الدهون

بات مستقبل "الجمعية الخيرية الرائدة لمكافحة السمنة" محل شك، وذلك عقب إستقالة ما يزيد عن نصف أعضاء مجلس إدارتها إحتجاجاً على نشر التقرير الذي حث الأشخاص على تناول المزيد من الدهون. وجاء في التقرير الذي صدر قبل إسبوعين من قبل المنتدي الوطني للسمنة ( NOF ) بأن أغلب عادات تناول الطعام تعد خاطئة، داعياً إلى إجراء إصلاح جذري للإرشادات الغذائية. كما زعم ضرورة تناول المزيد من الدهون، بدلاً من الإبتعاد عنها.

ووصف التقريرأيضاً "زيت دوار الشمس بأنه بالكاد طعام،، متوجهاً بالمشورة لوقف حصر السعرات الحرارية، ومحذراً من أن ممارسة التمرينات الرياضية لا يساعد على خسارة الوزن. ومنذ ذلك الحين فقد تم الكشف عن أن أحد مؤلفي التقرير يعد مستشارا علميا لشركة أتكينز Atkins للنظم الغذائية، والتي تؤيد تناول الوجبات الغنية بالدهون وتقل فيها نسبة الكربوهيدرات.
 
وتلقى رئيس المنتدى الوطني للسمنة الأستاذ ديفيد هاسلام، عرضا لرحلة عمل مدفوعة إلى الولايات المتحدة من أجل تقديم المشورة، وقد تعرض التقرير سريعاً إلى إنتقاداتٍ من الأطباء البارزين والعلماء ومن بينهم الدكتورة أليسون تيدستون خبيرة التغذية في إنكلترا، والتي وصفته بأنه تقرير غير مسؤول ويعرض صحة البلاد للخطر.  وأضافت دكتورة تيدستون بأن الاكثار من الدهون المشبعة في النظام الغذائي يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والموت أحياناً بسبب إرتفاع نسبة الكوليسترول.
 
وقال أعضاء المنتدى الوطني للسمنة بأنهم لم يتطلعوا على التقرير قبل أن يتم نشره، بينما خرج بيان يوم الخيمس على موقع الجمعية الخيرية، والذي إعترف بأنه لم يكن هناك إجماع من قبل كافة الأعضاء على ما جاء في التقرير. فيما قال ماثيو كابهورت الذي تقدم مساء يوم الخميس بإستقالته كمدير عملي بأنه من الخطآ تقديم الوثيقة بإعتبارها صادرة  عن المنتدى الوطني للسمنة عندما يكون أغلب الأعضاء الراحلين وغير المدركين لما تضمنته هذه الوثيقة.

ومن بين المتقدمين بالإستقالة نائبة الرئيس ديبورا كوك ممرضة السكري، وكذلك دكتور جين ناش طبيب علم النفس فضلاً عن سانجيتا أغنيهوتري مستشارة التوليد. وذكر رئيس المنتدي الوطني للسمنة الأستاذ ديفيد هاسلام بأن التقرير حاز على الإنتباه من خلال تضمنه لأسماء المتخصصين، مؤكداً على أن وجهات نظره بشأن أفضل الطرق نحو النظام الغذائي قد تشكلت قبل أن يصبح مستشاراً في شركة أتكينز Atkinsالتي لم يكن لها علاقة بالتقرير ولم تشارك في عمله.

وصرح الناطق بإسم المنتدى الوطني للسمنة تام فري بأن الإستقالات تؤثر بشدة على مستقبل الجمعية الخيرية، بينما قال مايك لين أستاذ التغذية البشرية في جامعة غلاسكو وغير المشارك في المنتدى بأنه كان ينبغي عرض التقرير قبيل نشره.