ورم "الثدي سلبي بالثلاثة"

أعلن العلماء عن عقار جديد، لعلاج سرطان الثدي، أكثر أنواع الأورام السرطانية القاتلة، ويتمثل دوره في جعل الأورام تتأثر بالعلاج الكيميائي، وهو الأمر الذي يعطي أملًا جديدًا للمرضى، حيث ورم الثدي "سلبي بالثلاثة"، وهذا النوع العدواني من السرطان يمثل حالة من بين كل 6 حالات من أورام الثدي، ويتسبب في وفاة ربع المصابين خلال 5 أعوام فقط، كما أن المانع PIM-1 والذي يستخدم بالفعل لمكافحة سرطان الدم يقتل الخلايا السرطانية.

وعثر على جزئ يساعد الورم على النجاة، وذلك بين مرضى سرطان الدم، عن طريق إخبارهم بتجاهل إشارات الموت الناتجة من أدوية العلاج الكيميائي السامة، ولكن بمنع الجزيء من خلال الأدوية التي يمكنها أن تجعل الخلايا السرطانية تتأثر بالعلاج، حسب ما ذكره الخبراء.

وأوضح البروفيسور آندرو توت، رئيس فريق البحث من كينجز كوليدج لندن، قائلًا "كثير من سرطانات الثدي السلبية بالثلاثة تقاوم العلاج الكيميائي بشدة، بسبب الجينات التي يصعب الوصول إليها من خلال العقارات".

وأضاف "رأينا أن PIM-1 وهو جزئ حيث تجري عليه بعض تجارب العقارات في أمراض أخرى وهو هام لما يجعل خلية سرطان الثدي السلبية بالثلاثة خبيثة، وتصبح مدمنة له، كما ينقذهم PIM-1 من شفير الموت الناجم عن العلاج الكيميائي من خلال السيطرة على "قائدهم" وجينات "حماية الموت" وهي جينات يصعب التأثير عليها بالعقار، وعلى الرغم من أنه وقت مبكر لكن عقارات مانع PIM-1  تم اكتشافها بالفعل ما سيمنحنا طريق جديد للقضاء على هذه الجينات المسببة للسرطان، وسيكون الأمل هو ما إذا كانت هذه العقارات سيمكنها تجريد سرطانات الثدي السلبية بالثلاثة من دفاعاتها وبهذا يمكن دفعهم إلى حافة الهاوية باستخدام علاجات أخرى لسرطان الثدي".

ويأمل العلماء بأن تسمح نتائجهم للعقار بأن يستخدم في تجارب سرطان الثدي خلال عامين، وقام باحثون من كينجز كوليدج لندن ومعهد أبحاث السرطان، بمقارنة 319 نموذجًا من السرطان السلبي بالثلاثة مع أكثر من 2000 ورم عادي في الفأر، واكتشفوا أن أكثر المستويات العليا الخاصة بنشاط PIM-1 في الأورام السلبية بالثلاثة، ولكن عندما أعطوا العقار للحيوان لتقليل الآثار إلى النصف، تمكنوا من إيقاف نمو الورم بصورة مباشرة.

وأضافت البارونة ديليث مورغان وهي الرئيس التنفيذي لبريست كانسر ناو "هذا يمثل تقدمًا مثيرًا وكبيرًا بالنسبة لمجموعة هامة من المرضى الذين هم في أمس الحاجة إلى مزيد من الخيارات العلاجية، فدائمًا ما يكون سرطان الثدي السلبي بالثلاثة عدواني، وهذا شائع بين النساء في سن صغيرة، ويظل العلاج الكيميائي والعقاقير هي الخيار الوحيد لهؤلاء النساء، في حين أنها تجدي نفعًا بالنسبة لبعضهم، أما إذا السرطانات مقاومة لهذا العلاج  فإنه يتبقى عدد قليل من الخيارات الأخرى، ووجود علاج جديد يستهدف المرضى السلبية بالثلاثة، يعدّ اختراقًا هائلًا".

وتابعت البارونة "الأدوية التي تثبط عمل الجزيء PIM-1 الهام تحت التجارب الطبية بالفعل لمرضى سرطان الدم، ويبدو أنها جيدة التحمل مما يعطينا أملًا حقيقيًا لخيار جديد في المستقبل، وفي الأساس فهذا الاكتشاف يدل على أهمية الابتكار المستمر، والتعاون في محاولة للإجابة عن الأسئلة الأكبر عن سرطان الثدي".