لندن ـ ماريا طبراني
توصل علماء بريطانيون إلى وسيلة منع حمل جديدة للرجال، من خلال ابتكار حقنة تمنع الحمل لمدة عامين، بحيث يتم وقف تدفق الحيوانات المنوية وهروبها إلى البويضة، وبذلك تعتبر هذه الوسيلة، الثالثة بخلاف الوسيلتين المعتادين، وهما الواقي الذكري وقطع القناة الدافقة.
وحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ابتكر الباحثون وخزة حقنة سريعة المفعول، يمكنها وقف حركة ذيول الحيوانات المنوية عن السباحة، وبالتالي منع فرصة تلقيح البويضة عند المرأة من أجل منع الحمل.
وكانت قد أٌجريت دراسة في أكتوبر/تشرين الأول 2016، توصلت إلى أن الحقن الهرموني للرجال فعال بنسبة 96% في وقف تدفق الحيوانات المنوية لكن صاحب ذلك آثار جانبية شعر بها الرجال مثل الاكتئاب وآلام العضلات، إلا أن الدراسة الجديدة أجريت باستخدام الحقن غير الهرموني والذي أثبت فعاليته بنسبة 100% على ذكور القرود، وهو ما قد يوفر خيارًا آخر لأكثر من عشرة آلاف رجل في بريطانيا قاموا بقطع القناة الدافقة لديهم.
تتضمن العملية البسيطة التي تستغرق بضع ثوانٍ حقن مادة هلامية غير مؤذية تحمل اسم "فازال جل" أو "كريم القنوات الناقلة" في القناة المنوية لإقامة حاجز يمنع مرور الحيامن، وهي نفسها القناة التي تُقطع أو تُعقد خلال عملية تعقيم الرجل بهدف منع الحمل ولكن ما له أهمية بالغة ان مفعول الحقنة يمكن ان ينتهي بحقنة ثانية تذيب حاجز المادة الهلامية بسرعة وتعيد للرجل خصوبته.
ويحتوي "فازال جل" على جل البوليمر الذي يتم حقنه في القنوات الناقلة للحيوانات المنوية، ومن ثم يمنعها من الهروب، وتعتبر هذه الوسيلة طويلة المدى ويمكن إلغاؤها، وتم إجراؤها على 16 قردا ذكرا بالغا؛ حيث تم حقنها بالجل وبعد تعافيها، تمت إعادتها إلى حياتها الطبيعية مع القرود الإناث.
وتتبع الباحثون جميع الذكور القرود موسم تزاوج كاملا على الأقل، فيما تتبعوا 7 منها لمدة عامين، والدراسة التي أجريت كانت صغيرة النطاق ولم يتم تجربتها بعد على البشر، ومع ذلك، تعد نتائجها مثيرة للاهتمام.
ونقلت "ديلي ميل" عن البروفيسور آدم يالين رئيس جمعية الخصوبة البريطانية قوله لإن الطريقة الجديدة "مثيرة للاهتمام تحقق التعقيم الذي يمكن إنهاء مفعوله بسد القناة المنوية بمادة يمكن ازالتها فيما بعد"، وأضاف أن هذه الطريقة الجديدة إذا كانت بلا آثار جانبية هي طريقة واعدة جدا كمانع ذكري مؤكدًا ضرورة التأكد من إمكانية إزالة الحاجز فيما بعد مهما طالت فترة استخدامه.
كما رحبت منظمات مدنية بالطريقة الجديدة محذرة في الوقت نفسه من أن الواقي الذكري وحده الذي يحول دون الإصابة بالأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي.