باريس - مارينا منصف
أظهرت إحدى الدراسات العلمية وجود علاقة بين ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالخرف وخاصة في منتصف العمر، بحيث يصاب واحد من كل أربعة أشخاص بضغط الدم المرتفع، ويطلق عليها اسم "القاتل الصامت"، على الرغم من أن كثيرين من الناس لا يعرفون أنهم مصابون به.
وبيَّنت الدراسات الموجودة من قبل جمعية القلب الأميركية (AHA) أن ارتفاع ضغط الدم يعطل بنية وعمل الأوعية الدموية الدماغية، مما يؤدي إلى تلف أجزاء المادة البيضاء في الدماغ التي تعتبر بالغة الأهمية للوظيفة المعرفية، ويمكن أن تعزز الخرف، بما في ذلك مرض الزهايمر.
وأشار الخبراء أيضا إلى وجود "أدلة قوية" بين تأثير ارتفاع ضغط الدم بمنتصف العمر على وظيفة الدماغ في السنوات اللاحقة. ودعا فريق الباحثين الى إجراء مزيد من البحوث لتحديد ما إذا كان علاج ارتفاع ضغط الدم، وخاصة في منتصف العمر، يخفض خطر المعاناة من تلف أجزاء من الدماغ في وقت لاحق في الحياة.
وجاء في البيان الذي نشر في مجلة " P,G AHA" أن عدة أبحاث في المملكة المتحدة أجريت على أكثر من أربعة ملايين شخص اكتشفت في وقت سابق من هذا العام وجود صلة بين ارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بتصلب الشرايين.
ويعد تصلب الشرايين السبب الثاني الأكثر شيوعًا للخرف بعد مرض الزهايمر وينتج عن انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ الناجم عن السكتة الدماغية أو تلف الأوعية الدموية الصغيرة.
ويؤثر مرض تصلب الشرايين على حوالي 150,000 شخص في المملكة المتحدة، ويسبب فقدان الذاكرة، ومشاكل الاتصال وتغيرات في الشخصية. وبشكل عام، 850 ألف شخص في بريطانيا مصابون بالخرف.
ووفقا لجمعية "الزهايمر"، فإن هذا العدد سيرتفع إلى أكثر من مليونين قبل 2051 ما لم تتخذ إجراءات لمواجهته.
وقال الدكتور كوستانتينو لاديكلو رئيس مجلس إدارة "AHA" إن واحدة من المشكلات التي تواجه علاج ضغط الدم الذي قد يساعد في منع الخرف، هو أن غالبا ما تكون هناك سنوات بين الوقت الذي كان المريض يعاني فيه من ارتفاع ضغط الدم وحدوث مشاكل في الادراك.
وقال ان هناك حاجة لدراسات طويلة الأجل تبحث متى ينبغي أن نبدأ العلاج لحماية الدماغ. وأضاف: "نحن نعلم أن علاج ارتفاع ضغط الدم يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب مثل النوبات القلبية وقصور في عضلة القلب والسكتة الدماغية، وأنه من المهم مواصلة التعامل معها للحد من مخاطر هذه الأمراض.
ومع ذلك، نحن بحاجة الى العديد من الدراسات لتحديد ما إذا كان علاج ارتفاع ضغط الدم، وخاصة في منتصف العمر، يقلل من خطر حدوث ضعف الادراك في وقت لاحق في الحياة.