كانبيرا - مصر اليوم
يصاب بمرض السل سنويا أكثر من 10 ملايين شخص من سكان الأرض، بسبب عصيات كوخ، التي تقتل مليوني شخص سنويا وتعد فتاكة أكثر من أي مرض آخر، ووفقًا للأطباء المختصين في علاج مرض السل، نحو ثلث المرضى لا يراجعون المستشفيات للحصول على العلاج اللازم، ما ينقل العدوى إلى الأشخاص المحيطين بهم. وهذا أمر طبيعي، لأن الناس تعتبر أعراض المرض الخطير عادة هي علامات التعب المتراكم (الضعف وفقدان الشهية)، أو بسبب البرد (السعال المستمر مع البلغم).
وعموما يشكل هذا المرض مشكلة اجتماعية كبيرة أمام العلوم الطبية. لأن العصيات المسببة للمرض التي وصفها العالم هنري كوخ، أصبحت تدريجيا تقاوم المضادات الحيوية المستخدمة في علاج المرض، فيغدو أصعب سنة بعد أخرى.
ولذلك ظهرت حاجة ملحة لابتكار أدوية جديدة لعلاج هذا المرض الخطير، وقد اتضح قبل فترة، أن الطبيعة هي مصدر لا ينضب للمواد البيولوجية، حيث درس علماء معهد البحوث الطبية التابع لجامعة سدني الأسترالية نحو 1500 إسفنجة بحرية تعيش في السواحل الاسترالية.
أقرأ أيضًا:
بورندي تبدأ حملة تطعيم ضد "إيبولا" تحسبا لأي حالات قادمة من الكونغو
وقد ظهر من نتائج التحليلات الكيميائية الحيوية أن أحد أنواع الإسفنج Tedania ينتج مركبا عضويا معروفا للعلماء باسم bengamide B. وكان هذا المركب قد اكتشفه العلماء عام 1986 في مستخلص إسفنج آخر، وبوشر باستخدامه ضد الديدان الطفيلية بنجاح.
وقد بينت نتائج الدراسات والبحوث الأخيرة، أن هذا المركب فعال جدا في مكافحة عصيات السل. وأنه يكبح ليس فقط تكاثر هذه العصيات المسببة للمرض، بل وأيضا السلالات المقاومة للمضادات الحيوية. كما اتضح أنه غير سام لخلايا الجسم السليمة، بخلاف العديد من الأدوية المستخدمة في علاج السل.
وتقول ديانا كوان كبيرة الباحثين، "هذا الاكتشاف مثير للغاية. يمتاز المركب bengamide B بإمكانيات كبيرة وقد يصبح مكونا أساسيا في الأدوية المستخدمة في علاج مرض السل".
وقد يهمك أيضًا:
"الصحة" العالمية تدعو دول العالم إلى إنهاء مرض السل بحلول 2030
جرذان للكشف عن مرض السل في سجون إفريقيا