"بكتيريـا السالمونيلا"

كشف العلماء عن إمكانية إستخدام سلالة غير ضارة من "بكتيريـا السالمونيلا" لتقليص الأورام. ويعتقد الباحثون من جامعة "سوانزي" بأن هذا الإكتشاف المذهل يمكن أن يُحدِث ثورة في علاج سرطان "البروستاتا" وخضوع المرضى لعلاج واحد لا يتعرض للخلايـا السليمة، بما يحد من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

ونجح العلماء في تعديل سلالة من "السالمونيلا" وإستخدامها في تقليص الخلايا السرطانية داخل المختبر من دون الإضرار بالأنسجة السليمة. وعلى الرغم من أن السالمونيلا ترتبط عادةً بالتسمم الغذائي، إلا أن السلالة المعدلة ليست سامة سوى للخلايا السرطانية عبر إيقاف آلية نموها وإنتشارها ومنع وصول المغذيات إليها.

وأوضح الأستاذ بول دايسون من جامعة سوانزي Swansea خلال حديثه إلى "بي بي سي" BBC  بأنهم يعملون على إستغلال النظام الطبيعي داخل خلايا جسم الإنسان، وإستخدام السالمونيلا في تعطيل الجينات المسؤولة عن نمو الورم، مشيراً إلى أن العلاج غير مؤذٍ على الإطلاق، حيث لن تتعرض السالمونيلا إلى أي أنسجة صحية، وهو ما لن يتسبب في الإصابة بالأمراض.

وأضاف دكتور كلير مورغان من كلية الطب في الجامعة بأن العلاجات الموجودة حاليـاً سامة للغاية، فضلاً عن إمكانية أن يصبح معها الأشخاص مرضى ومقاومين لها أيضاً. ولكن العلاج المستحدث من البكتيريـا يمكنه تغيير طريقة علاج مرض السرطان.

ومن المقرر إجراء الإختبارات للإكتشاف قبل خوض التجارب السريرية، بما قد يمهد الطريق نحو الوصول إلى علاجاتٍ جديدة لأنواعٍ أخرى من السرطانات في المستقبل. وتعهدت الجمعية الخيرية لأبحاث السرطان في بريطانيـا بتقديمها مبلغ 20,000 جنيه إسترليني من أجل دعم المرحلة المقبلة من البحث، فيما قالت الدكتورة أليكستا بيشوب من الجمعية الخيرية بأن النجاح مثير حقاً في الإختبارات التي تسبق التجارب المخبرية بما يمكن من تطبيق العلاج علي أنواعٍ أخرى من السرطانات وليس فقط على سرطان البروستاتا.

أما الشيء الآخر الذي ينبئ بمستقبل واعد هو إحتمال كون العلاج غير سام وأكثر فعالية ضد مرض السرطان. فسرطان البروستاتا يعد الاكثر شيوعاً بين الرجال داخل بريطانيـا، ويصاب به الرجال ممن يتجاوزون الخمسين من العمر. وقد تم تشخيص ما يزيد عن 47,000 حالة، ووجد بأن المرض يودي بحياة ما يقرب من 10,000 رجل كل عام.