مالهوترا يؤكّد أن عقاقير تخفيض الكوليسترول ليست دواءً عجيبًا

عاد الدكتور عاصم مالهوترا من جولة في استراليا حيث اعطى سلسلة من المحاضرات العامة التي تناقش حجة أن استهلاك السكر بكثرة يؤدي أمراض السكر المزمنة مثل داء السكري من النوع الثاني والبدانة.

وظهر الطبيب الرائد على شاشة التلفزيون الوطني حيث حاورته المذيعة ايما البيرسي وأجاب فيها على سلسلة من رسائل المشاهدين، وأخبرته المذيعة أن الاستراليون يستهلكون حوالي 26 ملعقة من السكر يوميا، في الوقت الذي تحث فيه منظمة الصحة العالمية الناس على استهلاك ما أقصاه 6 ملاعق من السكر المضاف للبالغين، ولا يوجد خطط لفرض ضرائب على السكر في استراليا مثل بريطانيا، ولكن على الأقل ضرر السكر أصبح موضوع يتحدث فيه الناس هناك بكثيرة، والكثير من المنظمات تعمل على زيادة وعيهم من هذه الناحية.

ويوضح الدكتور عصام " أنا خائف من أن أقول أن الاستراليين وعدد كبيرة من الناس في بريطانيا وأماكن أخرى في العالم لا يحصلون على نفس المعلومات حول العقاقير المخفضة للكوليسترول، ولقد أمنت منذ فترة طويلة أن عقاقير تخفيض الكوليسترول تستخدم للحد من ارتفاعه في الدم وليست دواء عجيب كما يظن أغلب الناس"، ويعود أغلب سوء الظن لدى الناس خول العقاقير الى الاختبارات المنحازة في المجلات الطبية والتي لديها طابع تجاري أكثر من الفائدة والمنهاج الطبي التي تفشل في تعليم الأطباء والناس الفهم الصحيح والتوصل الى النتيجة الأكثر صحية، ونتيجة لذلك يصف دكتور عصام دواء الاستاتين المعروف عن امكانيته لخفض الكولسترول لدى الأشخاص الذين يعانون أو معرضين لأخطار الإصابة بأمراض القلب، بالرغم من قلة المعلومات التي تشير الى أن هذه الأدوية مفيدة للمرضى المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب بمستويات قليلة.

وتشير الأدلة أنه في أحسن الأحوال فان فوائد العقاقير المخفضة للكولسترول قد تضخمت بشكل مبالغ فيه فيما جرى التقليل من أهمية الاثار الجانبية، وخلصت دراسة حديثة نشرت في مجلة جاما أن ما يقرب من 43% من الأشخاص الذين تناولوا عقار اتورفاستاتيين لأكثر من 10 أسابيع عانوا من الأثار الجانبية مقارنة مع 26% فقط ممن تناولوا دواء وهمي، أي أن الخطر ارتفع بنسبة 61%، ويبدو أن فوائد هذه الادوية مبالغ فيها حتى لدى المرضى المعرضين لمخاطر عالية من الكولسترول.

ويزيد الدواء متوسط العمر المتوقع للأشخاص المعرضين لمخاطر عالية من الإصابة بالنوبات القلبية اذا أخذوه يوميا لمدة 5 سنوات، ويقع أغلب المشكلة على عاتق التحكم بالبيانات حول تجارب العقاقير المخفضة للكوليسترول، وأضاف دكتور عصام " لدى شكوك عميقة حول حقيقة التجارب في جامعة أكسفورد والتي تتلقى الملايين من التمويل لبحوثها من شركات الادوية التي تصنع العقار، وترفض الافراج عن البيانات الأولية لأبحاثها على العقاقير المخفضة للكولسترول للتدقيق."

وأدت هذه الصناعة والتجارب الى وصف هذه الادوية لعشرات الملايين من الأشخاص في جميع انحاء العالم لتكسب مليارات الدولارات، فيما خنق أي جدل واسع حول الامر، واسترسل " أعترض على وجه الخصوص على البلطجة على الناس مثل الدكتورة مريان ديماسي التي نشرت تحقيق سلط الضوء على عدم الشفافية في بيانات التجارب السريرية بشأن فعالية الأدوية المخفضة للكولسترول والآثار الجانبية، ونشرت المجلة الطبية الاسترالية الورقة، وبثتها أيضا في برنامج في عام 2013، وقيل أن ما يصل الى 2900 شخص عانوا من نوبة قلبية أو وفاة بسبب عدم تناولهم لأدويتهم بناء على هذه الورقة"، وسحب بناء على ذلك برنامج الطبيبة الوثائقي، ولكن لم تردي أي بيانات على وجود حالة وفاة سجلت لدعم هذه الاقوال، وعندما كان الطبيب الرائد في استراليا شجع الناس على إعادة بث هذا البرنامج الوثائقي، الموجود على يوتيوب اليوم.

وفتحت الصحافة الشجاعة أعين الأطباء والجمهور في جميع أنحاء العالم، وأدت الى تحسين حياة عشرات الالاف من المرضى من خلال تقليلهم للجرعة الدوائية أو اعتمادهم على الأدوية المخفضة للكولسترول والبحث عن بدائل.

وأوضح رئيس الكلية الملكية للأطباء السابق ريتشارد طومسون " تحقيق ماريان ديماسي جاء للبحث في شفافية البيانات في التجارب التجارية ونزاهة الخبراء الممولين من شركات صناعة الدواء، وهناك حاجة لمراجعة مستقل على الأساس العلمي لاستخدام العقاقير المخفية لكوليسترول."