"بكتيريـا الإيكولاي"

يستطيع العلماء تسخير "البكتيريا" التي ترتبط عادةً بالتسمم الغذائي الحاد، من أجل منع الإلتهاب الرئوي والسحائي وحتى علاج مرض السرطان. فقد أظهر الباحثون بأن "بكتيريـا الإيكولاي" يمكنها العمل على نقل اللقاحات بدقة وبتكلفة قليلة جداً.

فتناول بعض سلالات "الإيكولاي" يمكن أن يتسبب في حدوث آلامٍ في المعدة، وإسهال مزمن أو حتى الوفاة، إلا أن أغلبها آمنة ومفيدة للجهاز الهضمي. ومع ذلك فقد نجح العلماء في تطوير كبسولات قائمة على "الإيكولاي" في نقل اللقاحات لإستهداف خلايا مناعية معينة. ويقول الباحثون بأن اللقاحات قد تمنع الإصابة بالإلتهاب الرئوي وتسمم الدم والتهابات الأذن والالتهاب السحائي، فضلاً عن إعتقادهم بإمكانية تطويرها لنقل العلاج الذي يقضي علي مرض السرطان.

وأوضح الأستاذ بلين فايفر وهو أستاذ جامعي مُشارك في كلية بافالو Buffalo للهندسة والعلوم التطبيقية وقائد فريق البحث مع طالبه السابق الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لشركة "تشلارلز جونز" للعلوم البيولوجية بأن العديد من سلالات بكتيريـا الإيكولاي طبيعية للجسم ولديها إمكانات كبيرة في مكافحة المرض.

وفي دراسة نُشرت في مجلة Science Advances فقد إختبر الباحثون على الفئران الكبسولات التي يوجد فيها اللقاح القائم على البروتين، والذي يهدف إلى مكافحة مرض المكورات الرئوية. وقد تحمس فريق البحث كثيراً للتوصل إلى كبسولات تستهدف خلايا مناعية معينة تثير ردة فعل تجاه مرض المكورات الرئوية. كما عززت استجابة المناعة في الجسم. ويعقد الأستاذ فايفر الآمال في تطبيق اللقاح على البشر ذات يوم من خلال إستخدام الكبسولة لتوصيل العلاج الذي يستهدف أمراض السرطان والأمراض الفيروسية المعدية إضافةً إلى أمراضٍ أخرى.