أن هناك عدد كبير من المراكز للأسف يحدث بها تجاوزات وتلاعب في الأنابيب وأجنة الأطفال نتيجة الإهمال وتكون النتيجة بعد صرف الملايين إما الجنين الناتج مشوها او به عيوب خلقية ، مطالبة بضرورة تغليظ العقوبات المقررة على تلك الجرائم .
ونوّه الدكتور عصمت زيدان ، أستاذ النساء والتوليد في جامعة الإسكندرية لـ "مصر اليوم"، أن هناك للاسف ظاهرة يقوم بعض الأطباء في مصر من أصحاب المراكز ،وهى ظاهرة "استئجار الارحام"،وهي ظاهرة توجد في أمريكا وأوروبا، اما هنا فهي تتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع المصري قبل ان تتنافى مع تعاليم الإسلام، وذلك منعًا للاختلاط الانساب.
وطالب " زيدان " ، وزارة الصحة بضرورة تكثيف الرقابة على مثل هذه المراكز ، وإجراء حملات مفاجئة لتأكد مما يدور بداخلها ، والتحقيق مع المخالفين ، مبينًا أن هناك العشرات الذين يعملون دون الحصول على تصريح من وزارة الصحة ، ويتلاعبون بأحلام الفقراء والبسطاء .