القاهرة - شيماء مكاوي
استطاع التقدم في أبحاث اليد الآلية إعادة حاسة اللمس لاثنين من المرضى مبتوري اليد لأكثر من عام، وفقا لدراسة أميركية حديثة.
واستخدمت أجهزة استشعار في اليد الصناعية لإرسال إشارات مباشرة إلى الأعصاب، بحسب الدراسة التي نشرت في دورية "ساينس ترانزيشنال ميديسن".
وحقق فريق أبحاث سويدي اختراقًا مستقلًا في مجال الأطراف الصناعية، من خلال ربط الذراع الآلية مباشرة بالعظام لتحسين عملية التحكم.
وكان أيغور سبيتك، الذي فقد ذراعه اليمنى في حادث قبل أربع سنوات، أحد المستفيدين من الأبحاث الأميركية.
وجرى تركيب ذراع آلية لسبيتك، لكنها لم تتحسس الأشياء من حولها.
وكان على سبيتك أن يراقب بعناية ما يفعله، ويقدر بنظرة العين إذا كان يمسك الأشياء بقوة كافية أم لا.
وركب فريق من جامعة "كايس ويسترن ريزيرف" أجهزة استشعار في اليد الآلية، وثبتوا من خلال عملية جراحية "مجموعة من الألياف" حول باقي الأعصاب استطاعت عمل تحفيز إلكتروني.
واستطاع الفريق إرسال أنماط مختلفة من التحفيز الإلكتروني للأعصاب باستخدام جهاز كمبيوتر، وفسرت هذه في الدماغ في صورة أحاسيس مختلفة.
وحدد الفريق موطن هذه الأحاسيس في 19 مكانًا مختلفًا في اليد، بدءً من راحة اليد إلى طرف الإبهام، وطابقوا أجهزة الاستشعار مع الأنماط المختلفة للتحفيز الإلكتروني.
انتقل العلماء بعد ذلك للتعامل مع عنصري الضغط والملمس.
واستطاع سبيتك أن يحدد وهو معصوب العينين إذا كان يمسك أشياء مختلفة مثل رقائق الفيلكرو أو أوراق الصنفرة.
ويستخدم سبيتك هذه اليد الآلية التي تمنحه الشعور باللمس منذ عامين ونصف.
وأوضح سبيتك "أود أن أشعر بيد زوجتي، غايتي الأسمى أن أتمكن من ضم يديها".
وهناك مريض آخر يستخدم هذا النظام منذ عام ونصف.
وأوضح البروفيسور داستن تايلر، الذي أشرف على الدراسة، أن المريضين "يمكنهما بالفعل القيام بمهام دقيقة الآن".
وأضاف تايلر "نعتقد أنه في غضون من خمسة إلى عشرة أعوام سيكون لدينا نظام مزروع بالكامل، وسنرى أشخاصًا يقومون في الصباح بوضع الأقطاب الكهربائية في كل عصب وجهاز في الجيب، وحينما يشغلون هذا الجهاز يمكنهم الشعور باليد".
وفي حالة كلا المريضين، كانت هناك ميزة إضافية في اليد المطورة تتمثل في القضاء على "ألم الطرف الشبحي"، وهو ألم ينتاب الشخص من حين لآخر ويكون مصدره العضو الذي بتر.
وأوضح علماء في جامعة "تشالمزر للتكنولوجيا" في السويد إنهم تمكنوا من زراعة أول ذراع آلية مثبتة في العظام.
وتشمل هذه التقنية التي تعرف باسم "الاندماج العظمي" ربط الذراع مباشرة بالعظام والأعصاب والعضلات في الجزء المتبقي من ذراع المريض.
ومنحت هذه التقنية الجديدة المريض قدرة أفضل على التحكم.
وأضاف الدكتور ماكس أورتيز كاتالان "لقد استخدمنا الاندماج العظمي لإحداث اندماج مستقر طويل الأمد بين الرجل والآلة، إذ استطعنا أن ندمج بينهما في مستويات مختلفة".
وتابعت أن "الذراع الصناعية مرتبطة بشكل مباشر بالهيكل العظمي، وهو ما يحقق استقرار ميكانيكي، ويجري بعد ذلك ربط النظام البشري للتحكم البيولوجي، وهو الأعصاب والعضلات، بنظام التحكم الآلي".
وأشار إلى أن "الاتصال الفعال بين الأعضاء الصناعية والجسم كان حلقة مفقودة في التنفيذ العملي للتحكم العصبي وردود الفعل الحسية، وهذه الحلقة أصبحت الآن موجودة".