معادلة لتحديد نظام التخسيس الأفضل للجسم

كشفت دراسة علمية أنَّ كمية الطعام التي نتناولها ليست العامل الأكثر أهمية في نظام إنقاص الوزن الذي نتبعه، مشيرة إلى أنّ تفاعل بكتيريا الأمعاء مع ما نتناوله يعتبر المحدد الأساسي لتحديد فاعلية النظام الغذائي، وهو ما يعد الخيار الأفضل بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتطلعون إلى إنقاص وزنهم وتقليل السعرات الحرارية يوميًا.

وبيّن باحثون أنهم نجحوا في اختراع معادلة خوارزمية إلكترونية تكشف ما إذا كان الشخص يمكنه تناول الخبز والمثلجات مع استمرارية إنقاص وزنه، إذ تبحث هذه الدراسة في تأثير نظام إنقاص الوزن المعروف بـ"مشروع التغذية الشخصية"، والذي صمم بواسطة علماء من جامعة "وايزمان" في "إسرائيل".

ويهدف المشروع إلى تحقيق مفهوم "تناول الطعام الصحي"، مثل الفاكهة والخضراوات وفائدته للجميع، ويوضح العلماء أهمية اتباع نظام غذائي معين مصمم خصيصًا لكل فرد بما يتناسب معه، كما يبحث العلماء عن سبل مكافحة أمراض السكري والقلب والسمنة.

ولفت الدكتور عيران زيجال من جامعة "وايزمان" في معرض تعليقه على الأمر، إذ يعمل على المشروع رفقة زميله الدكتور عيران إليناف "إننا جميعا نبحث عن الاختلاف، فنحن نرى اختلافات هائلة في استجابة الناس إلى الأطعمة، ولذلك إن كنت ستتبع نظامًا غذائيًا فيجب أن يكون جرى تصميمه لك شخصيًا".

وأجرى العلماء عملية مراقبة لأكثر من ألف شخص على مدار العامين الأخيرين لمتابعة مستويات "الجلوكوز" في الدم وعاداتهم الغذائية وأسلوب حياتهم، لمعرفة كيفية تأثير تقليل الطعام بين الأفراد بسبب البكتيريا الدقيقة التي تعيش في الأمعاء.

واكتشف الباحثون أن نوع البكتيريا الموجودة داخل الشخص تحدد رد فعل الجسم تجاه وجبات معينة، وباستخدام هذه النتائج استطاع العلماء التوصل إلى معادلة خوارزمية إلكترونية يمكنها التنبؤ بكيفية استجابة الشخص إلى مواد غذائية معينة بناء على نوع البكتيريا الدقيقة التي تسكن جسده، ومن أبرز النتائج التى توصل إليها الباحثون أن السعرات الحرارية ليست وحدها التي تحدد فيما إن كنت ستكسب الوزن أو تفقده وإنما نوعية الطعام الذى يؤكل تمثل عاملا مهمًا. وعلى سبيل المثال فهناك بعض الأخشاص لديهم استجابة منخفضة لـ"الجلوكوز" بـ"الأيس كريم" مقارنة بالآخرين، مما يعنى أن تناوله في هذه الحالة لن يعمل على زيادة الوزن بشكل كبير.

وتحدث الباحثون عبر موقعهم على "الإنترنت" أنه جرى إعداد وجبات مخصصة لصالح 20 شخصًا غير مصابين بمرض السكري، ومن خلال هذه الوجبات جرى التحكم في مستوى السكر في الدم على الرغم من تساوي السعرات الحرارية في الوجبات.

ويعتبر ارتفاع مستوى السكر في الدم من العوامل المؤدية إلى كثير من المضاعفات مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والسكتة الدماغية، فضلا عن أن ارتفاع مستوى السكر في الدم يساعد الجسم على إفراز مزيد من الأنسولين، مما يعنى تخزين مزيد من السكر في شكل دهون، مما يؤدى إلى زيادة الوزن، وحتى نتجنب هذه الأثار الضارة يجب السيطرة على مستوى السكر فى الدم، وخصوصًا مع تفاوت استجابة الأشخاص للأطعمة المختلفة ، ولذلك علينا أن نتعرف على نوعية استجابة أجسادنا للأطعمة وتنظيم تناول الوجبات وفقا لذلك.

ويتيح الموقع الخدمة للأفراد للتسجيل والاشتراك مجانا لاتباع نظام غذائي مصمم خصيصا لكل فرد، بعد تسجيل كل منهم لمستوى السكر في دمه بواسطى "غلوكومتر" لمدة أسبوع، وسيعمل الفريق على تصميم نظام غذائي لكل فرد يتناسب مع استجابته الشخصية للأطعمة.