لندن ـ كاتيا حداد
عبّر زوجان بريطانيان عن امتنانهما لإصابتهما بمرض باركنسون الذي يُحدث اضطرابا تدريجيا في الجهاز العصبي يؤثر على الحركة، إذ كان هذا المرض سببا في وقوعهما في الحب، إذ قال رجل الأعمال جايسون باتوب، 47 عاما، من هامبشاير الذي تم تشخيصه لأول مرة في العام 2012، إن المرض كان سببا في خسارته زواجه ووظيفته ومنزله وعائلته.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن بعد مقابلته مارثا هولي، 41 عاما، والتي تعاني من المرض نفسه، في جمعية دعم مرضى باركنسون في المملكة المتحدة، في مارس/ آذار، أصرّ باتوب على أن المرض كان نعمة.
وظهرت أول علامات الإصابة على باتوب حين كان في رحلة تزلج مع عائلته إلى كورشوفيل، في فرنسا، خلال عيد الميلاد عام 2007.
ورغم أنه متزلج محترف لم يعرف باتوب سبب عدم قدرته على التزلج حتى في أماكن التزلج المخصصة للمبدئين، وقال: "أدركت سريعا أن ساقي اليمنى لا تتحرك مع باقي جسدي، وحينها بدأت أصرخ.. لماذا لا تتحرك رجلي؟"، وبعد تشخيصه للمرض، أخبر زوجته وأولاده، مؤكدا أن الأمر ليس خطيرا، لكن في يوليو/ تموز 2012، وبعد زيارته للطبيب ليشتكي من عدم قدرته على استخدام فأرة الكمبيوتر بيده اليمنى، أكد له الطبيب أن هذه المراحل الأولى من مرض باركنسون، بدأ يتطور، وشكل الأمر صدمة له، لأن هذا المرض شائع في أعمار السبعين والثمانين، وحالته تشكل 1% من مصابي المملكة المتحدة، في عمر الأربعين.
وقررت زوجته الانفصال عنه بعد تطور الحالة، قائلا: "في بعض الأحيان يقرب المرض الأزواج، وفي بعض الأحيان يبعدهم، وبالنسبة إليّ اختارت زوجتي الخيار الثاني، وفي 2017، طلبت المغادرة".
وأمضى باتوب عاما كاملا وهو يعيش بمفرده، في شقة في وكنغهام، على أمل عودة زوجته، لكنها لم تعد، وقررت طلب الطلاق، ورغم ذلك فهما الآن صديقان.
وقرر باتوب مساعدة الأشخاص المصابين بالمرض، وذهب إلى الجمعية في مارس/آذار 2018، والتقى هولي أثناء تحدثه عن دعم المرضى في أحد الاجتماعات، وعلى الفور تبادلا أرقام الهواتف، ومن ثم بدأ في مراسلة بعضهما كالمراهقين لعدة أسابيع، ثم التقيا للمرة الثانية على شاطئ البحر في ديفون، في أغسطس/ آب، وعند إذ بدأت قصة حبهما، وقال: "كنت أعمل في الجمعية لدعم المرضى، وحينها التقينا، جعلتني أنظر إلى مرضي بطريقة إيجابية، ودفعتني إلى تحقيق أقصى استفادة من الحياة التي أعيشها"، مضيفا: "إنها الشخص الذي أريده، فهي تفهم ما أمر به"، وتم تشخيص السيدة هولي من مودبري، بالإصابة بمرض باركنسون في عام 2016، بعد عدة تشخيصات خاطئة.
وقالت: "عانيت من أعراض مرض باركنسون لمدة 10 أعوام، ولم أعرف المشكلة، عانيت من الاكتئاب، ومن ثم تم تشخيصي بهذا المرض، شعرت أنه لن يسمح لي بالمضي قدما، لكنني حين قابلت جايسون، جعل حياتي أفضل بكثير، ما أستطيع قوله هو أن حياتي الآن أفضل بكثير مما كانت عليه قبل تشخيصي بمرض باركنسون".