أشعة لغدة البروستاتا داخل جسم الإنسان

يبدو أن مخاوف الرجال الذين يشعرون بالقلق إزاء علاج سرطان غدة البروستاتا ستتبدد إلى حد ما، مع إنشاء نماذج لهذه الغدة بتكنولوجيا طباعة ثلاثية الأبعاد (3D)، إذ بدأ الجراحون باستخدام صور أشعة الرنين المغناطيسي لتشكيل نماذج واسعة النطاق لغدة بحجم حبة لاستخدامها في الاستشارات الطبية.

وقال الجراحون إن هذه النماذج يمكن أن تقلل من فرص الإصابة بسرطان البروستاتا، أو العلاجات غير الضرورية في حالة الإصابة التي يمكن أن تؤدي إلى ضعف الانتصاب وسلس البول.
 
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن استشاري جراحة المسالك البولية في عيادة "نوادا" في لندن هاشم أحمد، قوله إنه "يمكن لنماذج ثلاثية الأبعاد بناء صورة أكثر دقة للمشكلة، كما أن المساعدات البصرية مفيدة لمساعدة المرضى على فهم خيارات العلاج المتاحة". وأضاف:"البروستاتا، صغيرة نسبيا، فهي أكبر قليلا من حبة الجوز، وتحيط بها الأنسجة الحساسة، مما يجعل احتمالية العلاج صعبة للغاية.
 
وتابع:"نموذج البروستاتا ثلاثي الأبعاد دقيق للغاية وأسهل بكثير لتقديم صورة مسطحة من الفحص، مما يتيح للجراح والمريض المساعدة الحسية لاتخاذ قرار مستنير حول الإجراء الذي سيتم اتخاذه".
 
ويعد سرطان البروستاتا هو ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعا في المملكة المتحدة، مع تشخيص إصابة نحو 130 حالة يوميا، فهو يصيب حوالي واحد من أصل 8 رجال. ويعتمد العلاج يعتمد على حجم ومرحلة السرطان، ويمكن أن يشمل المتابعة النشطة أو "الانتظار اليقظ" لتباطؤ نمو سرطان البروستاتا، بدلا من التعامل على الفور، لتجنب العلاج غير الضروري. كما تشمل الخيارات الأخرى إزالة غدة البروستاتا، أو العلاج الإشعاعي في الحالات الأكثر تقدما.
 
إلا أن العلاج، في الوقت ذاته، يحمل في طياتها مخاطر حدوث آثار جانبية، ومن بينها إتلاف أو يمكن تدمير الأنسجة السليمة المحيطة بالبروستاتا، ما يؤدي إلى ضعف الانتصاب عند حوالي  60 %  من المرضى، وسلس البول في شخص من أصل 5 رجال. كما أن العلاج الإشعاعي يمكن أن يسبب النزيف وعدم الراحة لدى نحو 5% من المرضى، وسلس البول في حوالي 1%.
 
وتهدف  العلاجات الجديدة، مثل التكثيف العالي لأشعة الموجات فوق الصوتية (HIFU) أو العلاج بالتبريد، إلى الحد من هذه الآثار الجانبية، فيما يؤكد  الدكتور أحمد أن "نماذج ثلاثية الأبعاد للبروستاتا تساعد الجراحين بدقة قبل وأثناء العلاج".
 
كما أن استخدامها يمكن أن يؤدي إلى انخفاض معدل الإصابة في المرضى الأصغر سنا الذين يعالجون دون داع، وتقليل مخاطر الإصابة المتوسطة بالمرض لتصل إلى منخفضة المخاطر. كما أن الفحص من خلال هذه النماذج، يمنع أيضا الرجال من نصحهم بالخطأ باتخاذ نهج "الانتظار والترقب" فيما  من الأنسب تقديم العلاج لهم.
 
وحسب استشاري جراحة المسالك البولية، فإن "الجراحة والعلاج الإشعاعي لا يمكن أن يتكرر، لذلك فالمريض لا يحصل فيها على فرصة ثانية". وقال إن "النموذج يسمح للجراح بإجراء فحص دقيق عن مقدار الأنسجة المحيطة بالورم لاتخاذ قرار دقيق بالعلاج أو الإزالة".
 
وقال الفيزيائي دانيال وفينبرغ، 54 عاما،  من فينتشلي في شمال غرب لندن، وشُخصت إصابته بسرطان البروستاتا في الخريف الماضي،:" شعرت بالقلق للغاية، وخاصة أن والدي توفي بسرطان البروستاتا قبل 15 عاما". ويحكي وفينبرغ عن لقائه بالدكتور أحمد في عيادة "نوادا" للمسالك البولية في شارع هارلي، والذي أوصاه بتجربة النموذج ثلاثي الأبعاد.
 
وأضاف وفينبرغ:"قدرتي على رؤية المشكلة في شكل نموذج، ساعدني كثيرا وصفى ذهني من القلق"، وتابع:"فأنا حاليا أحدد خياراتي ، ولكن من المرجح أن يجرب الدكتور أشعة الموجات فوق الصوتية". وتبلغ تكلفة النموذج حوالي 180 جنيه استرليني، ويمكن طباعتها في أقل من أسبوع باستخدام برنامج الطابعة ثلاثية الأبعاد.
 
وتعد عيادة "نوادا" المكان الوحيد في المملكة المتحدة حيث هذه التكنولوجيا متاحة، ولكن الدكتور أحمد، وهو أيضا طبيب مسالك بولية استشاري في مستشفى كلية لندن الجامعية، يأمل في أن تكون متاحة على الصعيد الوطني في السنوات القليلة المقبلة".
 
وقال إن "المرضى الذين عولجوا من سرطان البروستاتا لعدة عقود، يعرفون المخاوف والمخاطر الناجمة عن العلاج، لذا فإن نماذج المطبوعات ثلاثية الأبعاد تعد  قفزة هائلة إلى الأمام".