واشنطن ـ رولا عيسى
تعتقد معظم السيدات، أن الرضاعة الطبيعية مفيدة لصحة أطفالهن، ولكن الأطباء لم يخبروا الأمهات عن أنها مفيدة لهن أيضًا، ولذلك أوضَحت دراسة حديثة أن الرضاعة الطبيعية تقلل نسبة الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، والسكري من النوع الثاني، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وتُحسن صحة القلب والأوعية الدموية.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الأمهات المرضعات تقل نسبة إصابتهن بسرطان الثدي بنسبة 4.2%، لكل 12 شهرًا يرضعن خلالهم أطفالهن، وبالإضافة إلى ذلك، تقلل الولادة الإصابة بنسبة 7%.
وتحمي الرضاعة السيدات من العديد من الأمراض الخبيثة، وتسمى الأورام السالبة للمستقبلات أو الأورام الثلاثية السلبية، وهي أكثر شيوعًا بين النساء الأميركيات من أصل أفريقي، كما أنها تقلل الخطر بنسبة الثلث بالنسبة للنساء اللاتي يعانيان من السرطان، بسبب طفرة "BRCA1" الموروثة.
وتعتبر النساء اللواتي يرضعن، أقل عرضة للإصابة بسرطان المبيض، وداء السكري من النوع الثاني، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وربما تتحسن صحة القلب وكذلك الأوعية الدموية، لكن 16% فقط، أو أقل من امرأة واحدة من بين خمس نساء شملهن الاستطلاع، قالوا إن أطبائهم أخبروهم أن الرضاعة الطبيعية جيدة للأم وكذلك للرضيع، وذلك وفقاً لدراسة جديدة نشرت مجلة "Breastfeeding Medicine".
وقال الدكتور بهوفانيسواي راماسماوي، المؤلف الرئيسي للدراسة، والأستاذ المساعد في علم الأورام الطبية في جامعة ولاية أوهايو في كولومبوس،" يوجد إجراءات وقائية يمكنها إنقاذ الكثير من الأرواح، في الوقت الذي تقوم فيه الشركات بتسويق حليب الأطفال من خلال الادعاء بأن منتجاتها هي بدائل فعالة لحليب الثدي، تمتلك السيدات تركيبة الحليب التي تساعدهن على العيش لفترة أطول والتواجد وسط عائلتهن".
وشملت الدراسة الجديدة، 724 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و50 عام، أنجبن طفلًا واحدًا على الأقل، الغالبية العظمى منهن أرضعوا أطفالهن بطريقة طبيعية، ولكن تبين أن أكثر من النصف بقليل يعرفن قبل الولادة أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وأكثر من ثلث هؤلاء قلن إن المعلومات أثرت على قرارهم بالإرضاع، لكن 120 من النساء فقط قالوا إن مقدمي الرعاية الصحية، قد أبلغوهم عن الآثار المترتبة على صحتهم على المدى الطويل، ومعظم أولئك اللاتي عرفن عن الفوائد الصحية للأمهات المرضعات حصلن على المعلومات من وسائل الإعلام الشعبية أو الإنترنت.
وتميل هؤلاء النساء إلى الرضاعة لمدة أطول، 13 شهرًا في المتوسط، من النساء اللواتي لم يعرفن الآثار الصحية، وبينّت النتيجة أن 60% من النساء الأميركيات ذوات البشرة البيضاء، يعرفن عن أهمية الرضاعة الطبيعية وعلاقتها بتقليل الإصابة بسرطان الثدي، أما الأميركيات من أصل أفريقي 47%، وجنسيات أخرى 54%.
ولا يفهم العلماء تمامًا لماذا تساعد الرضاعة على الوقاية من سرطان الثدي، لكنهم يقولون، إن الثديين يخضعان للتغيرات أثناء الحمل، حيث إنهما يطوران المزيد من قنوات الحليب استعدادًا للرضاعة الطبيعية.
ويوضح الدكتور راماسماوي، أنه في نهاية المطاف يمر الثديان بعملية تسمى الانقلاب، والتي تعيدهم إلى حالة ما قبل الحمل، وينطوي ذلك على موت الخلايا الضخمة، وإعادة تشكيل الأنسجة، يمكن أن يحدث هذا الانتقال ببطء من خلال الفطام التدريجي، أو المفاجأ.
ويبدو أن الرضاعة الطبيعية تعيد تشكيل عملية التمثيل الغذائي في الجسم بعد الحمل، مما يحسن عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز وحساسية الأنسولين، وحرق السعرات الحرارية، التي تتعبئ في مخازن الدهون خلال فترة الحمل، وهو ما قد يفسر لماذا تعاني النساء اللاتي يرضعن من الثدي من انخفاض معدلات الإصابة بمرض السكري ومشاكل أخرى.